قال عز من قال في محكم كتابه العزيز (بسم الله الرحمن الرحيم.. الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) وقال \"بسم الله الرحمن الرحيم، لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله\" صدق الله العلي العظيم..
وقال الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) \"إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا\"
الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة لنبينا الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمتنا المعصومين (عليهم السلام) أوضحت وأكدت أهمية وعظمة ذلك الدستور الإلهي الذي تميز من خلاله نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على سائر بني البشر بنزوله عليه.
وإسهاما منها في نشر تعاليم كتاب الله الكريم وضعت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في مقدمة أولوياتها لدى تسنمها أدارة العتبة المطهرة ترسيخ مفاهيم القرآن وتعاليمه بين أوساط الأطفال والشباب والكبار بشكلها الصحيح، لذلك كان جل الاهتمام منصبا وخصوصا من قبل الإدارة الكريمة على ترسيخ هذه المفاهيم المهمة من خلال تأسيسها ثلاثة محاور تجلت في دار القرآن الكريم ومدرسة دينية وشعبة النشاطات القرآنية التي سيتناولها حوارنا والتي كانت ومنذ نشأتها سباقة في هذا المضمار الحيوي من خلال إقامة نشاطات مختلفة تصب في بوتقة واحدة ألا وهي ترسيخ تعاليم ومفاهيم القرآن الكريم في نفوس المؤمنين ..
وللتعرف عن نشاطات هذه الشعبة كان اللقاء أولا بمسؤولها السابق علي راضي الخفاجي، والذي بادرناه في مقدمة الحديث عن بداية تأسيس الشعبة ودور منتسبيها في إقامة تلك النشاطات الروحانية فأجاب قائلا : تأسست (شعبة النشاطات القرآنية) في شهر جمادي الآخر من العام الماضي 1429هـ، بعدما لاحظت الإدارة الموقرة الحاجة إلى توسيع النشاط القرآني في العتبة، فطلبت من المختصين والمهتمين في هذا المجال تقديم الاقتراحات التي من شأنها الارتقاء بهذا المستوى
وعن مهام منتسبي الشعبة قال الخفاجي: هي مهام تخصصية، قد تستدعي بعض الأحيان التعاون من أجل إنجاز عمل أو نشاط ما، خصوصاً في الختمات الدورية والأمسيات القرآنية، التي نحتفي من خلالها بالضيوف من قراء ومجودين، وكذلك التعاون في إنجاز أعمال في الزيارات المليونية، وهي عبارة عن نشاطات تهدف إلى إشاعة ثقافة القرآن بين الزائرين إلى جنب الزيارة وذكر المصيبة والمأساة.
أقامة محافل قرآنية ومسابقات ونشاطات على مدار السنة
وتحدث الخفاجي عن نشاطات الشعبة فقال: حرصت الشعبة على إقامة نشاطات مختلفة في هذا المضمار وعلى مدار السنة تجلت في:
1. عقد الجلسات الليلية في الصحن الشريف، يُقدَّم فيها القراء والمجودون والحفظة مع تلاوة أحاديث شريفة في فضائل تلاوة القرآن وفضائل السور، وتفسير مختصر لآية كريمة تتعلق بالجانب الأخلاقي .
2. عقد الأمسيات القرآنية وتقديم المجودين خصوصا من الضيوف الزائرين والاحتفاء بهم في مختلف المناسبات.
3. تخريج (20 معلمة للقرآن الكريم) بالتعاون مع الإدارة الموقرة لمدرسة الأمام الحسين عليه السلام الدينية.
4. تولي الشعبة إدارة المسابقة الرمضانية الخامسة للتلاوة القرآنية بالاشتراك مع قسم الأعلام حيث كان المؤسس لها .
5. إنجاز مسابقات كتبية (تحريرية) في المناسبات الدينية (في شهر رجب بمناسبة مولد أمير المؤمنين عليه السلام) و (في شهر رمضان المبارك) و ( في شهر ربيع الأول بمناسبة مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
6. الاشتراك مع نشاطات (مدرسة الإمام الحسين عليه السلام الدينية) في الدورات الصيفية، في إقراء طلبة المدارس جزئي (عم وتبارك) بشكل جماعي، يتضمن بعض التوجيهات في آداب التلاوة وبيان أحكامها.
7. الاشتراك مع نشاطات (دار القرآن الكريم للتحفيظ) في تحفيظ وشرح منظومة العلامة أبن الجزري وفي درس المقامات، وذلك في دورة إعداد معلمي القرآن.
8. إقامة مسابقة الترتيل للنساء في شهر رمضان المبارك وتعليمهن طرق التحكيم وإدارة المسابقات.
9. إقامة (دورة النغم والصوت للتلاوة) في شهر رمضان الماضي للمجودين.
10. وضع منهج لإقامة (دورة تطوير مهارات المجودين) يحتوي على دروس في الطاقة التنفسية ودروس في أصوات الحروف وفي المقامات.
11. إعداد وتقديم البرنامج المباشر (ورتل القرآن) عبر إذاعتي الروضة الحسينية والقرآن الكريم، ويُعنى هذا البرنامج بتصحيح تلاوات المستمعين والإجابة على أسئلتهم في أحكام التلاوة والتجويد، وفي الترويج للنشاط القرآني، واستضافة حفظة ومقرئين وأساتذة يعملون في المجال القرآني.
12. توزيع بطاقات اشتراك في الزيارات المليونية كزيارة عاشوراء والأربعين تحث الزائرين على تلاوة أجزاء أو أحزاب من كتاب الله وإهدائِها إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وأولاده وأصحابه، تهدف إلى إشاعة ثقافة تلاوة القرآن إلى جنب الزيارة وذكر المصيبة والمأساة.
13. دعوة القراء والمجودين والأساتذة العاملين في المجال القرآني من بعض المناطق كبغداد وصلاح الدين لحضور افتتاح مهرجان ربيع الرسالة الثالث وللمشاركة في الأمسيات القرآنية.
14. المشاركة في النشاطات الحكومية من خلال تلبية الدعوات وتبادل الخبرات، كما حصل مع اللجنة العليا للقرآن الكريم في أمانة مجلس الوزراء، حيث تمت مشاركتنا في المسابقة القرآنية من خلال الإشراف على التمهيدية في المحافظة ثم المشاركة في اللجنة التحكمية للمسابقةِ الوطنية.
15. فتح فرع لشعبة النشاطات القرآنية في المخيم الحسيني لغرض فتح محفل قرآني فيه وتفعيل بعض الأنشطة فيه كالمسابقات الكتبية وبعض النشرات التثقيفية الخاصة بالشعبة.
بعد هذا الكم الهائل من تلك النشاطات الإيمانية هل كان العمل في شعبة النشاطات القرآنية في مستوى الطموح، سؤال وجهناه الى الخفاجي فأجاب موضحا : في الحقيقة إن العمل في المجال القرآني لم يأخذ الاهتمام الأكبر عند عامة الناس، رغم الثراء الكبير في تراثنا، وفي وصايا أئمتنا (سلام الله عليهم) وهم عِدلُ القرآن، تجاه كتاب الله تعالى، وأكدت وصاياهم – كثيراً – على الاهتمام به؛ خصوصاً وصايا الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم)، حينما أوصى بالاستمساك بالكتاب والعترة.. ولأجل أن يكون عملنا في مستوى الطموح، لابد لنا من الانطلاق من نقطة صحيحة تنظر إلى الواقع بعين الاعتبار، وتحاول التوفيق بين إفهام الناس بمختلف مستوياتهم وبين رؤيتهم إلى الواقع وإلى ما هو ضروري ومطلوب بعيداً عن الإفراط والتفريط، من خلال الاستمساك بالكتاب والعترة على حد سواء، وبإيمان راسخ أن كليهما يضع المنهج المتكامل للحياة..وبناءً على ذلك لابد أن يكون عملنا في هذه المرحلة وهذا ما تؤكد عليه إدارة العتبة الحسينية دائما (إشاعة ثقافة القرآن والتأكيد على الاستمساك بالكتاب والعترة، والتشجيع على السير في هذا الاتجاه من خلال العمل بكل الوسائل من محافل وأمسيات ومسابقات وندوات ودورات تتناول شتى المواضيع القرآنية)...
تعاون كبير مع المؤسسات القرآنية خارج العتبة المطهرة لإشاعة ثقافة القرآن الكريم
وعن دور الشعبة خلال المناسبات المليونية ومدى التعاون مع باقي المؤسسات القرآنية خارج العتبة أوضح الخفاجي: إن تلك النشاطات عبارة عن توزيع بطاقات اشتراك كانت في أيام عاشوراء عبارة عن كلمات تذكر الزائرين بالأهداف الكبرى لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام) والتي منها تعاهد تلاوة القرآن والتمسك به والحث على التأسي بأصحاب الحسين (عليه السلام) الذين قضوا ليلة العاشر بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن حتى الصباح، ثم دعوتهم للاشتراك بقراءة حزب من القراءة وإهدائها إلى الإمام الحسين وأولاده وأصحابه(صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين)، وزع منها 12 ألف بطاقة اشتراك أي ما يساوي (100) ختمة، وتكرر ذلك في زيارة الأربعين، فقد ذكر في البطاقة رقم الأربعين لما يتميز به من أسرار وذكر حديثين في الأخلاق، ثم دعوتهم للاشتراك في قراءة أربعين آية من كتاب الله تعالى وإهدائها إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وأولاده وأصحابه، وشارك في توزيعها أخوة مؤمنون وأخوات مؤمنات كما أشترك في توزيعها قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة.
وعن التعاون مع المؤسسات القرآنية خارج العتبة المطهرة فإن ما يجمعنا مع بقية المؤسسات هو العمل من أجل إشاعة ثقافة القرآن، بالأخص مسألة (تعلمه وتعليمه) وهذا يدخل في مجال واسع يقتضي الانتشار وتعدد الأدوار، لذا لابد من التعاون المشترك معهم، من خلال قراءة أفكارهم والاطلاع على نشاطاتهم، وتلبية الدعوات المتبادلة في المسابقات والمؤتمرات والندوات والأمسيات التي نجتمع فيها على مائدة القرآن الكريم، وسيؤدي هذا التعاون والتواصل – مستقبلاً إن شاء الله تعالى– إلى وضع آلية عمل منظمة مع هذه المؤسسات خصوصاً إذا ما لمسنا الجدّيّة في عملها.
أما بالنسبة إلى المسابقات الموسمية والمناسبات الدينية -والكلام للسيد الخفاجي- فإن تعدد المناسبات الدينية من وفيات ومواليد المعصومين (عليهم السلام) ومناسبات تاريخية أخرى، لها صدى كبيراً في العتبة الحسينية، خصوصاً مع توافد الآلاف لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) مما يجعل من هذه المناسبات نوافذ لإقامة المسابقات بأنواعها، فهي توفر الأجواء المناسبة لذلك، لذا كانت المسابقة الرمضانية للتلاوة القرآنية تتم في أعظم الشهور بالإضافة إلى استحداث المسابقة الرمضانية النسوية للترتيل وفي النية إقامة مسابقات في الحفظ، أما المسابقات الكتبية فهي تجد لها طريقاً في كل المناسبات تقريباً، وهي الحافز الأكبر للمطالعة والبحث، كما سيتم إقامة مسابقات في البحوث القرآنية إن شاء الله تعالى.
وأضاف: عندما أطلق الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) على شهر رمضان بأنه ربيع القرآن فلابد أن يكون ربيع العطاء، ويظهر عطاؤه بكثرة المحافل القرآنية، ومن ينظم إليها من المؤمنين المحبين لكتاب الله تعالى، وقد تميز شهر رمضان الماضي بكثرة البرامج ومنها: محفل ليلي لختمه الجزء للرجال، وآخر للنساء، دروس في أحكام التلاوة صباحاً ومساءً في مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) الدينية، ودروس في النغم والصوت للمجودين عصر كل يوم، مسابقة للتلاوة في العشرة الأخيرة من الشهر، وقد تم تكريم الفائزين الأوائل في مسابقة التلاوة ومسابقة الترتيل وتكريم بقية المشتركين في البرامج القرآنية في ليلة عيد الفطر المبارك من لدن الإدارة الموقرة للعتبة الحسينية المقدسة بالإضافة إلى مسابقة في الترتيل للنساء، ومسابقة كتبيية في أحكام التلاوة القرآنية، إضافة الى استمرار البرنامج المباشر (ورتل القرآن) عصر كل يوم من أيام الشهر المبارك عبر إذاعة الروضة الحسينية وإذاعة القرآن الكريم.
بعد هذا الإسهاب الكبير مع مسؤول الشعبة الذي أتحفنا بالماهيات الأساسية لشعبة النشاطات القرآنية التقينا بالأخ رسول علوان الوزني القائم بإدارة المحافل القرآنية فبادرناه في البداية عن طبيعة عمله في شعبة النشاطات القرآنية فأجاب قائلا: عملي هو تنظيم وتنسيق المحافل القرآنية في العتبة الحسينية المقدسة وخارجها، والمشاركة في نشاطات الشعبة في المناسبات الدينية، كالمسابقات التي تحتوي على أسئلة قرآنية، ومتابعة البريد وتوفير المستلزمات وتهيئة المقدمات لإقامة تلك النشاطات، كلُ ذلك يتم في أجواء من التعاون يسير بخطى موجهة ومدروسة، لتكلل هذه البرامج بإقامة المحافل حسب المناسبات ...
الوزني أشار أيضا إلى إن: العمل في هذه الشعبة كان بدافع الانتماء إلى القرآن الكريم، وقد كانت لي رغبة شديدة مسبقة في خدمة كتاب الله عز وجل كما كان لي الشرف في خدمة الأمام الحسين (عليه السلام) وزواره.
بعد ذلك التقينا بالسيد جعفر الشامي قارئ ومدرس المقامات وأحكام التجويد في شعبة النشاطات القرآنية والذي حاز على المركز الأول في المسابقة القرآنية التمهيدية التي أقيمت برعاية مجلس الوزراء على قاعة الإدارة المحلية في كربلاء ليبين لنا طبيعة عمله في الشعبة بالقول: إن طبيعة عملي في الشعبة هي افتتاح الجلسة القرآنية اليومية واختتامها وافتتاح المهرجانات بتلاوة القرآن الكريم والتعليق على تلاوة المجودين من ناحية الأطوار وتدريسها.
وعن مشاركة وفود أخرى من خارج العتبة في المحافل القرآنية التي تقيمها الشعبة قال الشامي: هناك وفود عديدة شاركت في محافل النشاطات القرآنية بدعوة من العتبة الحسينية المقدسة من باقي المحافظات وعلى وجهه الخصوص بغداد.
إشادات واسعة من قبل المشاركين في المحافل القرآنية بدور الشعبة في ترسيخ التعاليم الصحيحة للقرآن الكريم
خلال إجراء هذه الحوارات الشيقة في هذا المحور المهم التقينا بالسيد كريم خضير مدير إدارة تربية كربلاء والذي أوضح لنا أهمية هذه الشعبة بقوله: إن للمحافل القرآنية دورا فعالا في بناء شخصية الشاب المؤمن لأنها تحدد مسارات حياته وتجعله يتصف بصفات القرآن الكريم والأئمة الأطهار، والدور الكبير الذي لعبته العتبة الحسينية المطهرة بعد سقوط النظام البائد في تهيئة الأجواء المناسبة لهذه المحافل خلقت عبر السنوات الخمس الماضية جيلاً قرآنياً متعطشاً لمعرفة علوم القرآن، وطموحنا أن يكون هناك تنسيق بين العتبة الحسينية ومديرية تربية كربلاء لاستثمار أوقات العطل الربيعية والصيفية لإقامة محافل شاملة في جميع أحياء المحافظة عبر الأساتذة المختصين في هذا المجال.
وختام اللقاءات كانت بالطفل مصطفى صبار ذي التسعة ربيعا حيث قال: دائماً أشارك في المحافل القرآنية وأقرأ الآيات القرآنية وعندما أخطئ يعلمني أستاذ الدرس كيف اقرأ، وإن مثل هذه المحافل تشجع الأطفال على الأيمان بالله والاتصال به مثلما هي الصلاة التي علمني إياها والدي، وأتمنى حينما أكبر وأصبح شاباً أن أكون مثل أستاذي تاليا ً القرآن.
من كلمات هذا البرعم الصغير يتضح لنا حقيقة الدور الإيماني والروحي الذي تؤديه شعبة النشاطات القرآنية في العتبة الحسينية المقدسة من خلال إرساء التعاليم الصحيحة لقراءة القرآن بين الكبار والشباب تلكما الشريحتين التين عانتا أيام النظام البائد من تعلم أحكام القرآن وتلاوته بشكل سليم وتأسيس قاعدة رصينة بين فلذات الأكباد لتكون الأجيال القادمة _وهذا ما تؤكد عليه أدارة العتبة الحسينية المقدسة دائما _متحصنة من خلال القراءة الجيدة الصحيحة والفهم المحنك للقرآن الكريم...
علاء السلامي
حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي