تطرق سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 6 ذي الحجة 1429هـ الموافق 5/12/2008 إلى زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة لسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف).
وبين: أن اللقاء دار فيه التعرض لشؤون اللاجئين العراقيين في خارج العراق والذين تقدرهم الإحصائيات بقرابة 2 مليون نسمة ولمعاناتهم والإجراءات الفاعلة التي تضمن لهم العودة إلى العراق واستقرارهم فيه.
ووجه سماحته في هذا الصدد بعض التوصيات للسادة المسؤولين في الحكومة العراقية الموقرة، فدعاهم إلى: اتخاذ الإجراءات الفاعلة التي تسهل أولا عملية العودة إلى العراق، وتوفير الأجواء المناسبة للاجئ كي يستقر في بلده وإلا فما الفائدة من عودته ومن ثم الرجوع إلى البلد الذي كان فيه بسبب عدم توفر تلك الأجواء التي تؤدي إلى بقائه في العراق .
وقال سماحته: إن من جملة تلك الإجراءات هي إعادة بيت اللاجئ إليه وهذا الأمر قد حققته الأجهزة الأمنية في بعض المناطق وهناك مناطق ليس بالإمكان القيام بذلك فيها، مما يدعو إلى إجراء بديل من قبيل التعويض ببعض المال لكي يتمكن اللاجئ من استئجار دار يسكن فيها، كما لابد من توفير التسهيلات التي تؤدي إلى انخراط العائد من جديد في المجتمع العراقي وممارسة حياته الطبيعية كما كان من قبل، من خلال توفير العمل الذي يدر عليه دخلا شهريا يعتاش منه، مما يخلق حالة من التشجيع للباقين للعودة إلى العراق.
وفي توصياته لنفس اللاجئين طالبهم سماحته بأن يجعلوا مقارنة بين الايجابيات والسلبيات التي يتعرضون لها حين العودة إلى العراق وبين التي يتعرضون لها حينما يكونون في الدول التي يلجأون إليها، ومنها كون الفرد العراقي يبحث عن الأجواء التربوية والتثقيفية المناسبة التي تهيئ لأبنائه تلك التربية الإسلامية الصحيحة وذلك النهج الأخلاقي السليم، متسائلا: أين يمكن أن تتوفر تلك الأجواء في تلك الدول؟ مبينا أن هناك الكثير منهم يتخوفون أن يضيع ابنه أو ابنته في تلك الأجواء البعيدة عما ينشده الإنسان الملتزم، بسبب عدم السيطرة على تلك الأجواء وعدم التمكن من توجيه الأبناء بالتوجيه المناسب.
وأضاف: أما في العراق ورغم صعوبة إيجاد سكن أو عمل في البدء ولكن الأجواء التربوية والاجتماعية العامة يمكن من خلالها تربية الأولاد وتنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة، إضافة إلى إمكانية المحافظة على مسألة الحب والولاء للوطن، والذي يعني الانتماء لمجموعة من العقائد والأفكار والقيم، والى الحضارة العظيمة التي يتصف بها البلد وهو بلد الأنبياء والأئمة، وفيه عاصمة الإمام الحجة ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) فهل يستطيع اللاجئ أن يحافظ عليها هناك ؟ وهل يستطيع أن يحصل على العزة والاحترام التي ينشدها، فكثيرا ما نقرأ أن اللاجئين يتعرضون إلى الذل والهوان فيتمنون أن يعودوا إلى بلدهم – رغم الصعوبات- حيث تكون كرامتهم وعزتهم واحترامهم محفوظا.
كما تعرض سماحة الشيخ إلى النية بعقد مؤتمر في مكة المكرمة فقال: هناك نية بعقد مؤتمر في مكة المكرمة تحضره بعض الشخصيات العراقية الإسلامية وغيرها لغرض التأكيد على وثيقة مكة التي عقدت في عام 2006 ، ونحن نرحب بإقامة هذه المؤتمرات وخاصة في موسم الحج ولكن علينا أن نؤكد أن أية توصيات وقرارات في هذه المؤتمرات لا بد أن تفعل وان يعمل بها، وأن تكون ملزمة، وان تشكل لجان لكي تتابع تنفيذ تلك التوصيات والقرارات التي يصل إليها المؤتمرون.
وشدد سماحته على ضرورة التأكيد على عدم إثارة أي شيء يؤدي إلى إثارة الأحقاد والبغضاء والفتن بين المسلمين، حيث نلاحظ أن الكثير من الوسائل الإعلامية تنتهج مثل هذا النهج، بينما المطلوب أن نبعد المسلمين عنها وعن كل ما يؤدي إلى تكفير بعضهم البعض من قبيل الفتاوى التكفيرية التي يستباح من خلالها دماء الكثير من المنتمين إلى الإسلام، والدعوة إلى إشاعة التسامح والحوار والتفاهم لحل الاختلافات واحترام أصحاب كل مذهب للمذهب الآخر .
وذكر سماحته أن: هناك بعض الإحصائيات التي أفادت أن هناك مليون مواطن عراقي يعيشون تحت خط الفقر لذلك الذي نرجوه من الإخوة المسؤولين في الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتخفيف المعاناة عنهم من خلال تحسين مفردات البطاقة التموينية واتخاذ الإجراءات التي تعجل بتوفير الحصة المطلوبة لهذه الطبقة، إضافة إلى تخصيص رواتب لهذه العوائل، مشيرا إلى وجود الكثير من المواطنين ممن يحتالون على ضوابط الحماية الاجتماعية فيأخذون هذا الراتب من دون حق، وهو سحت حرام سيحاسبون عليه يوم القيامة، مطالبا ً الأخوة المسؤولين بالتدقيق في المعاملات ليتسنى لهذه العوائل اخذ الراتب بدلا من أولئك، وكذلك الاهتمام بعوائل الأيتام والفقراء والأرامل والمطلقات .
وأشار سماحة الشيخ إلى ما ذكره بعض المسؤولين الماليين أن العراق قد يمر في أزمة لعام 2010 بسبب الأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط قائلا: نحن مع قطع النظر عن تغير أسعار النفط ، لا بد من وضع الخطوات التي يحسب من خلالها أسوأ الاحتمالات، ومنها:
1- الابتعاد عن موارد الصرف غير الضرورية فهناك موارد صرف غير ضرورية بالمليارات و يجب أن يجعل الصرف في الموارد الضرورية فقط.
2- إن المشاريع لها سلم من الأولويات ولا شك أن مشاريع الخدمات كالكهرباء والصحة والماء تتقدم على غيرها وان يتقدم الصرف عليها فان كان هناك فائض يصرف لبقية المشاريع الأهم ثم المهم وفي حال تحسن الوضع والأسعار يتم حينها الصرف على جميع المشاريع لكن بالوقت الحاضر جانب الخدمات هو المطلب المهم للشعب العراقي.
أقرأ ايضاً
- العيداني يعلق على جريمة البصرة: الجاني خال أولادي ولن اتأثر بالعواطف
- مليون مسافر على متن الطائر الأخضر
- 350 صاروخا على إسرائيل