ضمن الفعاليات اليومية للاسبوع الثقافي الحسيني الاول للعتبة الحسينية المقدسة المقام في بيروت شهدت قاعة مجمع الامام الصادق عليه السلام ندوة تثقيفية نسوية حضرها عدد من الباحثات تناولت دور المراة في الثورة الحسينية وذلك مساء الثلاثاء 28/2/2012 حضرها نخبة من رجال الدين والمعنيين بالشؤون الثقافية والفكرية في لبنان وعدد غفير من النساء .
ونقل مراسل وكالة نون الخبرية "ان الندوة استهلت بمشاركة طفلتين موهبتين من العتبة الحسينية المقدسة عرضن كليبات تضمنت العشق الحسيني والولاء لكربلاء المقدسة، اعقبها بعد ذلك بدء فعاليات الندوة حيث اشارت الباحثة عفاف الحكيم ان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعد أهم وأعلى فريضة يتعبد بها المسلم والمسلمة لله تبارك وتعالى والتي هي مسؤولية الرجل والمرأة على حدٍ سواء، مبينة إن الشريعة الإسلامية من جهة حمّلت المرأة بمقتضى هذه الفريضة مسؤولية وواجب بناء مجتمعها بكل ما تتسع له كلمة المعروف من خير ومنفعة وأوجبت عليها دفع المنكرات والسوء بكل ما تشمله كلمة المنكر من خطر وضرر" .
واضافت ان الشريعة لم تجز للمرأة أن تكون رقماً هامشياً في قضايا أمتها ومجتمعها بل جعلتها ملزمة إلزاماً شرعياً إلى جانب دورها الأسري بأن تؤدي دورها الإسلامي الأصيل في حماية المجتمع وبنائه في مختلف الميادين الحياتية، مشيرة ان من البديهي للنهضة الحسينية التي قامت من أجل إصلاح الأمة أن تحفل بالعديد من النماذج النسائية الجادة والتي نهضت في أماكن مختلفة بعيداً عن أي انجرار أو تبعية وإنما كانّ بحق المظهر الصادق للإنسان في ذلك الجو الحالك الحاد، وبينت الحكيم ان من بين تلك النماذج من النساء هي ماريا بنت منقذ العبدي والسيدة طوعة والسيدة دلهم زوجة زهير بن القين وزوجة حبيب بن مظاهر وغيرهن من النساء المجاهدات اللوات سطرن اروع صور الجهاد .
وتابعت الحكيم اننا لو تكلمنا عن النساء عبر التاريخ سنقف عند نموذج رسالي فذ يتمثل بحفيدة الرسول الاعظم (ص واله) السيدة زينب عليها السلام تلك البطلة العظيمة التي قيل فيها إن صبرها في كربلاء ضاهى صبر الأنبياء، وكذلك دورها الاعلامي الذي سجل أعلى درجات النجاح .
في حين اكدت رئيسة مكتب شؤون المرأة في حركة امل (شهناز الملاح) في بحثها على الدور الكبير والمهم للمرأة في النهضة الحسينية باعتباره لا يقل أهمية عن دور الرجل اضافة الى دورها في المجتمع الإنساني ولا سيما في الحركة السياسية والإجتماعية، مبينة ان السيدة زينب (ع) تمثل الرمز في هذه الحركة بالنسبة للنساء باعتبارها كانت على دراية تامة بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها.
واضافت الملاح أن الحضارات الحديثة إتجهت إلى التأكيد على دور المرأة ورفع شعار المحافظة على حقوقها وإن كان بصورة شكلية فإن الإسلام ومنذ إنطلاقته الأولى دعا إلى أن تأخذ المرأة دورها في الحياة وتتحمل مسؤوليتها في بناء الحضارة الإنسانية .
ودعت الملاح جميع النساء والجمعيات التي تطالب بحقوق المرأة في هذه المرحلة بالذات بل الرجال أيضا أن يقرأوا في كتاب زينب (ع) كونهم سيجدون كل ما يطمحون إليه ويسعون من أجله .
وختمت الملاح بحثها برفع توصية بعقد مؤتمر" حول السيدة زينب" كي يضيء للمرأة المسلمة طريقها ولكل إمرأة تبحث عن السعادة في الحياة من خلال إبراز الصورة الواضحة عن خير قدوة مشرقة بالمزايا والمكرُمات والعفة والشرف.
وكالة نون خاص