كانت رانية إبراهيم ذات الـ 15 ربيعا تحلم بأن تصبح طبيبة بعد إكمال دراستها الثانوية، لكنها بدلا عن ذلك وجدت نفسها ذات صباح من أيام آب/ أغسطس الماضي تنتطق حزاما ناسفا يحوي ما لا يقل عن 20 كيلو غراما من المتفجرات وسط سوق تكتظ بالباعة والمتبضعين في مدينة بعقوبة.
وتصر رانيا على أنها بريئة، وأنها كانت ضحية خديعة حاكها زوجها ونشطاء من تنظيم القاعدة، حسب تصريحها لوكالة الأنباء الفرنسية التي رجحت أن تكون أم رانية ضليعة بالأمر هي الأخرى.
قالت رانية عند اعتقالها في الـ24 من الشهر الماضي، إن زوجها أخذها إلى منزل امرأة قال إنها ابنة عمه، لم تكن رانيا قد التقتها من قبل.
وطلبت منها المرأة أن تضع الحزام الناسف حول جسدها، لتجربه فقط، مؤكدة أنه ليس معدا للانفجار.
وتواصل رانية بأنها لبست الحزام وذهبت معهم إلى السوق بحافلة ركاب صغيرة، لكن قبل خروجهم من البيت ناولتها تلك المرأة كأس عصير، وسرعان ما شعرت بالدوار وتشوش في الرؤية.
لا تنكر رانية أنها كانت على علم بالمتفجرات التي كانت تحملها في طريقها إلى السوق، لأنها رأت، حسب تصريحها للوكالة، أسلاك القنبلة، بيد أنها تصر على أنها لم تكن تنوي استخدمها، مؤكدة انهم لقد أخبروها بأن القنبلة لن تنفجر.
حين وصلوا السوق، تقول رانية، إنهم تركوها هناك، وقالوا إنهم ذاهبون للتسوق.
حين عثرت شرطة مدينة بعقوبة على رانيا كان ثلاثة من عناصر قوى الأمن قد أصيبوا توا بإطلاق ناري، وكانت هي تحاول شق طريقها في السوق إلى مكان الحادث، لتفجير نفسها وسط حشود المتجمهرين في الموضع، حسب ما كانت تقضي الخطة التي وضعها عناصر القاعدة.
ويشير تقرير الوكالة نقلا عن الرائد عبد الكريم خلف قائد شرطة المدينة إلى أن رانية لم تستجب عندما أمرتها الشرطة بالتوقف إلا تحت التهديد بإطلاق النار.
ويلفت تقرير الوكالة إلى أن قصة رانية إبراهيم تلقي الضوء على طريقة تنظيم القاعدة في تجنيد الفتيات للقيام بالأعمال الانتحارية، بعد أن باتت تجد صعوبة في العثور على انتحاريين من الذكور.
وينقل التقرير عن مسؤولين أمنيين في العراق أن أكثر من 30 عملية انتحارية تم تنفيذها هذا العام بواسطة نساء، الأمر الذي يفوق عدد العمليات التي تمت بواسطة انتحاريات في العام الماضي.
بين حلم رانية في أن تصبح طبيبة وبين نهايتها كانتحارية معتقلة، يقف زوج مطلوب للقضاء بارتكاب 40 جريمة قتل، وأب وأخ، يؤكد أحد المحققين في قضيتها، أن لهما سوابق في عمليات الانتحار، وأم يشتبه بتورطها في العملية. وسواء أكانت رانيا ضحية كأس عصير مخدر كما تقول، أم ضحية ذاعنة لظروفها العائلية، فإنها تدرك الآن الفارق بين تطبيب الناس والتخفيف من آلامهم، وبين تفجيرهم وحرمانهم من الحياة
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟