إنّ سيدتنا فاطمة الزهراء هي أول من بكَتْ على ولدها، وأقامت له العزاء حين أخبرها أبوها المصطفى (ص) بما سيجري عليه، وأنّ الله (جلّ وعلا) هيَّأ له مَنْ يبكون مظلوميّته من الرجال والنساء جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة.
فبعد مقتل الحسين عليه السلام كان للنساء الهاشميات دور بارز في بيان هذه المظلوميّة، وآثارها الكارثيّة على الأمة، ولا ندّعي إذا قلنا: إنّ النساء كان لهنّ السبق في إقامة هذه الشعائر، وأنّ البدأ كان من قِبلهنّ في عديد من المواقف وبمختلف الصور، لذا كانت لنا هذه الوقفة حول مجالس العزاء النسوية.
الأخت عروبة، أرملة أحد الشهداء، قالت: المجالس النسائية الحسينية لها دور كبير في تعزيز قيمة المرأة في المجتمع وإن استمرارية النشاط النسوي تساهم في بقاء المجالس وانتشارها. لذا أرى كثيراً من (الملايات) لم يطورن أنفسهن من اجل خدمة القضية الحسينية خصوصا باستطاعة (الملاية) أن تأخذ دوراً مهماً للارتقاء بالمجتمع لأن مَن يحضرن المجلس نساء والنساء هنَّ من يضعن اللبنة الاولى في صلاح المجتمع واستقراره.
إيمان حسين، طالبة، قالت: أرجو التركيز على مسائل النظافة والطهارة والحث على عدم الغيِبة وبيان مساوئها وعواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع والتركيز على أهمية فهم الزيارة وكيف تتم.
وأضافت أيمان: أتمنى أن يكون هناك مسرح حسيني لأهمية دوره في إحياء ذكرى مراسم عاشوراء والتثقيف بشأنها، وعلى ضرورة تطوير الخطاب المقدَّم من خلال المسرح الحسيني والذي يمكنه النهوض من خلال التدريب والتخصص والتجديد والابتكار.
واقترحت أيمان عرض مسرحيات أو تمثيليات تحت عناوين مختلفة تخدم الغرض التثقيفي والتربوي في المواسم، مع استغلال المسرح الحسيني بما يتناسب والضوابط الشرعية.
أم محمد، موظفة، قالت: المجالس النسوية بها عبرة وإن قسماً من النساء الكبيرات يأتين من أجل البكاء أما البنات فمجيئ البعض منهنّ لغرض قضاء الوقت فقط وقسم آخر منهن يأتي من اجل ما يُوزَّع بالمجلس من اكل وشرب وغيره..
وأضافت أم محمد: أود الاهتمام بالاطفال خلال هذه الفترة عن طريق توعية وتثقيف خِدّام المنبر للنساء وللرجال على حد سواء، لأن الطفل بهذا العمر يكون استعيابه للأمور جيداً، مقترحةً في هذا الصدد ابتكار ألعاب إلكترونية تربوية مشوّقة من وحي عاشوراء تعمل على تقديم شخصيات وألعاب معاصرة من وحي المناسبة، يمكننا من خلال هذه الألعاب تحقيق عدّة أهداف أولها أن يتعرّف الطفل على الحدث التاريخي، ويتفاعل مع القضية الحسينية، ويتعرّف على بعض الحقائق العلمية إلى جانب استمتاعه باللعب وتطوير قابلياته الذهنية والمعرفية.
الدكتورة أم سلام قالت: أؤكد على دور وسائل الإعلام المختلفة في إيصال الرسالة الدينية، وكيفية استخدامها لتطوير الخطاب الديني في موسم عاشوراء وعلى الجميع أن يفهم واقعة كربلاء في هذا الإتجاه، لتكون ملحمة الإسلام الخالدة، التي يفتخر بها جميع المسلمين، ويستفيدون من عطائها، ويحيون ذكراها باعتبارها إرثاً رسالياً لهم جميعاً..
الصيدلانية أم علي قالت: ان حركة الإمام الحسين عليه السلام، حركة مثّلت الإسلام في منطلقاتها وأهدافها وشعاراتها وشخصياتها.. وكرّست المبدئية وألغت الطائفية بما جسّدته من معاني الانتماء الخالص للدين، والتفاني في الدفاع عنه.
وكان الطابع المبدئي هذا جلياً في مختلف أبعاد ومستويات الحركة. لذا ارجو من بناتنا الاهتمام بقضية الحسين عليه السلام وأخذ العبرة من زينب عليها السلام حيث انها وبأحلك الظروف لم تتخلَّ عن حجابها ولا خدرها.
(الملاية) زينب، خريجة دورات حوزوية قالت: في البداية أشكر مجلة الروضة الحسينية لهذه الالتفاتة الكريمة، لقد بدأنا نعالج عدة قضايا في المجالس التي نعقدها ومنها عدم خروج الزوجة للمجلس بدون موافقة زوجها وحتى الذهاب للدروس الحوزوية او دروس حفظ القرآن.
وأضافت (الملاية): علَّمنا النساء كيفية تطهير الفراش والأواني وكيفية الغسل بجميع أقسامه، ونحثّ دائماً على الحفاظ على الحجاب وعدم الاختلاط بالرجال اثناء مرور المواكب او خلال توزيع الاكل.
وأخيراً أنا أطلب من اخواتي خادمات المنبر الحسيني ان يدخُلنَ دورات فقهية وعقائدية والمحافظة على مواعيد إقامة المجالس بوقتها المحدد منعاً للإرباك وعدم التزام اكثر من ثلاث مجالس في اليوم حتى نعطي للمجلس حقه. كذلك التأكّد من صحة المعلومة التي تقرأها (الملاية) والحرص على وضوح صوتها من خلال تناول الاغذية المناسِبة.
تحقيق:حسين السلامي
أقرأ ايضاً
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)