يستمر الطريق الرابط بين العاصمة بغداد وكركوك بحصد أرواح المئات من العراقيين، فلا يكاد يمر يوم إلا وتنشر مواقع التواصل ووكالات الأخبار صور وفيديوهات لحوادث مرورية في مناطق مختلفة على طريق بات يُعرف بأنه "طريق الموت".
ويقول مدير ناحية العظيم في محافظة ديالى، عبد الجبار العبيدي، إن "الطريق منقسم إلى مجموعة أقسام، منها ما تقع على مسؤوليته على وزارة الإعمار والإسكان، وآخر على مسؤولية الحكومات المحلية في المحافظات".
ويضيف العبيدي، أن "الطريق الذي يربط بين قضاءي الخالص والعظيم في محافظة ديالى تم إنجازه وتأهيله بالكامل، وهذه المسافة كانت تسبب حوادث يومية ويذهب ضحيتها العشرات من المواطنين، ولكن الطريق الآن ممتاز جدا وتم تأهيله من قبل شركة مختصة وبمواصفات عالية".
ويشير إلى أن "المشكلة الكبرى هي في المسافة الواصلة بين قضاء العظيم في ديالى إلى منطقة إنجانه على حدود محافظة صلاح الدين قرب قضاء طوزخورماتو، وهذه المسافة تقدر بنحو 30 كيلومترا، وممر السيارات فيها باتجاه واحد وضيق مما يضطر السائق للعبور إلى المسار الآخر ما يؤدي لوقوع حوادث التصادم".
ويؤكد أن "الشركة المنفذة لتأهيل طريق العظيم – إنجانه تأخرت في إنجاز هذا الطريق، وبحسب اتصالاتنا بالمهندس فإنه خلال أسبوع سيتم المباشرة بالعمل، ولكن مواصفات الإنجاز ليست بالمستوى المطلوب".
ويعد الطريق الرابط بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، وصولا إلى كركوك، طريقا خطرا ويسمى شعبيا بـ"طريق الموت" لكثرة حوادث السير القاتلة التي تقع فيه.
ويلفت قائممقام قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، حسن زين العابدين، إلى أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يولي اهتماما كبيرا لتأهيل الطريق الرابط بين بغداد وكركوك".
وينوه إلى أن "رئيس الوزراء بعث لجنة من مكتبه لمتابعة تأهيل الطريق ومنذ 26 يوما هنالك عمل مستمر ولم يتوقف، ومسؤوليتنا تتلخص في جانبين، الأول يدخل ضمن قضاء طوزخورماتو وهنا سنبني مجسرا لتجنب حوادث السير خاصة مع سائقي الدراجات النارية، وهذه المسافة التي تدخل القضاء سيتم الانتهاء منها خلال فترة 14 يوما".
ويتابع "لدينا أيضا المسافة الممتدة من ناحية آمرلي إلى الحدود الإدارية لقضاء داقوق في كركوك ومسافتها تبلغ 70 كيلومترا، وهي على مسؤولية وزارة الإعمار والإسكان وتم الإنتهاء من 80 بالمئة من التأهيل".
ويردف زين العابدين، بالقول "خلال فترة شهر أو أكثر بقليل سيتم الانتهاء من تأهيل كامل لهذه المسافة، وأيضا سيتم نشر المفارز المرورية وتكثيف السيطرات ونصب الكاميرات لمراقبة السرعة الجنونية التي هي في الغالب المسببة لحوادث السير".
يشار إلى أن السرعة "الجنونية" لسائقي المركبات بين المحافظات العراقية تعد السبب الأول في حوادث السير، يضاف لها عدم تحديث الطرق بما يتناسب مع التنقلات بين المحافظات، بالإضافة إلى المطبات وعدم صيانة الطرق التي تشكل عاملا أساسيا في حصول حوادث السير.
ويوضح المهندس الخبير في الطرق، كمال حسين، أن "أسباب الحوادث المرورية على الطرق الخارجية ومنها طريق بغداد – كركوك، سببه هو أنه الأكثر استخداما من قبل الشاحنات، كونه الممر الرئيسي للبضائع القادمة من تركيا وإيران إلى بغداد ومحافظات أخرى، فضلا عن كونه الطريق الرئيسي الرابط بين بغداد ومحافظات إقليم كردستان".
وينبه إلى أن "استخدام الطريق بهذه الكمية من الشاحنات يشكل ضغطا عليه ويؤدي لوقوع حفريات في الطريق، ويجعل الحاجة لتأهيله وإعماره مستمرة على مدار السنة".
ويتابع أن "الطريق يقع على امتداد مساحات جبلية كونه يمر بجانب تلال حمرين ومكحول وهناك على جوانبه أودية ومناطق صحراوية، وبالتالي وجود الحيوانات السائبة والمفترسة يزيد من نسب الحوادث خاصة في الليل".
ويوضح حسين أن "غياب الإنارة يزيد الحوادث في الليل، وأيضا عدم وجود حواجز فاصلة بين الجانبين الأيسر والأيمن يؤدي لعبور السائق إلى الممر الآخر، على عكس ما موجود في الطرق السريعة، كطريق طريبيل في الأنبار، أو سريع البصرة".
ويردف أن "التأهيل ليس هو الحل الوحيد، فينبغي تحديد وقت لمرور الشاحنات، وأيضا نصب كاميرات المراقبة لتحديد السرعة، وكذلك زيادة مفارز المرور، والتشديد على السائقين لغرض ارتداء مستلزمات الأمان، وعدم القيادة تحت تأثير المشروبات الكحولية واستخدام الهواتف أو النوم أثناء القيادة".
ولا تقتصر "طرق الموت" على شمال العراق فقط بل أنها تمتد في وسط وجنوب وغرب البلاد، حيث تحصد شهريا عشرات الأرواح وتتسبب بالإصابات والخسائر المادية.
وبهذا الصدد، يقول مهدي، وهو سائق نقل من بغداد إلى السليمانية، إن "الطريق الآن في طوزخورماتو بعد التأهيل أفضل من السابق".
ويرى أن "أكثر الحوادث هي في منطقتين، الأولى من داقوق إلى طوزخورماتو، والثانية طريق العظيم، والعمل الذي يجري لتأهيل الشارع ما زال بطيئا".
ويؤكد أن "التأهيل يجب أن لا يختصر على التبليط، بل يجب إقامة مجسرات خاصة في مداخل المدن، وأيضا إدامة الطريق باستمرار، والتعامل الخاص مع سائقي الشاحنات، كون أغلب الحوادث تحصل نتيجة اصطدام سيارة صغيرة مع شاحنة".
وكانت وزارة الإعمار والإسكان قد أكدت في وقت سابق، أن استمرار العمل في مشروع تأهيل الطريق الشمالي بغداد – كركوك وفق أحدث المواصفات العالمية، مشيرة إلى إن العمل الآن يجري في محافظة ديالى، وتحديدا في الخالص والعظيم، وكذلك كركوك، لإجاز مقطع بطول نحو 46 كيلومترا من هذا المشروع.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق