دعا ممثل المرجعية الدينية العليا، اليوم الاربعاء، الامم المتحدة لتكثيف وتفعيل الجهد الانساني في قطاع غزة، بسبب الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية في هذا القطاع، مطالبا بالاهتمام بالعمل التطوعي، و التركيز على الاهتمام بالشباب واقامة دورات التنمية المستدامة لهم، ودعم العراق في مسائل تحسين المناخ والزراعة وملف المياه.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال استقباله نائب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للامم المتحدة في العراق، غلام محمد إسحق زى، وحضرته وكالة نون الخبرية: اطلعت على بعض التفاصيل عن عملكم في العراق، وسابقا لكم مهام خارج العراق، ولدي بعض النقاط احب التركيز عليها من خلال ما نشرتم في موقعكم، وكما يلي:
العمل التطوعي
النقطة الاولى هي الاهتمام بالعمل التطوعي وحث الآخرين خصوصا من لديهم القدرات العلمية والتقنية والمالية للمساهمة في هذا العمل التطوعي، وانتم نائب الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للامم المتحدة في العراق وهذه النقطة الاولى التي ذكرتها لها دور مهم في تعزيز العلاقات الانسانية، واظهار دور الامم المتحدة في المجالات الانسانية الاساسية، لاننا كمجتمع بشري ومن اجل ان نشعر الآخر بإنسانيته لابد ان نقدم له خدمة تطوعية في مختلف المجالات، ولذلك اعقب على دوركم كأمم متحدة في العراق، ودور الامم المتحدة بصورة عامة، ومن هنا ارجو ايصال صوتنا الى السيدة "بلاسخارت" والامين العام للامم المتحدة، بضرورة تكثيف وتفعيل الجهد الانساني في قطاع غزة، لان هناك جرائم ترتكب بحق الانسانية في هذا القطاع، على الرغم من ان وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين منظمة (UNRWA) قدمت ربما اكثر من (100) ممن ضحوا بانفسهم باداء العمل الانساني في غزة، ولكن هذا لا يمنع من ان يقدم مزيد من التعزيز للانسان في قطاع غزة، وكما قلت ان دور الانسان في الامم المتحدة لابد ان يكون عاما لجميع المستضعفين ومن ترتكب بحقهم جرائم ابادة، لان الكثير مما يحصل الآن في غزة هي في الواقع جرائم ابادة، ونحتاج الى ان يعزز اكثر دور الامم المتحدة في الشؤون الانسانية سواء في المجال الطبي او مجال المساعدات الانسانية المتعددة، خصوصا في الوقت الحاضر مما يعانيه اهالي القطاع من عمليات تجويع وتشريد وتهجير وحرمان من ابسط الحقوق الانسانية، ونرجو ان يصل هذا الكلام للأمين العام للامم المتحدة.
الاهتمام بالشباب
النقطة الثانية هي التركيز على الاهتمام بالشباب وكما ذكر في بعض مواقعكم ان هناك نسبة كبيرة ممن هم عاطلون عن العمل، لذلك نأمل ان يكون هناك المزيد من افتتاح دورات التأهيل المهني لهؤلاء الشباب، ولكن نحتاج ايضا الى الاهتمام بالجانب النفسي والتهيئة النفسية للشباب، واقصد بذلك ان تكون هناك دورات للشباب لكي تعطى لهم القدرة على تحمل التحديات الاجتماعية والنفسية التي يمرون بها، بسبب هذا الوضع وان يزرع الامل في نفوسهم، وان يعرفوا ان هناك فسحة في الحياة لكي تحقق الاماني، ويستطيعون من خلالها مواجهة هذه الصعوبات والتحديات، لكي لا ينزلقوا لبعض المهاوي التي تنتج عن الاحباط، الذي يصيب الكثير من هؤلاء الشباب.
تحسين المناخ
والنقطة الثالثة تتعلق بدعم العراق في مسائل تحسين المناخ والزراعة وملف المياه خصوصا في المجال الدولي، وهناك الكثير من الاتفاقيات الدولية التي نحتاج ان تفعل مع الدول المتشاطئة مع العراق.
دورات تنمية
والنقطة الاربعة هي الاهتمام بدورات التنمية المستدامة للشباب من اجل ان يكون لديهم التأهيل المهني، والقدرة على ان يكون لهم دور فاعل في الحياة في داخل العراق، ونأمل من خلال ما مناط بجنابكم من مهام تتعلق بالشؤون الانسانية ان تفعل هذه المجالات الاربعة.
علاج الفلسطينيين
واضاف المتولي الشرعي للعتبة الحسينية "نأمل على مستوى العالم ان يكون هناك نشر لثقافة العمل التطوعي واهميته في تعزيز العلاقات الانسانية بين الشعوب، ولدينا عدد كبير من المستشفيات الآن نعمل على بنائها في مختلف محافظات العراق، وعرضنا بالتنسيق مع جمعيتي الهلال الاحمر العراقية والفلسطينية لجلب جرحى ومرضى من قطاع غزة لمعالجتهم في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة، وننتظر فقط صدور الموافقات الرسمية، كما لدينا اهتمام بالجاب التعليمي والتربوي، ومن جملة اهتمامنا بالاطفال مسألة تشييد معاهد لعلاج مرضى التوحد ولدينا عدد جيد من المدارس الآن، ونشيد حاليا مدارس في بعض محافظات العراق، وكذلك لدينا اهتمام ببناء المساكن للفقراء في كربلاء المقدسة التي تشهد بناء مجمعات عدة للفقراء فيها، وايضا في البصرة يشيد حاليا مجمع خاص للفقراء، وفي محافظات اخرى تعتبر الاشد فقراً مثل المثنى والقادسية لدينا خطط لبناء مشاريع سكنية للفقراء".
مشاريع طبية وتعليمية
واوضح ان "لدى العتبة الحسينية المقدسة ثلاث جامعات في محافظة كربلاء المقدسة، وهي جامعة وارث الانبياء التي تتكون من (8) كليات، وجامعة الزهراء الخاصة للبنات وهو يدل على اهتمامنا بالمرأة، كما لدينا مستشفى خاص للمرأة، وكذلك جامعة السبطين الطبية التي تضم الكليات الطبية فقط، ونعمل حاليا على بناء مستشفيات كبيرة في مختلف المحافظات، ولدينا مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، المخصصة لعلاج جميع ابناء العراق، ويتم فيها معالجة الاطفال المصابين بالاورام من عمر (15) عاما فما دون مجانا بكلفة مدفوعة من العتبة الحسينية المقدسة حتى لو استمر علاجهم لسنوات عدة، وعن قريب وخلال الشهرين المقبلين سنفتتح مستشفى كبير لعلاج السرطان في محافظة البصرة، وحاليا باشرنا ببناء مستشفى احدهما لعلاج السرطان والآخر عام بمدينة الديوانية في محافظة القادسية، وفي كركوك شمال العراق سنباشر قريبا ببناء مستشفى، وهكذا نحاول في بقية المحافظات".
توجيهات المرجعية
واكد الشيخ الكربلائي على ان "اهتمام العتبة الحسينية الان منصب على تشييد اكاديميات لعلاج التوحد ومتلازمة داون، وبلغت عدد المعاهد الخاصة بعلاج التوحد (11) معهدا في مختلف مناطق العراق، ناهيك عن الاكاديميات الجديدة التي هي قيد الانشاء وماضون في هذه المشاريع الانسانية، وكل عملنا هذا نابع من توجيهات المرجعية الدينية العليا، ولان اهتمامنا غير محدد فقط في الشؤون الدينية، لاننا من اولوياتنا الاهتمام بالانسان وبنائه ومساعدته، ونحن نعتني بالمرأة ولدينا كثير من النساء يعملن في العتبة الحسينية المقدسة، منهن طبيبات واستاذات جامعيات وممرضات وفي الاعلام والارشاد الاسري ومختلف المجالات الاخرى، كما نهتم بالانسان حتى وصل الامر لافتتاح معاهد عدة للمكفوفين وسنبني معاهد جديدة لهم للتعليم والتأهيل، وفي العتبة المقدسة مراكز للصم والبكم".
تحرير: قاسم الحلفي
تصوير: علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)