شدد ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي قد يتصور البعض اننا نحصل على ارباح من البدل المالي لدراسة الطلبة في جامعاتنا، بل العكس نحن في العتبة الحسينية ندعم بمبالغ كبيرة جدا لهذه الجامعات والمستشفيات والمدارس ومعاهد التوحد، وتعطي العتبة الحسينية المقدسة اموالا من اجل ان ننهض بهذه المؤسسات الطبية والتعليمية، وهناك كثير من الطلبة الايتام والفقير نعفيهم من دفع رسوم الدراسة وما يتحصل من اجور لا تحصل العتبة الحسينية على دينار واحد منه.
واشار ممثل السيستاني في كلمته خلال لقائه بأساتذة وطلبة الامانة العامة للمجلس العربي للاختصاصات الصحية والذي يؤدون الامتحان السريري والشفوي لاختصاص التخدير وطب الطوارئ في جامعة السبطين للعلوم الطبية التابعة لهيئة الصحة والتعليم الجامعي في العتبة الحسينية المقدسة الساعين للحصول على شهادة البورد العربي بحضور رئيس هيئة الصحة والتعليم الجامعي الدكتور ستار جبار الساعدي" قد يتصور البعض ان هذا البدل المالي لدراسة الطلبة نحصل فيه على ارباح، بل العكس نحن من العتبة ندعم بمبالغ كبيرة جدا لهذه الجامعات وكذلك المستشفيات والمدارس ومعاهد التوحد، وتعطي العتبة الحسينية المقدسة اموالا من اجل ان ننهض بهذه المؤسسات الطبية والتعليمية، وهناك كثير من الطلبة الايتام والفقير نعفيهم من دفع رسوم الدراسة وما يتحصل من اجور لا تحصل العتبة الحسينية على دينار واحد منه، وانما كله يصرف ومعه اموال اخرى كبيرة من العتبة المقدسة لتطوير هذه الجامعات" ناهيك عن "المدارس والمستشفيات في كربلاء المقدسة وغيرها من المحافظات، من اجل ان نطور ونتوسع في هذه الجامعات وننهض بها اكثر من ذي قبل، ونحن لسنا استثماريين ولا نبحث عن الربح بل نبحث عن صناعة الانسان فقط".
واضاف " انتم تمثلون النخبة وخصوصا النخبة المختصة بالطب الذي يعتبر في مقدمة العلوم واعبر عن اعتزازنا وسعادتنا ان العراق ومدينة كربلاء المقدسة مدينة الامام الحسين (عليه السلام) تحتضن هذه النخبة من اشقائنا العرب وفي نفس الوقت نأمل ان يحتضن الاشقاء العراق، وهذا الامر نأمله ان يكون متبادلا ومبعث السعادة والامتنان لنا في ظل هذه السنين العجاف التي مرت بالعراق ان نجد هذا التجمع من نخبة من الاطباء حملة الشهادات العليا ان العراق يحتضنهم علما ومظلة ورعاية، وتتضاعف سعادتنا عندما تحتضنون انتم ابناء العراق، ويكون هذا الاحتضان متبادل لنصل الى النتيجة الاسمى ان بلدننا تقدم النموذج الاكبر والاسمى والافضل في هذه المجالات، ونحتاج ان نظهر للعالم التفوق والقدرة العلمية ليس في العراق فقط بل في هذه البلدان العربية، ومنهجنا هنا في العراق وهو منهج المرجعية الدينية العليا لسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني وظيفتنا الاساسية ان نحمل الناس على الهداية والاخذ بالشرائع السماوية التي توصلهم الى السعادة والكمال الانساني، ولكن من جملة وظائفنا الاهتمامات الانسانية والاهتمام بمعاناة الانسان وعلينا كرجال دين ان نعمل مع الآخرين على رفع شيء من المعاناة الانسانية لذلك في الظروف التي مر بها العراق كان للمرجعية الدينية دور كبير في هذه الامور الانسانية واهتمامات العتبة الحسينية الاساسية بالزائرين الكرام الذين يأتون لزيارة الامام الحسين (ع) ليس لقبر المعصوم فقط بل لينهلوا من المبادئ الانسانية للإمام الحسين (عليه السلام) ويتصفوا بحياتهم بالسير على هدي ابن بنت رسول الله والمرجعية الدينية هكذا ايضا".
واوضح ان " وكما نهتم بالأمور الدينية والشرائع لدينا اهتمامات انسانية وكيف نصنع الانسان والمواطن الصالح؟ وكيف نعمل مع بقية من يتصدى لمسؤولية في ان نرفع شيئا من معاناة الانسان ونعمل في رفع مستواه العلمي والطبي والصحي وغيرها من الامور؟، لذلك جاءت هذه المشاغل للعتبة المقدسة ولدينا الآن ثلاث جامعات السبطين ووارث الانبياء والزهراء الخاصة بالبنات وانشأنا مستشفيات سفير الحسين ومركز السيدة زينب للعيون وزين العابدين العام ومؤسسة وارث لعلاج الاورام التي استقطبت اطباء من بلدان عربية مختلفة والمجتبى لعلاج امراض الدم وزراعة نخاع العظم وخديجة الخاص بالنساء ونحن نهتم بالمرأة حيث خصصنا جامعة ومستشفى لها، كما لدينا مستشفيات قيد الانجاز منها مستشفى السرطان في البصرة واخرين لعلاج امراض القلب والجهاز الهضمي وزراعة الكبد ومستشفيات اخرى غيرها، ولدينا اهتمام بالمدارس وكما ندعوا الانسان ان يهتم بدينه لابد ان نصنع انسانا متعلما مثقفا يحمل العلم والتربية والاخلاق، لذلك الذي نرجوه منكم وانتم اساتذة قضيتم شطرا كبيرا من اعماركم في مجال العلوم الطبية واختصاصاتها، وما بلغتموه من هذه المكانة العلمية الكبيرة نأمل منكم ان تستذكروا هذه النعمة العظيمة التي حباها الله بكم دون غيركم، فقد اعطاكم العقل والذكاء والمرتبة العلمية التي وصلتم اليها، ولا يقول الانسان ان هذه من ذاتي وشطارتي وعلمي وعقلي وصلت لهذه المرحلة وهي نعم من الله وإن كنتم اجهدتم أنفسكم في طلب العلم حتى بلغتم هذه المرتبة العلمية وحتى تتوفقوا اكثر في هذا المجال ان تشكروا الله تعالى على هذه النعمة العظيمة".
ولفت الى ان " الطبيب يصنع الحياة والسعادة، فحياة بلا سعادة تليق بالإنسان حياة فيها شقاء وحرمان وعذاب ولابد ان نصل بهذا الانسان الى ما يليق به، لان افضل مخلوق بالكون هو الانسان الذي ميزه الله عن غيره بان منحه العقل وارسل له الانبياء وانزل عليه الشرائع وخلق الكون من اجله، وهو اكرم مخلوق عند الله والذي نأمله منكم ان يكون هناك علم مقترن بالإنسانية، لذلك قلت ان الطبيب الانسان هو الذي يجمع بين الامرين وهو المأمول منكم ويعالج علل الانسان التي تعرضه الى العوق والالام والمعاناة طوال حياته والطبيب يمد المجتمع بالحياة، وهذا نحصله اذا نصنع مقومين في الطبيب هما المهارة والحذاقة العلمية والجانب الانساني وكما يقول امير المؤمنين علي (عليه السلام) " من تطبب فليتقي الله ولينصح وليجتهد" اي يبذل اعلى الجهود ويخاف الله ويقدم النصح لان المجتمع بأرواح افراده ومستقبله بأيديكم، فالمجتمع المتقدم الذي يعيش حياة الصحة والعافية التي يمكن ان يصنع منها الحياة المناسبة انما هي من خلالكم وغيركم ولكنك في المرتبة الاولى".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "