اكد ممثل المرجعية الدينية العليا، السعي لنقل تجربة مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) الى نخب المجتمع المختلفة وتجسيدها عمليا، ووجه خطابه للاطباء والنخب الاخرى المهمة التي تقدم خدمة علمية مهنية تخصصية ان يجعلوا بعض الايام خصوصا مع ايام زيارة الاربعين لتقديم الخدمة مجانا حتى نحقق الاهداف التي نرجوها.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمة له خلال حفل بمناسبة انتهاء مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) الطبية المجانية، وحضرته وكالة نون الخبرية، "جزى الله جميع الاخوة والاخوات الذين قاموا بهذا العمل الطيب والخير من الاطباء والطبيبات وجميع الملاكات الطبية في هيئة الصحة والتعليم الطبي التي عملت ليلا ونهارا من دون كلل او ملل ولا تعب ولا تضجر وهم الذين يستحقون الجزاء العظيم في الدنيا والآخرة على ما قاموا به، حيث قضوا ايام وليالي بالسهر وحتى في ايام الجمعة، بل استمروا بالعمل الى اوقات متأخرة الى ما بعد منتصف الليل لتقديم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين"، مبينا ان "في بعض ميادين الحياة المهمة نحتاج الى ركنين مهمين لنحقق النجاح في اداء الوظائف والمهام، واولها التخصص والكفاءة العلمية والحذاقة والمهارة المهنية التخصصية، لكن هذا لوحدة لا يكفي ولابد ان يصحب ويتزامن مع هذه الكفاءات العلمية مجموعة من المبادئ والقيم، ونحن نسعى من خلال وسائل متعددة ان نثير ونرسخ ونعزز هذه المبادئ والقيم لكي نصل الى الهدف الحقيقي الذي نرجوه، ومن جملة هذه المبادئ وخصوصا في المجالات الانسانية المهمة جدا والمتعلقة بحياة الانسان وصحته ومدى قدرته على اداء هذه المهام هو المجال الطبي والصحي والتمريضي، ونحتاج فيها الى الكفاءة الطبية والحذاقة والمهارة، لكن هناك مبادئ اساسية مهمة لابد ان يحملها كل من يتصدى لهذه المسؤولية الا وهي الروح الانسانية".
واضاف "لدينا الانسان الطبيب ولدينا الطبيب الانسان، ونحن نحتاج الى الطبيب الانسان وليس الانسان الطبيب الذي نحتاج اليه بنسبة ما، ولا يمكن ان نحصل على الطبيب الانسان من دون ان يكون له تخصص طبي، الطبيب الذي يحمل المبادئ والروح الانسانية هو الذي يحقق النجاح والاهداف والغايات المرجوة، ربما من الصعوبة بنسبة ما ان نسعى لان نخرج طبيبا ولكن هذا لا يكفي ولابد ان نصنع مع هذا الطبيب صفة الطبيب الانسان ومن جملة مقومات ذلك هو استثارة وانبعاث وتعزيز الروح الانسانية وهذا ما تؤكد عليه المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وعلى رأسها المرجع الاعلى السيد علي السيستاني الذي ربانا لسنين طوال على ان نحمل هذه الرسالة الى المجتمع وعلينا ان نمارس ادوارا عملية نستطيع ان نبرز ونظهر هذه الروح الانسانية والرحمة والعطف والحنان والتفاعل الانساني والعواطف الانسانية التي تتفاعل مع المريض والانسان بصورة عامة، لذلك كان احد الاهداف حينما نطلق هذه المبادرة المجانية وتأتي هذه المؤسسة بملاكاتها تقدم الخدمات الطبية بروح المبادرة والعطف التفاعل والتقبل مع هذا المريض ومن دون مقابل، هذه الروح الانسانية التي نحتاجها في هذا المجال وفي مجالات اخرى غير الذي نقرأه او نتعلمه، نحتاج الى تطبيق وميدان عمل نجسد فيه هذه الروح، حتى تترسخ لدى المتصدي لهذه المسؤوليات وتصبح لديه ملكه يأتي اليها بسهولة".
واوضح ان "سؤالا يطرح كيف تزامن اطلاق هذه المبادرة مع اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، ونقول لقد اعطى الحسين (ع) كل شيء دون مقابل ونحن ماذا علينا ان نعطي، وفي الزيارة عدد كبير من الناس وهم فرحين وسعداء ان يقدموا الكثير من المال والخدمات بدون مقابل، ونتمنى ان تنطلق الى مجالات اخرى ونلاحظ طوال الطريق لمئات الكيلومترات من كل طبقات المجتمع الاساتذة والبسطاء ومنهم من لا يستطيع ان يقدم الا اقداح الماء وهو مسرور وفرح وان لم يؤخذ منه شيئا يحزن ويتأذى لذلك، ومن يبدأ العطاء دون مقابل نحتاج ان نستثيره ونعززه في داخل من يتصدى في مثل هذه المهام على مستوى جميع البشر، ولكي نشترك معهم في مبادرة مدتها (40) يوما، تزامنت مع مناسبة الاربعين، ونرجو ان نلتفت الى ان هؤلاء الناس البسطاء مثلما يبرزون هذه المبادئ فنحن اولى ان نظهر ونطبق ونجسد عمليا هذه المبادئ وهو العطاء دون مقابل، وخصوصا في القطاع الطبي الذي يحافظ على حياة وصحة الانسان ويبقيه قادرا على اداء مهامه في الحياة، واردنا ان يكون متناسبا ومتقارنا مع هذه المناسبة لذلك اسميناها مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) وفي نفس الوقت نهدي ثواب هذه الخدمة الى الامام الحسين (عليه السلام) الذي قدم الشيء الكثير الذي لا يمكن وصفه".
وبين ان "هناك نخب في المجتمع ودورهم مهم وجوهري في المجتمع ومنهم الاطباء واساتذة الجامعات، وان ننقل هذه التجربة الى هذه النخب ونجسدها عمليا، لذلك انا طرحت على بعض الاطباء الذين جاؤوا في زيارة الاربعين من خارج العراق، في حديث عن هذه المبادرة وطلبت منهم ان يجعلوا اسبوعا وليس اربعين يوما في عياداتهم او امكنة خدمتهم لتقديم الخدمة المجانية وقولوا نحن نقدم هذه الخدمة الى المرضى ونهدي ثوابها الى الامام الحسين (عليه السلام)، لذلك اوجه خطابي للاطباء او النخب الاخرى المهمة التي تقدم خدمة علمية مهنية تخصصية ان يجعلوا بعض الايام خصوصا مع ايام زيارة الاربعين ان تقدم الخدمة مجانا حتى نجسد هذه الخدمة العظيمة ونحقق الاهداف التي نرجوها، مثلما استقبلت مستشفيات العتبة الحسينية في المبادرة (217) الف و(950) مراجع، واجرت (290) الف و(540) فحصا طبيا واجرت (4815) عملية جراحية بتكاليف وصلت الى (16) مليار و(63) مليون دينار"، مشيرا الى ان الجواب على توفير مثل تلك الاموال الكبيرة يخضع لقانون (ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) فاذا كنت ترحم العباد بمقدار معين فان الله يضاعف العطاء، وهناك مبادرة جديدة خلال الاشهر القادمة سيعلن عنها، ارجو ان تنطلق الى النخب المهمة في المجتمع سواء في العتبة او الحكومية او الخاصة".
من جانبه اكد رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور حيدر حمزة العابدي في كلمته خلال الحفل، ان "ايام المبادرة الاربعين انتهت لكن العطاء لم ينتهي بعد، فما زال العديد من المرضى ممن لم يتوفر لهم سرير مازالت فرصتهم موجودة لتلقي هذه الخدمة من مختلف التخصصات وفي جميع المستشفيات، واعداد كبيرة من المرضى ينتظرون تقديم الخدمات الطبية المجانية لهم بالرغم من انتهاء المبادرة بناء على توجيه المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي شملهم بتقديم الخدمات، ومنهم (285) عملية جراحية لمرضى في مستشفى زين العابدين، و(35) عملية جراحية لمريضات في مستشفى خديجة للنساء، و(149) عملية لمرضى الاورام، و(460) مريض يحتاج فحص بيتسكان، و(150) علاج باليود من محافظات عدة، وتعالج في المبادرة (29) بالمئة من كربلاء المقدسة و(71) بالمئة من باقي المحافظات".
واضاف ان "رؤية هيئة الصحة الان هي التميز على مستوى المنطقة وليس على مستوى العراق، وطموحنا ان نقدم خدمات طبية ومؤسسات معروفة على مستوى المنطقة، من خلال اتباع المعايير الدولية ونوعية الخدمات المقدمة، ويمكن تحقيق هذه الرؤيا بطريق الاستثمار بملاكاتنا التي يتوجب عليها توفير البيئة اللازمة لاستقطاب الملاكات التي بإمكانها تقديم هذا العطاء المرجو منها، وتلقينا الكثير من الطلبات من كفاءات من زملائنا في الخارج يرغبون بالعمل في مؤسسات هيئة الصحة والتعليم الطبي، وهناك مشاريع قيد الانشاء ومنها ستفتتح قريبا مثل سرطانية البصرة التي ستفتتح خلال نهاية العام الجاري، وخاتم الانبياء للقلب والجهاز الهضمي في كربلاء المقدسة، واخرى قيد التصاميم في كركوك والديوانية وكربلاء وغيرها من المحافظات، ونعمل مع خبراء اجانب للحصول على الاعتمادية الدولية ومبدأ اعداد القادة المحليين في مجالات الادارة الطبية والسيطرة على العدوى وادارة الجودة، وسنحضر في شهر تشرين الثاني المقبل مؤتمر الاتحاد الدولي للصحة في مدينة لشبونة الاسبانية بعد ان انتمت مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام لهذا الاتحاد الدولي".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: علي فتح الله - خضير فضاله
أقرأ ايضاً
- إسرائيل تجدد غاراتها على الضاحية.. الصحة اللبنانية تعلن استشهاد 40 شخصاً (فيديو)
- رئيس جهاز الأمن الوطني وممثل الأمم المتحدة يناقشان القضايا المشتركة
- عمليات بغداد: المناطق التي تنتهي فيها عملية التعداد السكاني سيرفع عنها الحظر