مجازر الذبح العشوائي في كربلاء بين غياب الرقيب وتهاون المواطنين وكيف يصبح الماعز خروفا ( تقرير مصور)
اللحوم عفنة، وبعضها فاسد، ومنها ناقص الوزن، وما عليها إلا أن تصير ضحية تلك النعوت التي يدعيها المواطنون، قال أبو سلمان 48 عام ذات مرة وقفت أمام قصاب، وبعد أن مازحته قليلا، سألته من أيّة لشة: “ ستـُكيل لي؟ فأجابني ضاحكاً، من التي لم أعلقها، ولكن ليس بثمن ما يبيعه للآخرين بل أكثر ..
ويقرأ الآخرون لافتة بأسعار اللحم لدى هذا القصاب، اقل من غيره، فهو يبيع الكيلو غرام الواحد بخمسة آلاف دينار، في حين إن غيره من القصابين يبيع نفس الزنة بستة آلاف وخمس مئة دينار .. وآخرون بأثنا عشرة ألف دينار، لم كل هذا ؟ وماذا عن القصاب بالتي لم يعلقها ؟
[img]pictures/2010/01_10/more1262505198_3.jpg[/img][br]
[img]pictures/2010/01_10/more1262505198_4.jpg[/img][br]
ما عناه القصاب، إن ليس في كل اللحم المعروضة، ما يستحق أن يشتريه صديق، وأما لم يحدث كل هذا؟ فلأن الرقابة غائبة، ولان مجازر الهواء الطلق، تنامت، وزادت، واتسعت، حتى صرنا نراها على الأرصفة، ليصير الذبح العشوائي، سمة من سمات الواقع الجديد، لاسيما وان البعض .. جعل له ساحات خاصة .. ومنها ساحة ذبح الماشية في محلة باب الخان والمخيم وحي الحر والغدير والأحياء النائية عن مركز المدينة حيث أصبحت الحدائق والمناطق العامة المجاورة لهذه الأسواق والموجودة بالقرب من هذه الساحات ومحلات القصابة عبارة عن أماكن لمخلفات جزر المواشي ..
[img]pictures/2010/01_10/more1262505503_1.jpg[/img][br]
[img]pictures/2010/01_10/more1262505503_2.jpg[/img][br]
والى حي الغدير وساحة بيع المواشي كانت جولة مراسل موقع نون لنسأل كيف يصبح الماعز خروفا؟ وإذا بقصاب جاء مسرعاً ليسحبني من يدي جانبا وهو يقول: الم تجد سوقا غير هذه لتجري تحقيقك فيها، فسألته عن اسمه فرفض وقال: احذر فأن الكثير ممن يعملون في هذا المكان يسودهم الجهل وبعضهم لا يقابل إلا بالعراك والسكاكين ولا يرضون أن يصورهم أو يكشف حقيقة أفعالهم احد.
هل غياب القانون هو السبب إن المجازر في كربلاء تمثل ما تعاني من الإهمال واللامبالاة ؟ حيث تحيط بها عمليات الذبح المباح في العراء وبعيدا عن أية رقابة أو سلطة وسط الأوساخ والقاذورات وبالشكل الذي يعرض حياة الناس الى احتمالات الإصابة بالإمراض، تجدنا لا نمتلك سلطة أو قوة مدعومة بالقانون لمنع هؤلاء من التجاوز وإجبارهم على الالتزام بالذبح داخل المجزرة وخضوعهم الى الشروط الصحية والوقائية المنصوص عليها..
[img]pictures/2010/01_10/more1262505503_3.jpg[/img][br]
قصابو كربلاء أشاروا الى عدم توفر مجزرة أو (مسلخ) لعقر المواشي كما والسابق؛ لكن البعض منهم قال: هذا لا يعتبر سبب كاف لعقر المواشي دون التأكد من سلامتها، وشدد البعض الآخر على منع ظاهرة الجزر العشوائي لما يسببه من مخلفات ونفايات تخدش وتضر بالسلامة الصحية..
مديرية بيئة كربلاء صرحت بخصوص إزالة وإغلاق المجزرة القديمة الكائنة في البهادلية والى ذلك قال المهندس حيدر فؤاد مدير بيئة كربلاء: نظراً لعدم صلاحية المجزرة القديمة للحوم الحمراء في البهادلية وعدم استيفاءها للشروط الصحية والبيئية لذلك تم إغلاقها من قبل وزارة البيئة بتنفيذ مديرة بيئة كربلاء..
فيما قالت سوسن سمير مسؤولة شعبة البيئة في بلدية كربلاء لموقع نون : للبلدية دور مهم يتصل بباقي مشاريعها وحرصت على إيجاد البديل لمجزرة البهادلية (المسلخ) التي أغلقت على أثر مشروع توسيع شارع ميثم التمار، وكان البديل توفير مجزرتين الأولى مؤقتة، في منطقة الإبراهيمية على الطريق الرابط بالزبيلية قرب المطار الزراعي..
وأكدت سمير إن المشروع يشارف على الانتهاء، هذا وبالتنسيق مع المحافظة وهيئة التنمية والأقاليم ومديريتي الزراعة والبيئة في كربلاء، أما المجزرة الثانية الدائمة، فقد تعاقدت وزارة البلدية مع شركة هولندية لتوفير مجزرة نموذجية على طريق كربلاء النجف قرب حقول الدواجن، تحت سقف ٍ زمني يبلغ سنة ً واحدة..
[img]pictures/2010/01_10/more1262505198_1.jpg[/img][br]
حول سلامة الأمن الغذائي مطامح وآراء مختلفة..
الدكتور عزيز جابر عبد الله مدير شعبة الرقابة الصحية في دائرة صحة كربلاء قال لموقع نون : الذبح العشوائي الذي غير ممكن السيطرة عليه موعزا ذلك لعدم وجود مجزرة يلجأ إليها القصابون لعقر المواشي، مؤكدا أن دور الرقابة الصحية يقتصر على رصد أماكن الجزر العشوائي وإرسال صورة عن هذا الوضع الى الجهات التنفيذية أي اللجان المشكلة من المستشفى البيطري لاتخاذ الأجراء المناسب بهذا الخصوص..
وعن سلامة الأمن الغذائي وما يتطلب من توفير ملاك طبي بيطري متخصص برئاسة طبيب متخصص يقوم بفحص الحيوانات قبل ذبحها والتأكد من سلامتها وصلاحيتها للتناول البشري قال جابر: \" توجد بعض الأمراض لا علاقة لها بذبح المواشي، ولكن توجد هنالك أمراض غير مسيطر عليها قد تنتقل الى الإنسان وهذا ما يهدد سلامة الأمن الغذائي مشيرا أن بعض القصابين أصبحت لديهم خبرة لتميز صحة المواشي، والبعض الأخر منهم لا يبحث سوى الكسب المادي مؤكدا أنه قد تم رصد حالات لعقر الحمير بعد السقوط في قضاء طويريج.
[img]pictures/2010/01_10/more1262505198_2.jpg[/img][br]
وعلى صعيد متصل قال الدكتور منهال السريح المسؤول عن المستشفى البيطري: إن مسؤولية متابعة ظاهرة الذبح العشوائي الغير قانوني خارج المجازر الرسمية هي مسؤولية مشتركة لجميع الدوائر ذات العلاقة ولا تنفرد بها إدارة المستشفى البيطري وحدها في كربلاء وان مسؤولية المستشفى تقتصر الإشراف وفحص الحيوانات المعدة للذبح قبل الذبح وبعده ومن ثم إطلاق اللحوم المخصوصة والصالحة للاستهلاك البشري.
وأوضح السريح: من المعروف إن أهلية أي دائرة ومستوى نجاحها يأتي من مدى حرصها في تحمل المسؤولية في أداء مهامها وهذا يتطلب ارتقاء جميع الدوائر ذات العلاقة الى هذا المستوى في الأداء.
وطالبَ في الإسراع بانجاز المجزرة الحديثة المؤقتة للحد من ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي، تفعيل دور مكتب متابعة شؤون الخدمات والتجاوزات البيئية في المحافظة وتفعيل دور شرطة البيئة في محافظة كربلاء.
مشيرا في ذات الوقت الى تطبيق قانون ذبح الحيوانات المرقم 105 لسنة 1989 والتعليمات رقم (2) لسنة 1990 بحق المخالفين، فمثلا نحن نمتنع عن ذبح الشاة (النعجة) الولود كما يسري ذلك على الصغير دون ثلاثة أشهر لان ذلك يضر بالثروة الحيوانية ويؤثر سلبا على عمليات تكاثرها..
وأكد منهال على التنسيق مع مديرية شؤون السيطرات بعدم السماح بدخول الحيوانات المذبوحة واللحوم الغير مفحوصة وغير المختومة.
[img]pictures/2010/01_10/more1262505503_4.jpg[/img][br]
لا يمكن أن ننجح في عملنا ونحقق غايتنا ما لم نتلق الدعم اللازم من دوائر الدولة المختصة من خلال جولات تفتيشية مستمرة وبشكل دوري ودائم على محلات القصابة وبيع اللحوم ومحاسبتها في حالة وجود لحوم غير مختومة بختم المجازر الحكومية المعتمدة وإنذار أصحابها ثم غلقها ووضع القائمين عليها تحت المساءلة القانونية وهذا ما كان يعمل به سابقا.
[img]pictures/2010/01_10/more1262506221_1.jpg[/img][br]
[img]pictures/2010/01_10/more1262506221_2.jpg[/img][br]
ويضيف الدكتور منهال قائلا: القضية اكبر من أن نتجاهلها ولا بد من حسم سريع لها ولا بد من التذكير بان الأمر يبدو مشتركا بين جهات عدة تتمثل في الإعلام والصحة والداخلية ولهم جميعا دور في غاية الأهمية حيث يقوم الإعلام بتوعية المواطنين لمخاطر اقتناء اللحوم المذبوحة على الأرصفة وخارج المجازر الرسمية ومساوئ تناولها على الصحة العامة فيما تؤكد ذلك الدوائر الصحية المختصة من خلال الرقابة والتفتيش والممارسة مدعومة من قبل الدوائر المختصة في وزارة الداخلية وبالتنسيق المشترك لوضع المتجاوزين ومن لا يلتزم بالضوابط المنصوص عليها بهذا الشأن تحت طائلة القانون ومحاسبتهم والاستمرار على ذلك وفق آلية مبرمجة وبشكل دوري ومنظم إذا كان لا بد من خلاصة لهذه الجولة السريعة فلا يمكننا إلا إن نرسوا على شاطئ اليقين والكل مرهون بأجزائه وان حالة الفوضى التي تطرقنا إليه في جزر الماشية وبيع اللحوم دون رقيب أو حسيب إنما هي حلقة ضمن سلسلة حلقات انفرطت خارج العقد المطلوب أحكامه وإغلاق دائرته ضمن التفعيل الواجب لمؤسسات الدولة ومرافقها الخدمية والرقابية والصحية والأمنية وحيثما غاب الضمير وتلاشى الإحساس بمحاسبة الذات ولا بد من بروز القانون وسلطة الدولة ووضع النقاط على الحروف.
تحقيق/ حسين النعمة
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر