ثماني سنوات مرت واطفال منطقة عرب ذياب في الوند يدرسون في مدرستين ابتدائيتين كرفانيتين نصبت في العراء، بارض جرداء لا يحتمون من حر الشمس، ولا يتقون زخات المطر، البرد والحر رفيق دربهم، تغرق المدرسة والساحات المحيطة بها مع كل زخة مطر، وتتجمر قلوبهم اثناء ساعات الدوام في ايام الصيف لعدم توفر وسائل التبريد، امراض كثيرة اصابتهم رغم انهم يقطعون مسافات طويلة للوصول الى مدارسهم، اما طلبة وطالبات المتوسطة والثانوية فيذهبون الى منطقة عون قاطعين عشرات الكيلومترات للالتحاق بمدارس يتلقون علومهم فيها.
يقول الوجيه "جبار عبد حمادي" احد ذوي الطلبة لوكالة نون الخبرية ان" مدرستين كرفانيتين احدهما مدرسة الهلال الابتدائية المختلطة نصبت عندنا في "عرب ذياب" بمنطقة الوند بمحافظة كربلاء المقدسة منذ ثماني سنوات"، والمدرسة مكونة من ستة صفوف كرفانية، وكل عام يزداد عدد الطلبة في الصفوف حتى تجاوز عددهم حاليا (50) طالبا في الصف الواحد، وحالهم يرثى لها في الشتاء خلال هطول الامطار كون المدرسة نصبت على ارض منخفضة عن مستوى الشارع العام بامتار، وتتحول ساحة المدرسة ومحيطها الخارجي بالكامل الى مستنقعات مائية يصل ارتفاعها الى حوال نصف متر ، واذا اراد ابنائنا الطلبة من الاولاد والبنات الوصول الى المدرسة او الذهاب الى المجموعة الصحية او الخروج من المدرسة فعليهم المشي في الماء الذي يصل الى الركبتين، وفيها خطورة كبيرة كون الماء يحيط بكرفانات مزودة بالتيار الكهربائي، وجميع الاهالي يتملكهم شعور الخوف والتوجس على ابنائهم خلال ايام هطول الامطار منذ التحاقهم صباحا الى المدرسة ولحين عودتهم سالمين، لانهم يذهبون ويعودون سيرا على الاقدام من مسافات بعيدة كونها منطقة زراعية".
وعن احوالهم في اشهر القيظ اضاف قائلا "اما في فصل الصيف فلا توجد وسائل تبريد في الصفوف الكرفانية، ويعود ابنائنا بعد الدوام متعرضين لضغوط الجو الحار في الصفوف وقلوبهم كالجمر من شدة الحر، وبالرغم من مناشداتنا لمديرية التربية ومحافظ كربلاء والمسؤولين الا اننا لم نتلقى الا الوعود ببنائها، ولكنها ما زالت على حالها، وهذه المدرسة على وضعها الحالي لا تكفي لسد حاجة المنطقة لانها مكونة من ستة صفوف وهي قليلة حاليا ونحتاج الى مدارس جديدة مبنية من الطابوق لا يقل عدد صفوفها عن (12) صف دراسي، وحاليا ابنائنا وبناتنا من طلبة الدراسة المتوسطة يضطرون للذهاب الى منطقة عون التي تبعد عنا بحدود (17) كيلومتر للالتحاق بالمدارس المتوسطة هناك لعدم وجود اي مدارس متوسطة او اعدادية في منطقتنا، وكلهم يذهبون بواسطة خطوط نقل وتتحمل عائلاتهم نفقاتها".
ولفت حمادي الانظار الى نقطة مهمة تتعلق بالارض المراد تشييد المدارس عليها بالقول ان" الاراضي هنا ملكيات زراعية شخصية واصحاب الاراضي اعلنوا مرارا استعدادهم لمنح الارض باي مساحة مطلوبة لاي جهة تتكفل ببناء مدارس لابنائنا الطلبة"، مبينا ان" مئات العائلات تسكن في اكثر من مئة بيت في هذه المنطقة واعداد الطلبة تزداد سنويا "كون المعروف عن العائلات الفلاحية كثيرة الانجاب"، ويسكن في الدار الواحدة عائلتين او ثلاثة او تتجاور بالسكن عائلة الاب وابنائهم الخمسة او الستة ولديهم طلبة كثيرون، وكل ما يطلبه الناس هنا هو بناء مدارس تقي ابنائهم وبناتهم حر الصيف وبرد الشتاء ومخاطر الامطار".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)