تعتبر متوسطة الحريري التابعة الى مديرية تربية الكرخ الثانية من اهم المدارس في جانب الكرخ من بغداد، كونها تستقبل طلبة مناطق عدة، مثل (المواصلات، الرسالة والشرطة)، وفيها دوامان الاول لطلبة المتوسطة للبنين، والآخر لطلبة مدرسة الزبيدات المسائية للبنين، هذه المدرسة ابلغت ادارتها باخلاء البناية كونها آيلة للسقوط لغرض هدمها واعادة بنائها، ونفذوا الاومر ولكنهم منذ خمس سنوات ينتظرون ولا امل يلوح في الافق.
قبل جائحة كورونا
يشرح احد التدريسيين (فضل عدم ذكر اسمه) لوكالة نون الخبرية قصة المدرسة بالقول "ابلغت ادارة متوسطة الحريري للبنين الواقعة بحي المواصلات في جانب الكرخ من بغداد في العام (2019) قبل جائحة كورونا بضرورة اخلاء البناية لهدمها واعادة بنائها كونها آيلة للسقوط، وانتقلنا على اثر هذا القرار للدوام في متوسطة البحتري في منطقة حي الشهداء التي تبعد حوالي ثلاث كيلومترات عن مدرستنا الواقعة في حي المواصلات، وتشغل بناية هذه المدرسة متوسطة الحريري للبنين ومدرسة الزبيدات المسائية للبنين التي نقل طلبها للدوام في احدى المدارس في منطقة حي الري، ويبلغ عدد طلاب المدرستين بحدود (1200) طالب موزعين بين (700) طالب في المتوسطة و(500) في المسائية، وابلغت الادارة حينها من قبل المقاول الذي كلف بهدم واعادة بناء المدرسة وصاحبته اثناء الكشف على البناية لجنة مختصة من وزارة التربية، بان العمل سيستمر لمدة ستة اشهر فقط وتسلم الى الادارة للدوام فيها، ومنذ خمس سنوات ننتظر بنائها دون جدوى".
رحيل بلا عودة
يتابع التدريسي سرد قصة مدرستهم قائلا: ان "ارغام الطلاب على الدوام في مدرسة بعيدة عن منازلهم الزمهم باستئجار خطوط نقل من والى المدرسة الجديدة وهذا الاجراء اضاف تكاليف جديدة على عائلات الطلبة وخاصة من لديهم اكثر من طالب في المتوسطة، وهناك الكثير من الطلبة من عائلات محدودة الدخل وليس لديهم الامكانية المادية لاستئجار خطوط نقل لابنائهم، ولكون ابنائهم لا يملكون اجور النقل فيضطرون للذهاب سيرا على الاقدام الى المدرسة ودائما ما يتأخرون بالحضور الى الدوام، ويتحملون الضروف الجوية من الحر والمطر والسير في الاطيان او الشوارع الغارقة بالامطار ويتحملون المشاجرات التي تحصل معهم من اطفال مناطق اخرى غير مناطقهم، ناهيك عن مخاطر السير او العبور من شوارع رئيسة، حيث تقع بناية المدرسة البديلة في ساحة الشهداء وهي منطقة خطرة كونها مفترق طرق لاحياء الشهداء والشرطة والرافدين والرسالة وفيها زخم لسير السيارات والتكتك، ما دفع الكثير من الاهالي لنقل ابنائهم الى مدارس اخرى، واصبحنا ندوام في الدوام الثاني للمدرسة الجديدة واصبح رحيلنا بلا عودة".
ارقام وايام
ويوضح بالقول ان "العمل في بناء مدرستنا لم يتقدم خطوة واحدة، والمشروع يتضمن هدم وبناء، والى الان لم تهدم المدرسة ولم توضع فيها طابوقة واحدة، وحسب ما ورد الى اسماعنا ان المقاول الاول الذي كان من المقرر ان ينفذها بمبلغ يقارب ملياري دينار، نكث بوعده وهناك كلام عن عملية اختلاس او عدم ايفاء وهناك اعتراض وطعن من وزارة التربة على التنفيذ الذي تتحمل محافظة بغداد مسؤوليته حيث احالت مشاريع بناء ثلاث مدارس (تنشر وكالة نون الخبرية نسخة من الكتاب)، هي متوسطة الحريري في حي المواصلات ومدرستي القيروان والثوار في حي الجهاد وجميع المدارس الثلاثة مكونة من (18) صف دراسي بمبلغ يتجاوز خمسة مليارات و(878) مليون دينار ولم ينجز شيء وتحول التنفيذ على وزارة التربية واستمر الحال على ماهو عليه الى الآن، ولم تقتصر المعاناة على الطلبة فقط، بل المدرسين يعانون ايضا حيث ننتظر مدرسي المدرسة التي تسبقنا بالدوام لحين خروجهم حتى ندخل الى الغرف الخاصة بنا، بالرغم من ان الكثير من المدرسين يحتاجون الى مكان للجلوس والتحضير وكثير من الاعمال التي تخص التدريس، ومنذ خمس سنوات نضطر للبقاء في ممرات المدرسة لحين انتهاء الدوام الاول".
طرقنا كل الابواب
عدد من اهالي الطلبة اكدوا لوكالة نون الخبرية ان "انهم لم يتركوا بابا الا وطرقوه بالتعاون مع ادارة المدرسة التي ابلغت الاشراف التربوي وجميع اللجان التي تأتي الى مدرستنا البديلة، ولم نجد اذآنا صاغية، وتضطر كثير من الامهات الى الذهاب من مناطقنا الى حي الشهداء لايصال او جلب ابنائهم الصغار، ونطالب مع الهيئة التدريسية بهدم واعادة بناء المدرسة مثلما نسمع يوميا في الاخبار ان وزارة التربية افتتحت مدارس جديدة في بغداد او المحافظات، ونحتاج الى المصداقية في الوعود التي تطلقها الجهة الحكومية، فكان الموعد الاول ستة اشهر لهدم واعادة بناء المدرسة، وهاهو العام الخامس ينقضي والسادس يدخل ولم يتفذ اي عمل فيها، وتحولت المدرسة الى مكب نفايات ومكان لتعاطي الخمور وارتكاب الافعال غير الاخلاقية"، لاسيما "بعد هدم السياج من قبل الية البلدية التي رفعت تجاوزات اكشاك في السوق واصبحت المدرسة دون سياج يحميها، ويضطر الاهالي الساكنين قربها للاتصال بدوريات الشرطة لاخراج الشباب الذين يدخلونها وخاصة ليلا خشية تحولها الى مكان لتعاطي المخدرات او ارتكاب افعال مخلة بالآداب، ولتلافي الوقوع في مشاكل معهم او مشاكل عشارية".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)