بعد مرور عشرين عاما على سقوط النظام المباد لم تعد جميع المحافظات والمدن وحتى المناطق الزراعية على نفس عدد نفوسها او احتياجاتها، وفي منطقة الرضوانية الزراعية جنوب غرب بغداد تجاوز عدد العائلات الساكنة في ثلاث قرى منها الفي عائلة، وتحتاج الى مستوصف صحي نموذجي يقدم خدماته لالاف المواطنين، لكن وزارة الصحة ومحافظة بغداد لم يذكراها او يدرجاها يوما على خططها، فانبرت احدى العائلات الميسورة وتبرعت بقطعة ارض واسعة ونصبت مجموعة من الكرفانات لتشيد عليها وبالتعاون مع وزارة الصحة (بيت صحي) وهو ادنى مرتبة من مراتب التشكيلات الصحية ويخصص للمناطق النائية والمعزولة او البعيدة عن المدن، واستمر لسنوات يقدم خدماته، وابلغ العاملون فيه بضرورة اغلاقه بعد حادثة حريق قاعة الحمدانية، فتبرعت نفس العائلة بدار واسعة ومجموعة محال الا ان الصحة رفضت دون معرفة الاسباب.
ارض وكرفانات
وقال المواطن عدنان الهادي البدعة من منطقة الرضوانية لوكالة نون الخبرية ان" البيت الصحي في قرية البدعة بمنطقة الرضوانية انشأ بعد ان تبرعنا بقطعة ارض مساحتها دونم كامل (2500) متر مربع تعود ملكيتها الى عائلتنا، كما تبرعنا بنصب (5) كرفانات وتسييج القطعة ونصب باب رئيسي لها وتجهيزه بالماء الصالح للاستخدام البشري، والتأسيسات الكهربائية، وايصال خط الكهرباء الوطنية، والمولدة الاهلية، وصب الساحة الخارجية، وهو يعمل ويقدم خدماته للناس في قرى السعد والبكر والنمور والجدادة والغريباويين والبدعة منذ (9) سنوات ويستقبل شهريا بين (1000 ــ 1500) مراجع ومراجعة، وبعد وقوع حادثة حريق قاعة الحمدانية في محافظة نينوى ابلغنا من قبل دائرة صحة الكرخ بحتمية اغلاق البيت الصحي بناءً على التعليمات الحكومية او توفير بناية كاملة، فقمنا بتفريغ مجموعة من المحال التجارية التي تعود ملكيتها لعائلتنا، وتنازلنا عن الموارد المالية التي نجنيها من تأجير هذه المحال، وقمنا باعادة ترميمهن وطلاء الجدران واضافة مرفقات ومجموعة صحية، ولم تقتنع الدائرة بذلك وظهرت معرقلات جديدة بحجة ان هذه البناية لا تطابق ما تريد الدائرة، وساكني تلك المناطق بأمس الحاجة لوجود هذا البيت الصحي، كون اغلب العائلات الساكنة في تلك المناطق الريفية تعتبر من مستويات اقتصادية متدنية وفقيرة، واغلب شبابها اما عاطلين او يعلمون باجور قليلة، والكل يعرف ان حال المزارعين منذ سنوات والى يومنا هذا صعب جدا، ولا ابالغ اذا قلت ان من يحصل على راتب رعاية اجتماعية يعتبر ميسور الحال".
علاج شبه مجاني
ويضيف البدعة " بالرغم من عدم قيام وزارة الصحة او محافظة بغداد بتشييد مستوصف صحي نموذجي لمناطقنا والعذر هو عدم وجود تخصيصات مالية، مع العلم ان قيمة الدونم الزراعي وهو ملكية خاصة لعائلتنا الذي تبرعنا به لدائرة صحة الكرخ، تصل قيمته الى (250) مليون دينار كون الارض تقع على تقاطع وموقع تجاري، الا ان البيت الصحي الذي تبرعنا بانشائه يقدم خدماته مقابل مبلغ الف دينار وهو سعر اشبه بالمجاني، لان اقرب مستشفى على تلك المناطق الزراعية هو مستشفى ابو غريب العام الذي يقع في مركز القضاء ويبعد بحدود (15 ــ 20) كيلومترا عن قريتنا، او مستشفى اليرموك والمسافة ابعد من ذلك بكثير، ومناطقنا اصبح فيها كثافة سكانية حيث اصبحت اقل منطقة فيها حوالي (35) بيتا وفي كل بيت ثلاث عائلات او اكثر، بعدما كان عدد البيوت لا يتعدى خمسة فقط، واصبح مجموع بيوت القرى الموجودة هنا يتجاوز (2000) بيت، ورغم تبرعنا وتفريغ المحال منذ شهر كامل، وترميمها وبناء مرفقات بانفاق شخصي من عائلتنا، الا ان صحة الكرخ ادخلتنا في دوامة المراجعات والمطالب الغريبة".
تبرع بدار كبيرة
واوضح ان " عائلتنا وبعد ابلاغها من قبل دائرة الصحة بضرورة اغلاق الدار المشيد من الكرفانات قامت بالتبرع بدار سكنية تقع خلف البيت الصحي ومساحتها البنائية تبلغ (1000) متر مربع، وفيها (6) غرف نوع وصالة استقبال كبيرة طولها (12) متر، وصالة جلوس، وحمامات، ومجموعات صحية، وحدائق واسعة، وافرغنا الدار بالكامل وانتقلنا الى دار اخرى، واكملنا كل المستلزمات التي يحتاجونها من ماء وكهرباء وتركنا جزء من اثاث البيت تصل قيمتها الى (6) ملايين دينار، وانتظرنا لمدة ثلاثة اشهر ولم يأتوا لاستلام الدار باعذار واهية منها انهم بانتظار الموافقات، وان هناك مخاطبات رسمية واخيرا اخبرونا ان هناك تريث بأمر استلامه، فعدنا بعدها للسكن فيه، وغاية ما تطلبه الاف العائلات هو بناء مستشفى او مستوصف صحي نموذجي يديره ملاك طبي وتمريضي متخصص وتتوفر فيه اجهزة الكشف بالاشعة والمختبرات وتتوفر فيه ايضا سيارات اسعاف لنقل الحالات الطارئة والحرجة وانقاذ المصابين وحالات الولادة عند النساء".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- احدث خطوط انتاج في العالم... منظومة تجليد الكتب في دار الوارث هي الاولى من نوعها في العراق
- نصف مليون متسول في العراق.. 90% منهم يحصلون على رواتب الرعاية
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد