منذ مدة ونحن نسمع ان وزارة التربية قررت هدم مدارس لاعادة بنائها كونها آيلة للسقوط، او متهالكة، او لم تعد تصلح للدراسة، وصحيح ان هناك اعداد كبيرة من المدارس هدمت لهذه الاسباب وتركت دون بناء منذ (15) عاما او اكثر او اقل، وتبين ان اغلبها تتحمل جهات حكومية مسؤولية عدم تنفيذ مشاريع اعادة بنائها لاسباب عدة الاعم الاغلب منها غير مقنع ويدخل في دائرة شبهات الفساد، الا ان مشكلة مدرسة ابتدائية في حي العامل غريبة ومن نوع خاص، حيث قررت وزارة التربية اعتبارها آيلة للسقوط فهدمتها في العام (2007)، واصبحت قطعة ارض كبيرة واسعة وفارغة، فاستولت عليها بلدية الرشيد التابعة لامانة بغداد وحولتها الى مخزن لاطارات سيارات امانة بغداد المستهلكة، والى اليوم ما زال النزاع بين الامانة والتربية قائم، وهناك الف طالب وطالبة مشتتين بين المدارس.
عمرها (54) عاما
ولنتعرف على حيثيات المشكلة التقينا عددا من اولياء امور الطلبة وانبرى منهم المواطن (ابو احمد) ليتحدث لوكالة نون الخبرية عن مشكلة مدرسة ابنائهم بالقول ان" مدرسة الوئام الابتدائية المختلطة التي افتتحت عام (1970) اي قبل (54) سنة، قررت وزارة التربية في العام (2007) اعتبارها متهالكة بعد ظهور آثار رطوبة وتشقق في بعض اجزائها، وكانت تضم (12) صفا دراسيا وفيها دوامين احدهما لمدرستي الوئام وسناريا الابتدائية المختلطة، وكان عدد طلبتها قبل (17) عاما يصل الى حوالي (600 ــ 700)، وحاليا يتجاوز الالف طالب وطالبة، واحيلت على شركة الفاو العامة التابعة لوزارة الصناعة والمعادن وتركت بدون بناء كل هذه السنوات، والغريب في الامر ان امانة بغداد استولت على ارض المدرسة المهدمة التي تبلغ مساحتها اكثر من (2500) متر مربع، في وقت كان البلد يمر بظروف صعبة وطائفية مقيتة وانفلات امني، وقامت بتسييجها بسياج مبني من مادة البلوك، وحولتها الى مخزن لاطارات سياراتها المستهلك ورفضت اخلائها بحجة ان الارض تعود ملكيتها الى الامانة، بينما مثبت في سند الملكية الصادر عام (1975) ان الامانة تنازلت عن الارض وتحولت ملكيتها لوزارة التربية".
(140) مدرسة
واضاف ان" المشكلة تطورت واصبحت صراع بين وزارة التربية وامانة بغداد ووصل الى اعلى المستويات، ومنها رئاسة الوزراء في عهد عادل عبد المهدي الذي نقلوا لنا بأنه يعلم بمشكلة تلك المدارس التي يبلغ عددها (140) مدرسة هدمت ولم يعاد بنائها، وكذلك حصل لقاء مع محافظ بغداد حينها واكد علمه بالموضوع وسعيه لحل تلك المشاكل، ومنذ عامين تواصلنا مع النائبة "ليلى التميمي" عضوة لجنة التخطيط الاستراتيجي والخدمة الاتحادية في مجلس النواب التي بذلت معنا جهود كبيرة واعطتنا وعدا باعادة المدرسة الى ملكية الوزارة واعادة بنائها، وآخر ما توارد لنا انها رفعت الى وزارة التخطيط لدرجها في مشروع رقم (1) لاعادة بنائها، ولكن في مشكلة نتصارع بها مع جهة حكومية لا يمكن الاطمئنان الى الكلام، بل نحتاج الى ضغط لانتزاعها واعادة بنائها، ويجب ان تبادر وزارة التربية لتبني الموضوع واستحصال الموافقات المطلوبة لاعادة بنائها بعد تقديم شكوى بهذا الشأن، مع العلم ان موقع المدرسة مميز وتقع على شارع نيسان العام في منطقة حي العامل وتخدم الكثير من المناطق وبالاخص المحلة "809" التي تضم حوالي (90) زقاق، وكان طلاب المدرسة قد توزعوا على مدرستين حيث باشر طلبة مدرسة سناريا بالدوام في مبنى متوسطة شعلان ابو الجون والوئام تحول طلبتها للدوام في مبنى مدرسة هالة للبنات في الجهة المقابلة لبناية المدرس وفيه مخاطر كبيرة على حياتهم حيث يضطرون الى عبور شارع عام".
مخاطر في المدارس
ويشير "ابو احمد" الى امر مهم بقوله ان" وزارة التربية عندما تشيد مدارس ابتدائية تأخذ بنظر الاعتبار صغر عمر الاطفال ومحدودية فهمهم ونوع تصرفاتهم لذلك تجد جميع المدارس الابتدائية مبنية من طبقة واحدة، والشبابيك محمية بـالواح حديدية (كتائب)، ولا يوجد في المدرسة طبقة ثانية ليصعد اليها الطلاب او شبايبك تفتح بدون وجود موانع (كتائب) وطلبتنا عندما يدوامون في مدارس متوسطة مبنية من طبقتين فيكون عليهم مخاطر كبيرة، بل يصل الامر الى ان بناء المجموعات الصحية للطلبة الاطفال بحجم يختلف عن ما موجود في المتوسطة او الاعدادية، ومنطقة حي العامل تعتبر من المناطق الشعبية المكتضة بالسكان واعداد الساكنين وابنائهم الطلبة في تزايد، وفي جميع الدول ومع التوسع العمراني تتكفل الحكومات ببناء مدارس جديدة وصيانة القديمة، ونحن منذ (17) عاما والى الآن لا يوجد في مناطقنا بناء مدارس جديدة ولا اعادة بناء المدارس التي هدمت، ومع كثرة نقاشاتنا في اكثر من مكان، طرحت علينا مقترحات مثل استغلال الساحات الكبيرة في بعض المدارس وبناء مدرسة بديلة لكنه امر شبه مستحيل في دوامة التعامل الحكومي، كما طرحنا نصب كرفانات في قطعة الارض المستولى عليها من امانة بغداد وتحويل مدرستنا الى كرفانية، ولم نجد صدى لموافقة عن الامر، كما طرحت جهة عسكرية تكفلها ببناء المدرسة ولم تحضى بالتفاعل مع المقترح، وكل ما نحتاجه نحن كاولياء امور وابنائنا والملاك التدريسي هو مساعدتنا ورفع معاناتنا ومناشداتنا لاصحاب القرار لابعاد بلدية الرشيد واطارتها المستهلكة عن ارض مدرستنا واعادة بنائها من جديد".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟