حجم النص
وكالة نون: أكد العراق حرصه على خروج اجتماع ( 5 + 1 ) بنتائج إيجابية واتخاذ خطوات مهمة لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مناسبة للنقاط المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
حيث استضافت بغداد اجتماع (5 +1) للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا مع إيران حول ملفها النووي وسط إجراءات أمنية مشددة ينفذها 15 ألف عسكري و15 طائرة مروحية.
الرئيس جلال طالباني أكد خلال اجتماعه مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران (سعيد جليلي) ورئيس وفدها إلى الاجتماع في بغداد الليلة الماضية حرص العراق على أن يؤدي الاجتماع إلى نتائج إيجابية، واتخاذ خطوات مهمة لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مناسبة للنقاط المتعلقة بالملف النووي الإيراني. وأشار إلى أهمية توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وإيران في المجالات كافة وبما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين.
من جهته أكد رئيس الوفد الإيراني جليلي رغبة بلاده في توطيد العلاقات وتوسيع رقعة التعاون بين حكومتي العراق وإيران، ومطالبة الأخيرة برفع العقوبات المفروضة عليها والاعتراف بأن أنشطتها في تخصيب اليورانيوم ذات أهداف سلمية تماما فيما تطالب واشنطن بتحرك عاجل لإثبات سعي إيران إلى امتلاك ترسانة نووية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل للتهديد بأنهما قد يضطران للقضاء عليها بالقوة.
فيما قالت (كاثرين اشتون) مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والتي ترأس المفاوضات باسم القوى الست: "نتوقع أن تؤدي الاجتماعات التالية في بغداد إلى التوصل إلى خطوات ملموسة باتجاه التوصل إلى حل شامل يتم التفاوض عليه يعيد الثقة الدولية في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني".
ومن المنتظر أن يبحث اجتماع بغداد الاتهامات الغربية لإيران باستخدام برنامجها النووي المدني المعلن للاستخدامات العسكرية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية ضد إيران التي ترفض زيارة مفتشين دوليين للمنشآت النووية.
وشملت العقوبات حظر شراء النفط الإيراني وعزل البنوك الأجنبية عن النظام المالي الأميركي في ما إذا تعاملت مع البنك المركزي الإيراني، إضافة إلى حظر التجارة مع إيران الأمر الذي أدى إلى انهيار خطير في عملتها المحلية التومان وارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية.
استضافة اجتماع 5+1 نجاح دبلوماسي للعراق واستعادة لمكانته الإقليمية
من جهة أخرى أكدت القيادية في كتلة الفضيلة (سوزان السعد) ان استضافة بغداد لاجتماع 5+1 الخاص بملف ايران النووي دليل على نجاح العراق الدبلوماسي واستعادة مكانته الاقليمية والدولية.
وقالت السعد ان "هذه الاستضافة ومن قبلها النجاح باستضافة القمة العربية دليل على ان العراق بدأ يقطف ثمار الجهود الدبلوماسية المتواصلة لاعادته الى مكانته الطبيعية المؤثرة على جميع الأصعدة".
وأضافت السعد ان "نتائج الاجتماع مهما كانت فان المهم لنا ان العراق كسب دورا دوليا مؤثرا يستطيع من خلاله ان يكون رقما مهما في السياسة الدولية".
وكانت جولة المفاوضات الأولى بدأت في بغداد ظهر الأربعاء 23/5/2012 بحضور وزير الخارجية هوشيار زيباري.
إيران تقدم خمسة مقترحات لدول (5+1)
قال رئيس الوفد الإعلامي الإيراني لاجتماع (5+1) أبو الفضل عمانوئي، إن إيران قدمت خمسة مقترحات من القضايا النووية وغير النووية.
وأضاف عمانوئي قبيل مغادرة الوفد الإيراني لقصر الضيافة حيث مقر الاجتماع أن "المقترحات الخمسة كانت بعنوان "خطوة – خطوة، حيث تتم متابعة ما يتفق عليه خطوة بخطوة، دون ان تتخلى او تماطل الدول الغربية بما يتم الاتفاق عليه، او فرض عقوبات دولية جديدة على طهران بطريقة أخرى" .
وأشار الى أن المقترحات التي قدمت الى الدول الغربية في القضايا النووية وغير النووية، وتعد من الخطوات العملية المحددة، مؤكداً ان وفد بلاده سينتظر رد مجموعة (5+1) على المقترحات الإيرانية في الجولة الثانية التي ستعقد اليوم الخميس".
فيما وصف السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر جولة المفاوضات المرتقبة بين إيران ومجموعة 5+1 في ظل الظروف الراهنة التي يجتازها العراق بالتاريخية لهذا البلد، وقال، لو جرى البدء بوضع الحل في هذا الاجتماع فمن الممكن أن يكون تاريخيا للجميع.
وأضاف دانائي "فر في تصريحات أدلى بها للصحفيين الإيرانيين الموفدين الى بغداد، أن الكثير لم يتوقعوا أن يعقد اجتماع بمثل هذا المستوى في بغداد إلا انه لو تم البدء بالحل بصورة جادة وبناءة فان هذا الاجتماع سيكون تاريخيا للجميع".
وقال السفير الإيراني أن كافة الظروف اللازمة مثل الأمن والإدارة واللوجستية كانت متوفرة لانعقاد اجتماع بناء وانه تم التنسيق اللازم مع السفارات المعنية.
معرباً عن "أمله بان لا تؤدي الأحوال الجوية الراهنة في بغداد الى تأجيل موعد المفاوضات وان الوفود الأوروبية ستصل الى بغداد اعتبارا من صباح اليوم" .
وتابع قائلا أن "الأطراف الغربية لم تكن موافقة في البداية على انعقاد الاجتماع بين ايران و5+1 في بغداد إلا انه عقب انعقاد قمة الجامعة العربية واللقاءات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استطاع الجانب العراقي كسب موافقة هذه الأطراف على استضافة بغداد للاجتماع من خلال متابعة مقترح إيران بصورة جادة".
اجتماع 5+1هو محاولة لصرف الأنظار عن المعضلة العراقية
من جهته شدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على "الحكومة أن تلتفت الى شعبها قبل أن تلتفت الى جيرانها" مؤكدا بأن "اجتماع القوى الغربية في العراق وتدخله في القضايا الخاصة بالملف النووي تؤدي إلى تعرضه لضغوط هو في غنى عنها".
وأضاف في رد على سؤال وجه إليه حول اجتماع مجموعة (5+1) في بغداد ، أن "العراق قد تدخل فيما سبق في قضايا أخرى ولم يجلب له ذلك سوى المشاكل مع دول الجوار وغيرها".
فيما ادعى أمين عام تجمع المستقبل الوطني والقيادي في العراقية ظافر العاني بان اجتماع (5+1) الذي "يعقد في بغداد لمناقشة الملف النووي الإيراني أنما هو محاولة أخرى لصرف الأنظار عن المعضلة العراقية والتي هي أولى بالحل من أية مشكلة أخرى خارجية قد تهمنا الى حد ما لكنها لا تعنينا بشكل مباشر مثلما هي المشكلات العراقية المتفاقمة".
وأشار العاني الى أن "رئيس الوزراء دأب على تمييع الالتزامات الاتفاقية من خلال سياسة ترحيل المشكلات وإدارة الأزمات بدلا من حلها ففي حين اظهر فيه حرصا غير مسبوق للبحث عن حلول لمشكلات الآخرين فانه بالمقابل أبدا لم يفكر بنفس الجدية في إيجاد حل لمعضلة الحكم في العراق فهو قد عرض وساطته لإنقاذ حكومة بشار الأسد واللقاء بالمعارضة السورية في حين انه لم يفكر بالالتقاء مع شركائه في الحكومة العراقية".
وأضاف كما وقد "حرص على عقد القمة العربية رغم شكليتها ورفض أن تعقد قمة عراقية كان من الواجب أن تعقد قبلها حتى تفاقمت المشاكل ، وهاهو اليوم يتشبث بحل مشكلة إيران مع المجتمع الدولي بشان ملفها النووي في وقت لم يبادر فيه الى حل ملف الشراكة في العراق".
اجتماع 5+1 وإيران في بغداد نجاح للدول المجتمعة والعراق والمنطقة
قال النائب المستقل عبد الهادي الحكيم إن اجتماع 5+1 وإيران في بغداد هو نجاح للدول الكبرى المجتمعة وإيران والعراق والمنطقة من جهة ، وعودة للعراق مجددا الى فعالية دوره الإقليمي على صعيد المنطقة المنشغلة بهمّ الديمقراطية وتحكيم إرادة الشعوب في تقرير مصيرها
وأضاف الحكيم إن احتضان العراق لهذا الاجتماع العالي المستوى، وما سبقه من احتضانه لمؤتمر القمة العربية ، وما سيتبعهما من نشاط دبلوماسي - آمل أن يكون فعالا على صعيد العلاقات العربية - العربية ، والعربية - الإقليمية ، والإقليمية- الإقليمية ، والإقليمية العالمية - سيجعل العراق في مقدمة الدول الساعية الى إطفاء الحرائق في منطقة الشرق الأوسط بعد أن كان في مقدمة مؤججي نيرانها وشاعليها ،خاصة وأن المنطقة تمر اليوم بمرحلة مخاض عربي صعب تسعى فيه شعوبها الى إعادة تشكل دولها من جديد على أساس ديمقراطي تداولي للسلطة ينعم فيه المواطنون بالحرية التي طالما افتقدوها ، وبالأمن الذي طالما حلموا به وتمنوه وهو منهم ذلك الوقت بعيد
وأشار الى إن "الاعتدال الذي ينتهجه العراق اليوم، وتآخي مكوناته، وتآزر مواطنيه المختلفين مذهبيا- رغم خلافات ساسته- إضافة الى وجود المرجعية العليا الحكيمة فيه، كفيل بأن يحتل العراق مكانته اللائقة به إقليميا ودوليا".
وأوضح أن ما يعتوره اليوم داخليا لا يعدو أن يكون مقدمة لإعادة تنظيم العلاقات بين مكوناته وفق أسس ديمقراطية حقيقية تتمتع فيها الأغلبية بحقوقها كاملة،مثلما تنال فيه المكونات الأخرى حقوقها كاملة، سواء بسواء.
تقرير: حسين النعمة - كربلاء
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)