وكأن شطر البيت القائل ( حبيناكم واحنه ابين الرحم والاصلاب ...على هاي العقيدة نسير الحاضر والمضة والآب) من قصيدة يا حسين بضمايرنا ينطبق على عشيرة تدير موكب "ام البنين" الذي تأسس عام 2003 حيث باشرت تلك العشيرة بالخدمة حال سقوط النظام المباد، والكثير منهن كن حوامل بالأجنة في بطونهن، ثم ولدنهن وكبروا واصبحوا خداما للحسين (عليه السلام) في الموكب، انها الخدمة الحسينية التي تنتقل بين الارحام والاصلاب، وفي كل عام تحضر عائلات تلك العشيرة بكل افرادها لخدمة المشاية في منطقة الدوارة في آل جويبر بناحية الطار بقضاء كرمة بني سعيد بمحافظة ذي قار.
فزعة خدمة حسينية
ما ان شاهدنا الناس تسير دون خدمات فزعنا نحن عشيرة المطاردة من آل جويبر هكذا يصف صاحب الموكب خير الله حاتم سلمان(70 عاما) الذي كان (ملا) يقرأ في المجالس الحسينية، خدمتهم الحسينية لوكالة نون الخبرية بالقول "بعد ان باعنا الكثير من مواشينا او اقترضنا اموالا لخدمة المشاية، ونصبنا سرداق وباشرنا بالخدمة رجالا ونساء واطفالا بل كانت الكثير من نسائنا حوامل باطفال اجنة في بطونهن، ويخدمن الزوار وقد اكملن حملهن وولدنهن وكبر الابناء واصبحوا خداما معنا، واول ما قدمنا هي مادة السمك التي يعشقها العراقيين، ونحن ابناء عشيرة واحدة وتجمعنا بحدود (200) عائلة وقدمنا الخدمات، ووضعنا جدول ان يكون الافطار جبن وقيمر وبيض وخبز تنور طيني حار، والغداء اما سمك او لحم اضافة الى الفاكهة والرقي والبطيخ والتمر والرطب واللبن، والعشاء في بيوتنا، وحسب طاقة كل بيت، وتطورت الخدمة حتى تفرع الموكب الى (18) موكب خدمة بمحبة واتفاق، ويخدم معي اولادي السبعة وابنائهم وبناتهم، واخوتي واولاد اخوتي وابنائهم، يعني الاجداد والاباء والابناء، ومعنا (10) نساء يخدمن في الموكب".
طبابة وتمريض
في العام 2005 شيدنا الموكب وخصصنا مكانا للنساء للخدمة والصلاة والاستراحة، واضفنا للموكب خدمة الطبابة منذ تأسيس الموكب، وتطوع معنا معاون طبيب في مستشفى الفيحاء في العمل بالموكب ويتحمل جلب العلاجات التي يحتاجها المشاية مثل قياس السكر والضغط وادوية الصداع والاسهال والتهابات الجلد وباقي الاحتياجات الطارئة، ونخدم في الموكب لمدة (14) يوما اعتبارا من الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام، منذ بداية سير الزائرين حتى وان كانوا باعداد قليلة، ونستقبل حوالي (500) زائر يوميا، وعززنا الموكب باجهزة التبريد ومنها مبردة كبيرة الحجم للقاعة، وشيدنا امكنة جلوس عريضة ومريحة بدل الكراسي وجهزت بالمقاعد الاسفنجية، وحضرنا امكنة مبيت واستراحة للزائرين بالاضافة الى بيوتنا، ولدينا تقريبا عشرة خدام من احفادي كانت امهاتهم حوامل بهم ويخدمن الزائرين وكبروا واصبحوا خداما معنا، ليسيروا على طريق ابي الاحرار الحسين (عليه السلام)".
في الاصلاب
وقف زين العابدين شهيد رهيف الشاب الذي ولد في العام (2007) ليخدم الزائرين في موكب اهله واجداده، ويقول لوكالة نون الخبرية انه" كان في صلب ابيه واهله يقيمون الموكب الحسيني لخدمة الزائرين، ثم حملت به امه وكانت تخدم الزائرين حيث تقوم بالطبخ وتخبز بالتنور، وبعدها ولدتني وتقوم بإحضاري في السنوات التي تلتها للموكب اثناء الخدمة، حتى كبرت واصبح عمري سبع سنوات في العام 2014 ودخلت الى الخدمة الحسينية اوزع الماء على المشاية وبقيت لمدة اربع سنوات، وبعدها عندما اصبح عمري (12) عاما تحولت الى خدمة اطعام الزائرين، والوقوف على راحتهم في الافطار والغداء، واشترك ايضا في خدمة المشاية الذين يتراوح عددهم بين (8 ــ 10) زوار ونأخذهم بسيارتنا الى بيوتنا واعمل على تهيأت الحمامات والفرش النظيفة وتقديم طعامي العشاء والافطار، واسهر على راحتهم وانام اربع ساعات فقط، ثم اعود مع جدي فجرا الى الموكب لاشارك ايضا في الخدمة الحسينية، ونفس حالتي معي من اولاد عمي تقريبا تسع خدام من الذين كانت امهاتهم حوامل بهم ويخدمن الزوار وولدنهم فاصبحوا خداما حسينيين".
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- (122) شهيد وجريح في قصف واحد.. سيدة لبنانية تروي قصة استشهاد شقيقتها و(5) ومن افراد عائلتها