تعاني الهند من نقص المياه، وخصوصاً في فصل الصّيف الحارّ، وهو ما يؤثّر في حياة الناس في العاصمة "نيودلهي"، حيث تعدّ المياه النّظيفة سلعة نادرة وثروة كبيرة لمن يمتلكها.
ويزداد الأمر سوءاً بالنّسبة إلى سكّان المخيّمات والمناطق العشوائيّة الّتي تلفّ العاصمة، إذ يعتمدون على ما تقدّمه الدّولة لهم من مياه، فلا مصدر للمياه لديهم غير ذلك، والمفترض أن تكون معونات الدّولة من المياه بلا مقابل، لكنّ بعض السكّان يلجأون على دفع الرشوة للحصول على المياه الّتي تقلها سيارات تابعة للبلدية، والّتي لا انتظام لعملها. والمنظر العجيب يلفتك عندما تصل السيّارات، حيث تبدأ معركة حقيقيّة بين النّساء من أجل الحصول على دورهنّ.
بات الانتظار شيئاً مألوفاً لدى المواطنين في العاصمة، الّذين يتدفّقون حول السيّارات، ويتدافعون لملء أوعيتهم المختلفة، وهو ما يؤدّي إلى هدر الوقت والماء، نظراً إلى عدم وجود تنظيم لتوزيع الماء.
ويعدّ شهر أيّار/ مايو من أكثر الشّهور حرارة، ويعيش في العاصمة 16 مليوناً، ونسبة كبيرة منهم تعيش في أحياء فقيرة وعشوائيّة.
ويبقى توصيل إمدادات المياه الجارية حلماً بعيد المنال بالنّسبة إلى العديد من الأسر الفقيرة الّتي ما زالت تعتمد على مياه النّاقلات لتلبية حاجاتهم، وقد ينجح المرء في الحصول على حصّته، ولكنّها لا تكفي حتّى ليومٍ واحد، ثم تعود المعاناة إلى سابق عهدها.
ويقوم الكثيرون برحلات طويلة جدّاً مشياً على الأقدام أو الدرّاجات الهوائيّة أو ما تيسّر، ليتمكّنوا من الوصول إلى ناقلات الماء.
وتمثّل مشكلة المياه باعثاً مقلقاً وخطيراً للسّلطات الهنديّة، ما ينذر باندلاع اضطرابات اجتماعيّة كبيرة، وتضمّ الهند ما يزيد عن 20% من سكّان العالم، لكنّها تضمّ 4% فقط من المياه الموجودة في العالم، ويعاني نحو 25% من مواطني الهند، أي 250 مليون شخص، من عدم وصول المياه النّظيفة إليهم، وتعتبر الهند من أكثر دول العالم استنزافاً للمياه الجوفيّة، وفقاً للإحصاءات الصّادرة عن البنك الدّولي، كما أنّها نموذج لانعدام الأمن البيئيّ في منطقة جنوب شرق آسيا.
ففي جنوب آسيا، يشكّل نقص المياه خطورةً على الأمن الغذائيّ والصحّة والمعيشة، نظراً إلى أنّ الزّراعة والصّيد هما من أهمّ القطاعات في تلك المنطقة...