عرف عن اهالي الكاظمية اخلاصهم وامانتهم في احياء الشعائر الحسينية والكاظمية منذ قرون من الزمن، وتنتقل الامانة من الاجداد الى الاحفاد مرورا بالآباء، وواحدة من المناطق المهمة التي تعتبر بوابة مهمة من بوابات الكاظمية وطريقا يربط المدينة بمناطق الحرية والطوبجي والوشاش وما بعدها من المناطق، بل اصبحت ممرا لكثير من المحافظات، هي منطقة النواب، التي يبرز منها موكب جمهور النواب الذي اسس منذ اكثر من ستة عقود ليكون منارا لاحياء شعائر اهل البيت وخدمة محبيهم، وهو موكب اهالي المنطقة، الذين يخدمون وينفقون ويعزون في الكاظمية وباقي المدن المقدسة.

جمهور النواب
اعادنا الوجيه عابس فاضل الجبوري (66 عاما) من اهالي منطقة النواب في مدينة الكاظمية المقدسة الى ذكريات قديمة يحدث وكالة نون الخبرية عنها تتعلق بخدمة محمد وآل محمد في جميع المدن الدينية بالقول ان "الشعائر الحسينية كانت وما زالت جزء لا يتجزء من عقيدتنا وحياتنا وايماننا المطلق بعدالة القضية الحسينية خصوصا، ومظلوميات اهل البيت عموما، وانا منذ نهاية العقد الستيني عشقت الحسين (عليه السلام)، وشاركت في جميع الشعائر التي كانت تقام بمصابه ومصاب الامام الكاظم، وفتحت عيني على موكب "جمهور النواب" الموجود في منطقتنا وباشرنا معهم الخدمة واحياء الشعائر، وكانت المواكب قليلة وتشهد حضورا كبيرا في العزاء، وشارع النواب لم يكن فيه هذا العدد الكبير من المحال الصناعية والتجارية بل كانت قليلة، ولم تنصب المواكب سابقا في الشارع العام بل في حدائق البيوت وتفرش الحدائق وينصب السرداق لتفادي حر الشمس او مطر الشتاء، ودأب اهالي الكاظمية على فتح بيوتهم لاستقبال الزائرين القادمين من اطراف بغداد او المحافظات لخدمتهم ومبيتهم لان اعداد الفنادق سابقا قليلة جدا وتخصص جزء منها للنساء وآخر للرجال، في ليلة العاشر من المحرم ومصاب موسى بن جعفر (عليه السلام)".

نعش وتشييع
قرب ساحة عبد المحسن الكاظمي يفتح احد البيوت الكيبرة كل عام ابوابه لاستقبال المعزين، هكذا يصف "الجبوري" انطلاق مسيرة التشييع الرمزي ويضيف لوكالة نون الخبرية، ان "الناس تتجمع من مناطق عدة في هذا البيت للمشاركة في المسيرة الكبيرة للتشيع الرمزي لجنازة الامام الكاظم (عليه السلام) مع حمل نعش رمزي، ويسير المشيعون من ساحة عبد المحسن الكاظمي الى المرقد الشريف للامامين الكاظمين (عليهما السلام)، ويقام عزاء كبير ومجالس لطم وقصائد حسينية لساعات، ويتكفل اصحاب المواكب واهالي مدينة الكاظمية المقدسة باستقبال المعزين وتوفير الطعام والشراب لهم، وكذلك تهيأت امكنة الوضوء والصلاة وتنظيم المسيرة، وهي سيرة عطرة لاجدادنا وآبائنا وامهاتنا وجداتنا تربينا عليها واصبحنا بعدهم حاملين لراية العشق الحسيني، ونقلناها الى ابنائنا واحفادنا لانها عهد لنا مع اهل البيت وامانة في اعناقنا، وتتحول مدينة الكاظمية المقدسة الى عزاء واحد متشح بالسواد والحزن، بل ان المدينة برجالها ونسائها وصغارها وكبارها تستعد من مدة معتد بها قبل حلول العزاء لاداء الشعائر، ومنها عقدت بيننا وبين اهالي مدن النجف وكربلاء المقدستين علاقات وصداقات متميزة، باتت ركيزة مهمة في تسهيل مهمتنا باقامة مواكب الخدمة في مدنهم خلال المناسبات الدينية، ونصب مواكبهم في مدننا".

موكب وخدمات
عن موكب مدينتهم الذي تأسس منذ (61) عاما يؤكد ان "اكثر المؤسسين للموكب في العام (1963) توفاهم الله، ومنهم رسول ابو البريمزات، وفوزي ابو الساعات، وفوزي السمين، وحسون عودة، وهادي الصيني، وجياد، وتقام مختلف الشعائر بالموكب في بيت احد الاشخاص النجفيين من سكنة الكاظمية في حديقته التي تبلغ مساحتها (200) متر مربع، وتفرش بالحصير وتنصب فيها خيمة كبيرة، وتقام فيها محاضرات دينية وقصائد ولطم وتوزيع طعام، ويقام العزاء في محرم عشرة ايام وفي زيارتي ذكرى استشهاد الامامين الكاظمين ثلاثة ايام، وفي الزيارة الاربعينية يذهب اغلب اهالي النواب بشاحنات كبيرة (لوريات) الى كربلاء المقدسة للمشاركة بالعزاء، وبعد العام (2003) هرع اهالي النواب لتقديم كل ما يستطيعون للزائرين، وتجمع اهالي الكاظمية في حسينية آل الصدر واقيم العزاء بحضور جماهيري مميز، وتكاتفت كل بيوت النواب برجالها ونسائها لتقديم الطعام والشراب طوال ايام الزيارة، ونصبنا موكب شباب النواب في العام (2004)، ومنذ عشرون عاما يقدم الخدمة للزائرين، وخدام الموكب من الاهالي يتنابون على الخدمة، ونقدم الافطار متنوع والغداء التمن والقيمة والمشويات في العشاء، مع استمرار توزيع الماء والشاي والفاكهة والمعجنات لمدة خمس ايام، ونشارك بتقديم الخدمة في وفيات الائمة الاطهار في المحافظات المقدسة، والانفاق على الموكب تضامني بين اهالي المنطقة، وفي كل مناسبة يصل مبلغه الى (4) ملايين دينار".

قاسم الحلفي ــ الكاظمية المقدسة