للاطباء في مؤسسات العتبة الحسينية المقدسة والمؤسسات ذات التشغيل المشترك بصمات طبية كبيرة يقدمونها خلال ايام المبادرات العلاجية المجانية التي تعلن عنها العتبة الحسينية بين الحين والآخر، حيث يبذلون جهودا استثنائية في ساعات عمل طويلة تتكلل نتائجها بإنقاذ المرضى وشفائهم من مختلف الامراض، ومن بين تلك البصمات اجرى طبيب متخصص بالقلب (45) عملية كبرى وفوق الكبرى، فيما اجرت زميلة له (230) عملية جراحية للعيون.

وتتحدث الاخصائية في امراض العيون الدكتورة "بشرى سليمان الصقر" لوكالة نون الخبرية عن مشاركتها بالقول ان" مشاركتي هذه هي الرابعة في المبادرات العلاجية المجانية التي تطلقها العتبة الحسينية المقدسة، ولدينا مراجعين في الايام الاعتيادية ينتظرون بفارغ الصبر اطلاق مثل تلك المبادرات لكي يحصلوا على العلاج الكامل لهم مجانا، لذلك تجد الخدمات تقدم لاعداد كبيرة وجيدة خلالها لمن قدموا من مختلف المحافظات العراقية حيث راجعنا مرضى من البصرة الى كركوك"، مبينة ان "اكثر امراض العيون السائدة هي الماء الابيض والحول، وكذلك مرضى شبكية العين الذين نرسلهم الى الاطباء المتخصصين، وانا اجريت في مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) في العام الماضي التي استمرت لمدة (40) يوما (230) عملية جراحية للعيون، وفي هذه المبادرة اجري يوميا تقريبا من (10 ــ 15) عملية جراحية للعيون يوميا، واحلت خلال يومين من المبادرة فقط، نحو (80) مريض لاجراء عملية جراحية، لان اعداد المراجعين تكون مقاربة للايام الاعتيادية لكن اعداد العمليات تزداد بشكل كبير، ومن كل (60) مراجع نحيل تقريبا (40) لاجراء العمليات، وبالامس احلت (50) مراجع لاجراء العمليات من مجموع (70) مريض راجعني".

وعن اهمية اطلاق تلك المبادرات تقول الصقر ان" هذه المبادرات مهمة جدا والعتبة الحسينية المقدسة تقدم شيء انساني عالي المستوى، وعلى المستوى الشخصي اعرف مرضى ينتظرون منذ عام كامل للاستفادة من تلك المبادرة واجراء عملية جراحية لهم لان حالتهم المادية ضعيفة ولا يملكون المال اللازم لاجرائها، وكثير منهم عندما نخبرهم بضرورة اجراء العملية الجراحية يصرح بالقول " ليس لدي مال ادفعه لاجرائها"، ويد العتبة الحسينية ممدودة للفقراء والمحتاجين وتستحق الاشادة على تلك المبادرات الانسانية".     

كبرى وفوق الكبرى

وقف رئيس شعبة جراحة القلب في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) الجراحي الدكتور "يامن شوكت خضور" الحاصل على الماجستير والبورد في جراحة القلب والذي مضى عليه (14) عام في الخدمة، واجرى خلالها تقريبا الفي عملية جراحية متنوعة  للقلب ليسرد لوكالة نون الخبرية اهمية دور الطبيب في مبادرات العتبة الحسينية العلاجية المجانية بالقول " منذ عامين وانا اشارك في جميع المبادرات العلاجية المجانية التي اطلقتها العتبة الحسينية المقدسة واكبرها مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) الاولى في العام الماضي التي امتدت الى اربعون يوما، وقد تمكنت خلالها من اجراء (45) عملية جراحية كبرى وفوق الكبرى ونوعية، شملت معظم جراحات القلب، ومنها حالات الشرايين التي تتصدر اغلب عمليات جراحة القلب، وعمليات الصمامات والشرايين الكبيرة مثل تبديل الشريان الابهر الصاعد، وحالات تشوهات القلب الولادية".

واضاف خضور ان" المبادرة العلاجية المجانية الحالية تجرى فيها نفس الحالات بجميع انواع عمليات جراحة القلب، وتستمر العملية الواحدة وحسب حالة المريض من (3 ــ 4) ساعات وممكن اكثر اذا كانت الحالة كبيرة ومنها اجراءات التخدير التي تسبق العملية، ثم يبقى المريض في العناية المركزة لمدة تتراوح بين (24ــ 48) ساعة، وبعدها في النقاهة لمدة ثلاثة ايام ليخرج بعد خمسة ايام من اجراء العملية، وخلال يومين من مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) الثانية العلاجية المجانية اجرينا (6) عمليات شرايين وفتحات قلبية الى الآن وسنجري بعدها عمليات صمامات وتشوهات قلب ولادية، واتوقع خلال هذه المبادرة التي تستمر لمدة عشرون يوما ان نجري من (20 ــ 25) عملية كبرى وفوق الكبرى، ولفت انتباهي ان الكثير من المرضى المراجعين هم من الفقراء والمحتاجين واعرف كثير منهم منذ عام او عامين يحتاجون الى عملية جراحية ولكنه تأخر باجرائها بسبب عدم امتلاكه كلفتها المادية التي تعتبر مرتفعة مثل عملية الصمامات التي تصل كلفتها في المستشفيات الاهلية الى حوالي (12 ــ 13) مليون دينار".

واوضح ان" هذه المبادرة جاءت فرصة لهؤلاء المتأخرين بسبب العوز المادي لاجراء عمليات القلب والحصول على فرصة علاج، والملاكات الطبية والتمريضية تشعر بالرضا وراحة البال عندما تقدم لهذه الشرائح خدمتها وترى الفرحة ترسم على وجوه المرضى وذويهم بسبب تكفل العتبة الحسينية بدفع جميع النفقات المترتبة على تقديم الخدمات الطبية مع الزخم البشري الهائل في تلك

المبادرات الانسانية، ونحن نتسابق مع الوقت لشمولهم جميعهم بالخدمات وتغطية اكبر قدر ممكن، ومثل تلك المبادرات لا يوجد مثلها في اي مكان آخر، وانا لم ارى في بلدي سوريا عندما كنت اعمل هناك بمثلها الا بوجود حالات فردية تتبناها مؤسسات خيرية ومحدودة".  

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة