أكد ممثل المرجعية الدينية المقدسة ان من النقاط المهمة هو تزامن العملية التعليمية عملية بناء شخصية الانسان واعطاء دروس التربية الدينية والاخلاق والتربية الاجتماعية والسيرة الحسنة وتحديد المناهج الخاصة لها واجراء الامتحانات عليها.
اهمية التعليم
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمة خلال جولة تفقدية لمشروع مدارس مجمع مدارس السلام الذي تشيده العتبة الحسينية المقدسة في محافظة كربلاء المقدسة والذي رافقه فيها الامين العام للعتبة الحسينية وعدد من رؤساء الاقسام والمسؤولين فيها ان " النقطة الاولى التي احب ان ابينها هي التوجه والانتباه الى اهمية العملية التعليمية في العراق، ولذلك دأبت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على تبني المشاريع التي تصب في تعزيز وترسيخ وتعضيد العملية التعليمية سواء كان من خلال بناء مجمعات المدارس او من خلال بناء الجامعات او من خلال المشاريع الاخرى التي ايضا لها مساهمة في هذه العملية، والعتبة المقدسة تحرص على توفير جميع الاجواء المطلوبة لكي تجري العملية التعليمية برصانة وكفاءة عالية، وكذلك ادارة العملية التعليمية وهو امر مهم، فنحن نهيأ مشاريع مجمعات المدارس في كربلاء المقدسة وهناك مشاريع مدارس في محافظات متعددة منها البصرة وميسان وذي قار والمثنى يجري الآن بنائها وتشييدها، ولدينا النية في تنفيذ مجمعات مشابهة في بقية المحافظات".
الرصانة التعليمية
واوضح ان" العملية الاخرى التي هي لعلها الاساس لان هذا البناء هو مقدمة مهمة ومن خلالها تتوفر الامكانات والاستعدادات والاجواء التي تعطي القدرة على اداء العملية التعليمية بصورة افضل وتوفير المستلزمات المريحة، سواء لادارات المدارس او الملاكات التعليمية والتدريسية او الطلبة، ولذلك نحرص على تنفيذ هذه المشاريع بتصاميمها ومشاريعها وفق افضل المواصفات واحدثها، والعملية التعليمية بعد انجاز هذا المشروع هي الاساس والهدف والغاية، لذلك نأمل من العاملين في قسم التربية والتعليم ان يهيئوا جميع مستلزمات الرصانة التعليمية والكفاءة التدريسية في هذه المدارس، سواء كان من خلال الادارات والمدراء الكفوئين او الملاكات التدريسية الكفوءة وذات الخبرة، وكذلك ما يتعلق بطرائق التدريس وتوفير الامكانات اللوجستية المهمة لايصال المعلومات ومضامين الكتب التي تدرس في هذه المدارس بطريقة تكون واضحة وبيان سلس وواضح وسهل لجميع الطلبة، مع الحرص على متابعة بعض المستويات التي تحتاج الى تقوية في المستوى التعليمي من الطلبة لكي نصل الى افضل النتائج".
التعليم وبناء الانسان
وبين الكربلائي ان "القضية المهمة الاخرى التي نؤكد على الاخوة في قسم التربية والتعليم في العتبة الحسينية ونقدم شكرنا لهم على تقديم العملية التربوية بكفاءة خلال السنوات الماضية وتحقيق نسب نجاح عالية في هذه المدارس، وهناك بعض المدارس يتم افتتاحها خارج العراق من اجل تبني وتعليم الطلبة العراقيين في تلك البلدان، وتوفير الاجواء الدراسية المناسبة كما هو الحال داخل العراق، ونقطة مهمة اود بيانها للعاملين في قسم التربية والتعليم وللجميع في اقسام العتبة المقدسة، وهي ان يتزامن مع العملية التعليمية عملية بناء شخصية الانسان واعطاء دروس التربية الدينية والاخلاق والتربية الاجتماعية والسيرة الحسنة وغير ذلك من الامور العقائدية، وتربية الطالب التربية الصحيحة التي تؤهله ليكون انسانا وطنيا، يحب وطنه ويحترمه ويحرص على خدمته ويعطي لامانة العملية التعليمية حقها، وهذا لا يتوقف فقط على التعليم الاكاديمي، وهو امر مهم ولا يفهم اشتباها انه حينما نكرر على الاهتمام والاعتناء بالدروس الاخلاقية والتربوية، لا يعني ذلك ان نهمل التعليم الاكاديمي ولا نعطيه حقه بتمامه وخصوصا في الدروس الاساسية، بحيث نبني الشخصية والكفاءة العلمية للطالب بصورة تؤهله ان يكون متفوقا، في دراسته المستقبلية في الجامعات، واداء العملي المترتب على التعليم يكون كفوءا وناجحا".
منهاج اساسي
واشار الى ان "اذا لم يرافق العملية التعليمية البناء الاخلاقي فلن نصل الى النتيجة والهدف الذي نرجوه ابدا، مهما تفوق الطالب في دراسته الاكاديمية ان لم يكن هناك بناء اخلاقي متزامن، ولابد ان يكون هناك توزان وهي قضية يجب الالتفات لها، والمقصود بالتوازن اننا احيانا نعطي اهتماما كبيرا جدا للتعليم الاكاديمي، ونهتم بالبناء التربوي والاخلاقي والقيمي والمبدئي لشخصية الطالب ولكن لا نعطيه استحقاقه، وهو امر اوصيكم به، فكما ان المهندسين والاساتذة والطلبة المتخرجين يعتنون بالبناء الاكاديمي، لابد ان يعطوا لبناء شخصيتهم من التقوى والورع والالتزام الديني والتربوي والاخلاقي استحقاقه، لان ادنى من هذا الاستحقاق نفعه يكون قليل، وهذا التوازن ان نعطي للتعليم الاكاديمي حقه ولدرجة الاستحقاق نعطي حقها والنتيجة المرجوة ان نعطي للتعليم التربوي ايضا ما يتناسب مع اهميته، لبناء شخصية الطالب والفرد بصورة عامة بحيث يستطيع اداء الدور المأمول منه في المستقبل، وهذا الاستحقاق يقتضي ان يكون هناك اهتمام بالمنهاج الذي يدرس، ولا يكون تعليم هذا المنهاج ثانوي واهتمامنا به هامشي فلا نتابع تعليمه وتطبيقه ولا نجعل له امتحانات حاله حال المنهاج الاكاديمي، واوصي الاخوة في قسم التربية والتعليم ان يهتموا بذلك مثل اهتمامكم بدراسة الماجستير والدكتوراه وهو امر مطلوب لكن ايضا اهتموا الى اخر العمر ببناء الطالب بالجانب والديني والتربوي والاخلاقي والتقوى، وهذا يتأكد في العاملين في العتبات والمدن المقدسة لكي يظهروا هذا الالتزام عمليا وظاهريا امام الاخرين ليتميزوا عن الباقين".
مشروع عالمي
من جانبه اكد الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي في كلمة مقتضبة "من هذا الموقع نزف بشرى انجاز هذا الصرح الكبير والمشروع المتميز الذي انجز على ايدي شركة عراقية وباشراف مباشر من قبل الملاكات الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة، وفي هذا المقام اكد المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة على القيم والمثل العليا التي تتعلق بتربية الاطفال، وهو المحور الاساسي لبناء هذه المدارس التي وفرنا بها كل اجواء الدراسة التعليمية والتربوية، وما على الملاكات التدريسية والتعليمية الا الاهتمام بتنشئة هؤلاء الاطفال، وحقيقة الامر كما يقال ان مقياس تقدم الامم هو التربية والتعليم، وهناك دول كثيرة صغيرة ومتخلفة ولكن تمكنت ان ترتقي وتصل الى مراحل متقدمة في العلم والمعرفة نتيجة الاهتمام بالتربية والتعليم وخاصة هذا الجيل الذي يعاني الان بسبب الحرب الناعمة التي اصبحت اشد خطر من الحرب العسكرية لانها تتعلق بالتربية والتعليم وبالقيم، لذلك نشد على ايدي الاخوة في قسم التربية والتعليم والملاكات التدريسية بالاهتمام بالقيم والمثل والمبادئ التي اكد عليها النبي محـمد (صلى الله عليه وآله) واهل البيت (عليهم السلام) نبارك لكم هذا الانجاز المتميز الذي يضاهي مشاريع كبيرة في مختلف انحاء العالم وفي حقيقة الامر هو جامعة وليست مدارس، وستكون هناك مشاريع اخرى في مختلف المحافظات وهو من اهداف الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ان تشمل المشاريع كل المحافظات انطلاقا من مبدأ العدالة وتوزيع الحقوق على ابنائنا الطلبة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟