بقلم:عقيل الطريحي "البوح الى كربلاء" مدججاً بالحزن والحب والامل.. متلفعاً بالكبرياء والشمم.. هكذا ينبغي لك ان تلقى وجه السماء المرمل بدم في واحة العشق الالهي.. رويدك، اخلع نعليك انك في الوادي المقدس، حيث تزخّ الارض نجوماً وابتسامات اطفال، حينما تنعم النظر فيها تجد رضيعاً يتلوى من عطش وسهم اخفاقة اخلاقية.... رويدك، لاتبتئس إنهم فتيةُ وان نيف منهم شيوخ ُ على التسعين، يربطهم حبل جنون عابسيّ، هو العقل عينه.. ثم لا تبتئس اخرى، انهنّ نسوة ُ اعطين للرجولة والشهامة معنى، اذ ينطلق الصوت ولا رادّ لصداه: يا رب ّ خذ حتى ترضى... وانها ايضاً كفّان الهبهما الدعاء فاسرعتا قبل الجسد لتؤشرا ان لا كف ّ تغترف ماءً قبل السبط، ولتكونا معلم الدلالة على ايثار وإباء ايها الميمم شطر كربلاء، لا تشح وجهك عن بقعة الدم التي توهجت ثم توهجت، حتى غدت ضوءً يبحث عن كل زاوية ظلام في هذا العالم على امل النور، اتحسب نفسك الوحيد الذي يرى انبعاث الروح محاطةً بملائك تتهاوى لدى اعتاب الضريح القدسيّ ؟ كلا، معك عشاقُ كثر موغلون في قدم التاريخ حيث النبيون والصالحون صفاً صفاً، وجيء يومئذٍ بالامم تتلو نشيداً كونياً عرفته البشرية منذ بدء الخليقة.. يردّد في السماء كما في الارض: لبيك داعي الله، يستمع اليه محمد أو الحسين.. لافرق.. أوليس قد قالها: ((حسين مني وأنا من حسين)) ؟ يستمع اليه، فيؤوي إليه من يشاء.. وتقترب المسافة أو تبتعد طبقاً لموسيقى نبض كل قلب منهم. لقد أسّس لما قبله ولما بعده، فكان غريباً وحيداً في انبعاثات عطائه، وبخلاف كلّ ضوابط التاريخ زماناً وجغرافية.. اشعاع بعمق الماضي، يصحّح مسارات مضت، واشعاع بمدى نهاية العالم، يمتحنُ الاصلاح جميعه.. لا اشراً ولابطراً.. الله، يا هذا الذي دوى بنفي التأبيد: هيهات منا الذلة.. هيهات منا الذلة.. هيهات منا.. هيهات.. هيهات هيهات هيهات منا الذلة..... لا اعطيكم لا اعطيكم لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل... هيهات هيهات هيهات منا الذلة. كم اسبغت ليعطيك الله ما لم يعط غيرك ؟!.. مصلحون ومفكرون وثوار لا يعرفون ربك أو جدك النبي ربما، لكنهم يتعلمون منك. وها أنا ذا الممتحن في خدمتك، لا دمع ليطهّر نفسي، ولا حول اتمكن به من الاداء، ولا عون بما يليق، ولا وعي يتساوق مع اطلالة البصيرة... كل زادي في هذا الامتحان قلب سليم عاشق لكربلاء.. لا يرى في ارض الله ولا في جناته ما يضاهيها.