حجم النص
لم يكن الطفل اليمني (عبد الملك) يرى نورا في آخر النفق الذي وقع به جراء اصابته بورم سرطاني في رجله اليمنى، ووجد هذا النور عندما راسلت عائلته العتبة الحسينية المقدسة التي تكفلت بعلاج (عبد الملك)، ولكن حالته المتأخرة جدا لم تسمح بإتمام العلاج، الا ببتر الرجل اليمنى خشية انتشار الورم الى باقي اجراء الجسد، واجريت له عملية البتر ولكن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة لم يتركه على هذا الحال، فأمر على الفور بتركيب طرف صناعي ذكي له في مركز الوارث التابع للعتبة الحسينية المقدسة، ليعود اليه الامل ويسير من جديد ويعود الى اهله ومدرسته، وهذا ما حصل معه بالفعل.
اتمنى ان امشي
ببراءة الاطفال فهم الطفل "عبد الملك حميد عطا الله" لماذا جاء الى مركز الوارث وماذا سيحصل له، فكان بداية الامر متخوفا ظنا منه انه في مستشفى، وسيزرق بالأبر التي تؤذيه، وما ان شاهد مقاطع من تركيب اطراف صناعية لاطفال بعمره حتى تشجع وتحمس وهو يقول لموقع هيئة الصحة والتعليم الطبي ان "امنيتي ان امشي مرة اخرى، وجاؤوا بي الى هنا ليصنعوا لي طرفا صناعيا، "وراح امشي مرة ثانية واتمنى امشي وارجع للمدرسة باليمن ولأمي واخواني اثنينهم واخواتي ثلاثتهم اللي يومية اخابرهم، واخابر اقربائي واصحابي، وكلت الهم راح ارجع امشي، واكول شكرا للعتبة الحسينية وللشيخ عبد المهدي الكربلائي".
العتبة الحسينية لا تجازى
يقول " محـمد عطا الله يحيى" عم لموقع الهيئة ان " عبد الملك" اصيب بورم سرطاني كبير في رجله اليمنى وعجزنا عن علاجه في اليمن وبعد مراسلات مع العتبة الحسينية المقدسة ومقابلة المتولي الشرعي للعتبة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي اقدم للمرجعية الدينية العليا وله باسمي واسم كل اليمنيين شكرنا وامتناننا على مبادراتهم القيمة، بعد ان تكفلت بعلاجه العتبة الحسينية المقدسة، وادخل في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام ولكن حالته كانت متأخرة، وبعد شهر من العلاج الكيمياوي، لم تفلح محاولات الاطباء معها، فاضطروا الى بتر رجله في مستشفى زين العابدين من الحوض خشية انتشار الورم، وعدنا مرة اخرى الى مستشفى الاورام لعلاجه وسكنا معه لمدة سبعة شهور في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام مجانا على حساب العتبة لمنع انتشار الورم في جسده، وتمكن الاطباء الاختصاص من ايقاف الورم ومنع انتشاره واخبرنا الاطباء بتحسن حالته، وراجعنا المتولي الشرعي للعتبة الحسينية لتزويده بطرف صناعي ليتمكن من المسير مرة اخرى، فوافق سماحته على الفور وجئنا الى مركز الوارث للاطراف الصناعية وخضع للفحص والتقييم واجريت له الاختبارات اللازمة واخذت قياسات رجله وسيصنع له طرف صناعي مجانا على نفقة العتبة الحسينية، يمكنه مرة اخرى من المشي".
صانع الاطراف
ويوضح المتخصص بصناعة الاطراف الصناعية المهندس "مصطفى شرف" في حديثه مع موقع هيئة الصحة ان " الطفل " عبد الملك" تعتبر حالته من الحالات الصعبة عندنا كونه مبتور من الحوض، ويحتاج الى جهد كبير في اخذ القالب ومرحلة التدريب، وكنه طفل فاستجابته صعبة، لانه لا يعرف معنى الطرف الصناعي والتدريب عليه، فيحتاج الى تأهيل نفسي وسيكتمل الطرف الصناعي حلال مدة قليلة، وسيكون من الحوض الى الارض، وتدريبه سيكون لمدة اسبوع، ولكونه طفل يكون تعليمه اسهل من البالغ، والنقطة الايجابية هي جلبه بعد بتر طرفه بسبعة اشهر، كون جسده مهيأ للطرف وصحيا افضل لان غيره يحتاج الى تأهيل طبيعي ومن ثم تركيب الطرف، والطرف فيه ثلاث مفاصل في الحوض والركبة والقدم وبنوعيات اما ميكانيكية او الكترونية وتكون مكلفة".
حالات مشابهة
يصف معاون مدير مركز وارث للاطراف الصناعية الذكية المهندس حيدر محـمد حسون في حديثه لموقع الهيئة ان " حالات كثيرة مشابهة لحالة الطفل "عبد الملك" واعدنا لهم الامل وعادوا للمشي مرة اخرى، بنفس البتر وقد طمأنته عندما جعلته يشاهد اطفال بعمره يعودون الى المشي مرة اخرى، وهي عملية تحضير نفسية له لاستقبال الطرف، وهي ناحية مهمة جدا لكل محتاج الى الطرف الصناعي، والطفل استجابته اسرع من البالغ كونه يعتبر الطرف جزء من جسمه، ويسير بشكل لا يتوقعه احد، وستعمل ملاكاتنا على صناعة طرف صناعي مميز لهذا الطفل ليعود الى حياته الطبيعية، وتجميع الطرف بعد استكمال القالب يحتاج بين (7 ــ 10) ايام، وعملية تلبيس الطرف والسير الاولي لا تتعدى ستة ايام، والطفل يكون اجرأ من البالغ لان الطفل دائم الحركة ويبحث عن امل يعيد له السير والحركة، وتكلفة الطرف الصناعي الذكي مكلفة وللعتبة الحسينية المقدسة الفضل في تحمل تكاليف الكثير من الحالات المشابهة لحالة "عبد الملك" ، بتحملها مبالغ استيراد وتركيب الاطراف الصناعية لمحتاجيها، والطرف الصناعي الذكي لهذا الطفل يصل الى (4500) دولار اميركي، وستتحمل العتبة الحسينية تكاليفه مع عمليات التأهيل وسكنه مع عائلته".
قاسم الخلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء