كشفت هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، السبت، ان الغاية من مبادرة التكفل بعلاج الايتام هو تقديم خدمات العلاج الطبية وتكوين تصور كامل عن الوضع الحقيقي لفئة الايتام، ومعرفة انواع الامراض النادرة المنتشرة بينهم وانواع العلاجات التي يحتاجونها، والكلف المالية لتبني هذه الشريحة بصورة تامة، كونها ستوفر مجموعة من الاحصاءات والدراسات تعطينا التصور التام لاحتياجات تلك الشريحة ويمكن ان يصبح تبني اوسع لها، او ينظم لها تأمين صحي شامل.
وقال رئيس الهيئة الدكتور حيدر حمزة العابدي في حديث لوكالة نون الخبرية ان "مبادرة تكفل علاج الايتام التي اطلقها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، هي مبادرة غير محدودة ومفتوحة لمدة ثلاثة اشهر، والغاية منها تقديم خدمات العلاج الطبية وتكوين تصور كامل عن الوضع الحقيقي لفئة الايتام، مثل انواع الامراض النادرة المنتشرة بينهم والعلاجات التي يحتاجونها، والكلف المالية لتبني هذه الشريحة بصورة تامة وكاملة، لذلك فان مدة المبادرة التي اختارها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي تعتبر فترة جيدة لعلاج وتقييم واقع هذه الشريحة، وستتوفر مجموعة من الاحصاءات ودراسات عدة بعد الانتهاء من المبادرة تعطينا التصور التام لاحتياجات تلك الشريحة ويمكن ان يصبح تبني اوسع لها، وممكن ان ينظم تأمين صحي شامل لهم، وتعتبر مدة الاشهر الثلاثة كافية لجمع المعلومات عن هذه الشريحة واستقطابها وتحديد نوع البروتوكولات العلاجية التي تحتاجها، والعدد المقرر استقباله في هذه المبادرة لعلاج الايتام مفتوح وغير محدد وحتى ان كان من نفس العائلة اكثر من يتيم فيعالج مجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة، وسيتعمد في تقديم العلاج للطفل كونه يتيم، اما هوية مؤسسة العين التي ترعى الايتام او شهادة وفاة الاب او هوية الام المذكور فيها انها ارملة، وهي الوسائل القانونية المتبعة في التأكد من الوضع الاجتماعي للطفل".
واضاف العابدي ان "فكرة المبادرة طرحت بموازاة افتتاح مركز جديد هو مركز اعتلال الاعصاب والعضلات الذي جهز بالكامل ليبدأ عمله مع وصول الملاك الطبي التخصصي الاجنبي في الاسبوع المقبل لان مرض اعتلال العضلات منتشر بين الاطفال ولكنه غير خاضع الى تشخيص دقيق، وحالات تشخيصهم هؤلاء المرضى معقدة جدا وفيها تحليلات جينية، وخارطة جينية للمرض واتفقت هيئة الصحة والتعليم الطبي مع مركز مرجعي عالمي ياباني، وستنطلق الحملة لعلاج هؤلاء الاطفال في الاسبوع المقبل لكي نتمكن من وضع البروتوكول العلاجي لهم، وستقوم جهات متخصصة في هيئة الصحة بأخذ بيانات الاطفال المراجعين وتحليلها بصورة مفصلة سريريا وماليا، وبعض البيانات يمكن الحصول عليها مركزيا مثل مرض السرطان الذي يتوفر فيه ملف التسجيل السرطاني الوطني في وزارة الصحة الذي تغذيه كل المستشفيات في العراق ببياناتها".
واكد العابدي ان "المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ركز على علاج الاطفال المصابين بسرطان الاطراف لذلك ادخلت الهيئة تقنيات حديثة وجلبت اطباء متخصصين يمكنهم معالجة طرف الطفل بدل بتره بتكاليف باهظة الثمن تصل الى (30 ــ 40) الف دولار اميركي، فذهبنا الى البيانات المركزية في وزارة الصحة واحصينا عدد انواع هذا المرض الموجود لدى الاطفال في البلد، وفي هذه الفئة العمرية واستطعنا احتساب الاعداد والكلف المالية المطلوبة لوضع اي دراسة او مشروع بصورة صحيحة ونتائج مضمونة، لان الامراض النادرة ليس بالسهولة الحصول على بياناتها مثل السرطان، ومن هنا انطلقت فكرة انشاء قاعدة بيانات لتقديم الخدمات الطبية المميزة للاطفال"، لاسيما ان "العتبة الحسينية وهيئة الصحة لديها مشاريع كثيرة قيد الانشاء مثل مدينة الكوت الطبية التي ستتضمن بناء مستشفى اطفال ونسائية ومدن البصرة والنجف الطبية، وعليه بدأنا من الآن نعمل على توفير قاعدة البيانات لتوفير الامور التي تحتاجها مثل الملاكات الطبية التخصصية والاجهزة الطبية المناسبة، وكذلك احصاء الحالات المرضية وتصنيفها وتحديد حالات العلاج، لذلك نحن الان في طور مراكز بحثية في مؤسساتنا الطبية".
واوضح ان "جميع مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة تشارك في هذه المبادرة لعلاج الايتام المرضى، وحتى في حال انتهاء مدة الاشهر الثلاثة وهناك من يحتاج الى عملية جراحية او غيرها سيتم علاجه بعدها مثلما حصل في مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) الطبية المجانية، وقد اجريت قبل ايام عمليات جراحية لاورام الدماغ لاحد المرضى بعد تأهيله، مع العلم ان اسمه سجل خلال المبادرة السابقة، بسبب وجود اسباب طبية منعت الملاك الطبي من اجراء العملية في حينها"، مشددا على ان "الباب مفتوح لجميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بهذه الشريحة من المرضى كونه جزء من واجبنا دعم واسناد وتعضيد المؤسسات الحكومية لاداء مهامها، والدعوة موجهة للمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات رعاية الايتام للاستفادة من هذه المبادرة وعلاج الايتام مجانا، ووجدنا ان المرضى الاكثر هم بحاجة الى الادوية الشحيحة وباهظة الثمن وقد ووفرت لهم، ومدة المبادرة طويلة وستشهد استجابة كثيرة في الايام المقبلة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير:عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- تتأثر به محافظات الفرات الأوسط.. العراق يفقد أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء جراء توقف إمدادات الغاز الإيراني
- للسكان والمساكن.. التخطيط تعلن نجاح التعداد العام في العراق
- قتيل ومفقودين بانهيار جسر مهم جنوبي العراق (صورة)