
كشفت العتبة الحسينية المقدسة ان مركز المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم التابع لها تفرد بمجال تحضير الجرع الكيمياوية والعلاجية في غرف عقيمة خاضعة لمواصفات عالمية قياسية بما يتعلق بشروط السلامة والامان المطبقة داخلها وتعقيم المكان بدرجة عالية من النقاوة والعقامة، لضمان ان الجرعة المحضرة تكون شبه خالية من اي نوع من انواع الملوثات ولا يتعرض المريض للعدوى المكتسبة من المستشفى، كما اكدت ان الاجهزة التي يعمل عليها الصيادلة استوردت من ارقى المناشئ العالمية وتحتوي على مرشحات تمنع الضرر على المريض والصيدلي في وقت واحد.
الريادة والاخلاء الطبي
وقال مدير قسم الصيدلة في مركز المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم الصيدلاني السريري "مصطفى مجيد عبيد" في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" المركز هو الوحيد في العراق الذي يستقبل حالات الاخلاء الطبي لعمليات زراعة نخاع العظم للبالغين واخيرا اضيفت عمليات زراعة النخاع للاطفال، واجريت الكثير من العمليات لكبار السن وكانت جميعها ناجحة، واغنت المرضى العراقيين من السفر الى الخارج وبالرغم من انها على نفقة وزارة الصحة الا ان المرضى يكونون بعيدين عن اهلهم وذويهم وعن الدعم النفسي، واختلاف اللغة وصعوبة التعامل مع الاجانب، ولها تأثير نفسي عالي على المريض لان نصف العلاج هو الراحة النفسية، اما ما يخص اجراء عمليات زراعة نخاع العظم للاطفال فقد اعلن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي عن تكفل العتبة المقدسة بجميع نفقاتها وتكون مجانا لمن هم في سن (15) سنة فما دون، وتجري تلك العمليات بنوعيها الذاتي ومن الغير منذ مدة".
فريق الصيدلة
واضاف ان" دور الصيدلي يبدأ من قبل اجراء عمليات الزراعة ويستمر لما بعدها لحين الشفاء التام من خلال مراجعة البروتوكول العلاجي المحدد للمريض من قبل الصيادلة السريرين بالتعاون مع الاطباء المشرفين على الحالة ومشاركة التمريضيين ليتم تحضير الجرعة الخاصة ضمن رحلة علاجية تبدأ بأول خطوة وتنتهي في نهاية العلاج، والخطة الاولى لايام اعطاء العلاج محددة وتوقيتاتها "حادة" جدا، ولدينا تفرد بموضوع تحضير العلاج لان العمل يجري بطريقة الغرف العقيمة الخاضعة للمواصفات العالمية القياسية بتحضير العلاج بما يتعلق بشروط السلامة والامان المطبقة داخلها وتعقيم المكان بدرجة عالية من النقاوة والعقامة، لضمان ان الجرعة المحضرة تكون شبه خالية من اي نوع من انواع الملوثات ولا يتعرض المريض للعدوى المكتسبة من المستشفى، وهنا نعطي طبقة حماية اضافية للمريض من خلال تحضير العلاجات في مثل هذه الضروف القياسية"، مشيرا الى ان" النقطة الاساسية الثانية التي تنفرد بها مراكز الزراعة او الجرعة الكيمياوية بصورة عامة ان هذه البروتوكولات تتم مراجعة الجرعة من قبل الصيادلة السريريين ودقتها والسوائل المستخدمة التي تتضمن انواع المحاليل التي تحلل بها ومدة اعطائها ومراقبة الاعطاء، كما يؤخذ بنظر الاعتبار التداخلات الدوائية التي تتضمن باقي العلاجات والفاصل الزمني بينها، ومراقبة فعاليتها من خلال التحاليل المختبرية والاعراض الجانبية ان ظهرت وتتطلب حينها التداخل الطبي الآني الذي يقع على الفريق التمريضي الساند الذي يعتبر اكثر شخص متعلق بحالة المريض لانه متواجد معه على مدار الساعة، وهو جزء من عمل الفريق الطبي عندنا في المركز الذي نفتخر بالعمل معه بالتعاون بين الجميع بمهنية وانسانية".
مدة العلاج
واوضح ان" المريض يمكث في المركز مدة بعد زراعة النخاع يحددها الاطباء حسب الحالة، وقد تستمر لشهر او شهرين حتى يخرج من المركز وتحدد له ادوية مثبطات مناعية، ومكملات غذائية، ومضادات حيوية، وجميعها تجهز من المركز، لان عمل الصيادلة لا يقتصر على تحضير الجرعة الكيمياوية المستخدمة، فمثلا في جزء الاطفال تحضر الجرعات الكيمياوية وبجانبها جرعات المضادات الحيوية في الردهات لزيادة مستوى التعقيم والامان في الغرف العقيمة، بعد ان كانت تحضر في المستشفيات العامة، وهي ريادة نفتخر بها، ومن مهام الصيدلي في المركز الجلوس مع المريض البالغ وذوي الاطفال قبل خروجهم من المستشفى ليشرح لهم جميع العلاجات التي سيتناولها بشكل دقيق ومددها الزمنية ومراجعاته المحددة، وكذلك فتحنا نافذة تواصل مباشر معهم على التطبيقات الالكترونية مع للاجابة عن اي استشارة، كما يتابع الصيدلي توقيتات العلاج بالاتصال المباشر بالمريض وتذكيره بمواعيد العلاج"، مبينا ان" الزرع الذاتي يتضمن اعطائه محفزات للخلايا الجذعية ثم يسحب الدم من المريض ويعطى العلاج الكيمياوي ثم يعاد الدم الى جسده، ويستمر على علاجات اخرى، اما الزرع من الغير فيكون عبر سحب دم من المتبرع المطابق ودائما يقع الاختيار على ذوي المريض من الدرجة الاولى مثل الاخ والاخت ثم الاب والام، ويمكن الذهاب باتجاه الخال او العم، او شخص غريب اذا حصل
بينهما تطابق تام، فيعطى جرعة كيمياوية لتصفير الخلايا ويعطى الدم المسحوب ويأخذ علاجات دائمة لحين شفائه، ويتميز المركز بصناعة الجرعات الساندة مثل المضادات الحيوية او مراقبة السوائل والادوية الموجودة لدينا فوق التخصصية وتستخدم حصرا في زراعة نخاع العظم ولا تتوفر في مراكز اخرى، والاجهزة المستخدمة في تحضير الادوية هي من احدث ما موجود واستوردت من ارقى المناشئ العالمية التي تضمن سلامة الدواء على المريض وسلامة الصيدلاني والتمريضي العامل على الجهاز، وتحتوي على مرشحات خاصة (فلاتر) تمنع رجوع المواد المتطايرة والكيمياوية او الابخرة التي تؤثر سلبا على صحة العامل على الجهاز، وجميع الادوية التي تحتاجها زراعة نخاع العظم للبالغين او الاطفال موجودة في المركز، واقتربنا كثيرا من الحصول على الاعتمادية الدولية التي تجعل ما يقدمه المركز حاصل على شهادة عالمية وخدماته تضاهي ما يقدم في المراكز الدولية المتقدمة، ويعمل في المستشفى حاليا (22) صيدلاني بينهم الاختصاص والممارسين الحاصلين على دبلومات تحضير الجرعات الكيمياوية وصيادلة سريرين، ويشارك الصيادلة لدينا بدورات تطويرية داخلية بالمستوى العلمي وطريقة العمل وتشمل سلامة المرضى وسلامة تحضير الجرع الكيمياوية، واخرها دورة شارك بها (5) من صيادلتنا واقيمت باشراف خبراء اجانب اطلعوا على الجرع التي تم تحضيرها وحققت نجاحا ملحوظا، كما سندخلهم في دورات متطورة اكثر خاصة بتحضير الجرع، والصيدلة السريرية، والادارة المخزنية، وادارة الاقسام وآلياتها، وسلسلة التجهيز وباقي فروع الصيدلة، وكذلك في برنامجنا اقامت دورات تدريبية للصيادلة خارج العراق في مستشفيات عالمية ستطور من مستواهم العلمي والعملي".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- مصير الصحف الورقية.. دعوات للتحول الى الصحافة الالكترونية على غرار الصحف العالمية
- المرض والألم رفيقا طفولته.. العتبة الحسينية تكمل علاج الطفل "جاد" في مركز المجتبى لأمراض الدم
- طبيبة مختصة: مركز المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم في كربلاء من اندر المراكز في العالم