
اكد صحفيون عراقيون ان المواقع الالكترونية للصحف الورقية اعادة الروح لها قبل الاندثار ودعوا الى مغادرة النسخ الورقية واللجوء الى الصحافة الالكترونية كليا على غرار ما فعلته بعض الصحف العالمية والعربية، وشددوا على ان التمويل للاعلانات وترويج الاخبار يمكنه اعادة بريق الصحف الورقية.
سرعة النشر
وقال رئيس المحررين الصحفي الرياضي "نبيل الزبيدي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الصحافة الورقية باتت في تراجع وقلت متابعتها من قبل الناس بسبب العصر الذي طغت فيه التكنولوجيا وسرعة تتناقل الاخبار عبر مواقع التواصل الالكتروني، لذا نحن في جريدة "الصباح" الرسمية استفدنا كثيرا من الموقع الالكتروني، وكانت آخر تجربة لنا في التصفيات المونديال التي جرت في البصرة بمباراة العراق وعمان، وكنت حينها موفدا للجريدة لتغطية هذا الحدث، وكنت انقل الاخبار والاحداث اولا بأول وكانت تنشر بسرعة البرق على موقع الجريدة الالكتروني، وابرز تغطية هي تصوير هدف اللاعب "أيمن حسين" بلحظتها ووصلت المشاهدات على هذا الفيديو اكثر من عشرة الاف مشاهدة، وتسخير التكنولوجيا لصالح الجريدة الورقية جعلت المتابعة تتحول للتطبيق على الهاتف في وسط الحدث الرياضي وكسبت الجريدة التواصل والمتابعة الذي عوضها عن المتابعة الورقية"، مشيرا الى ان " الذي حصل لم اتوقعه لانني ساهمت بنشر خبر اعطى متابعة كبيرة لموقع الجريدة بسرعة فائقة، كما اتذكر نقلي لتصريح رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال بفيديو مدته اقل من دقيقة اكد فيه ان "المنتخب الوطني ادخل الفرحة على قلوب اربعين مليون عراقي"، وكان انتشاره سريعا وكبيرا وسبقنا في نشره حتى القنوات الفضائية، اضافة الى الاخبار العاجلة التي تنشر على الموقع الالكتروني لجريدة "الصباح".
اخبار حصرية وتمويل
واضاف "اذن يمكن للموقع الالكتروني ان يعطي الديمومة للصحف الورقية خاصة اذا كانت الوسيلة الاعلامية تملك من المصداقية ما يجعل المتلقي يفضلها على غيرها من وسائل الاعلام، اما في النشر بالنسخة الورقية فنعمل على الاخبار التي تحصل خلف الكواليس مثل الحوادث والمشاكل التي تحصل في الملاعب بعيدا عن اعين المشاهدين او الاسرار التي تتعلق باللاعبين او الفرق، ما زلنا نرى لها صدى كبير لدى المتابعين، وكذلك كتابة التحقيقات الاستقصائية والقصة الخبرية التي يكون نشرها خاص بالجريدة وما زالت متابعة بكثرة، كما ان علاقات وتواصل الصحفي مع القطاع الذي يعمل فيه مثل السياسة او الرياضة او الاقتصاد وغيرها يجعله ينفرد بنشر الاخبار والحوادث الحصرية التي يبحث عنها الجمهور، وما يقوي الموقع الالكتروني للجريدة هو النشر السريع ومتابعة الاحداث وخاصة المتعاقبة مثل الحروب والاحداث الرياضية، واي تأخير لا يخدم الموقع لان باقي وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة تتسابق على النشر، وعلى هذا الاساس يجب ان يتوفر في اي صحيفة ورقية لديها موقع الكتروني منظومة عمل تتكون من ملاك متخصص بالتحرير والنشر يعمل على مدار اليوم بدون توقف لملاحقة الاحداث والتطورات والاخبار، وعلى الصحف المجلات الورقية التوسع باستخدام النشر الالكتروني في جميع المواقع المتاحة مثل الفيسبوك والتيليكرام واليوتيوب والانستغرام والسناب كونها تستهدف جميع الشرائح ومختلف الاعمار، كما يجب الاعتماد على الاعلان الممول في ترويج الاخبار الحصرية والمهمة ووضع ميزانية تمويل خاصة له، لانها تستقطب جموع غفيرة من القراء للمشاهدة في العراق وباقي دول العالم، لان الترويج هو سر من اسرار نجاح الموقع الالكتروني الذي يحمل اسم الصحفية اي ترويج للصحيفة".
الامراض المزمنة
من جانبه اكد الصحفي الدكتور "حيدر العذاري" لوكالة نون الخبرية ان" الصحافة الورقية تعاني من الأمراض المزمنة، على الرغم من وصفات العلاج المتمثلة بجرعة السرعة والاختصار، إلا انها مازالت تقارع موجات مواقع التواصل الاجتماعي والتحديث الإخباري من خلال الاحتفاظ بهويتها الأرشيفية فضلا عن التفصيلات المقننة التي يبحث عنها القارى"، لافتا الى ان "الإعلانات في المطبوع الورقي اصبحت جهاز تنفس اصطناعي لصاحبة الجلالة بعد الاستمرار بتطبيق التعليمات بضرورة نشر الإعلانات في الصحف سواء الرسمية منها او الاهلية لتستنشق هواء البقاء على قيد الوفاء للقراء، على الرغم من فقدانها جزء كبير من الجمهور الذي لجأ واستعان بمواقع الالكترونية للصحف التي أصبحت رديفا للمواقع الإلكترونية نتيجة لسرعة نقل الأحداث وتحديثاتها على مدى (24) ساعة،" لاسيما ان "بعض الصحف ارتدت ثوب وكالات الأنباء واحتفظت بهويتها الإعلانية التي فرضتها الدولة"، منوها الى ان " طرق التسويق الصحيحة للقاءات الخاصة والأخبار الحصرية والتحديث المعلوماتي لكل حدث هو اساس بقاء وساىل الإعلام التقليدية التي من ضمنها الصحف، زيادة على اهمية نشر الاعلان في الجريدة التي تعتمدها المزايدات والمناقصات في كافة مؤسسات الدولة".
مغادرة الورقي
اما سكرتير التحرير الصحفي "مصطفى مجيد" فأكد في تصريحه لوكالة نون الخبرية ان" دخول التكنولوجيا الحديثة اسهم خلال العقود الثلاثة الماضية في كل شيء بما فيها الاعلام عموما والصحافة خصوصا، وبما ان الاحداث اصبحت متسارعة جدا وتطورت تكنولوجيا المعلومات فأصبحت الصحافة الورقية متخلفة في هذا الجانب وصارت لا تجاري الاحداث وسرعتها وتقلباتها لانها يجب ان تكون سباقة في نقل الاحداث اسوة بالمواقع الالكترونية التي تنشر الاحداث بشكل عاجل وفي نفس اللحظة وفي بعض الاحيان تظهر ببث مباشر، ما يجعلها تقطع الطريق على الصحف الورقية وتصبح متأخرة بنشر الاحداث، لذلك لاحظنا ان صحفا عالمية وعربية ومحلية لجأت الى تخصيص مواقع الكترونية لها بعد ان تيقنت من تأخر النسخ الورقية وتراجعها وخفوت بريقها واعتبرها بداية انتهاء الصحف الورقية، مثل صحيفة الفايننشال تايم وصحيفة نيويورك تايمز الشهيرة التي كانت اخر طبعة ورقية لها عام (2011)، ومنها صار لزاما على جميع الصحف التي تبحث عن الديمومة والبقاء انشاء وتفعيل مواقع الكترونية لها والتركيز عليها، واعتبر الصحافة الورقية في العراق متأخرة في هذا الجانب فلا زال الاصرار على اصدار النسخ الورقية، ويمكن ان تبقى الصحف الورقية تصدر مع الاعتماد على موقع الكتروني او افتتاح استوديوهات لبث نشرات الاخبار والاخبار العاجلة والحصرية ومتابعة الاحداث المتسارعة مثل الحروب والاحداث الاخرى، ويمكن الانطلاق بشكل مجاني وبعد تكوين جمهور لها يستوفى اشتراك رمزي منها، بالرغم من ان جمهورا خاصا ما زال متابعا للصحف الورقية مثل كبار السن الذين لا يعرفون استخدام الكثير من التطبيقات الالكترونية لاسباب عدة، واعتقد ان الحل يكمن في سعي الصحف المحلية للالتحاق بركب الصحف الالكترونية والتوقف عن الاصدار الورقي كما حصل مع صحف عالمية وعربية".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- جهز (26) مليون طن من الاسفلت.. فرع توزيع كربلاء: انظمة الكترونية تفرض رقابة صارمة على تجهيز المنتجات
- نصف مليون متسول في العراق.. 90% منهم يحصلون على رواتب الرعاية
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق