استقبلت مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام احدى تشكيلات هيئة الصحة والتعليم الجامعي في العتبة الحسينية المقدسة، الوجبة الاولى من مرضى الاورام الذين ارسلتهم وزارة الصحة العراقية بعد الاتفاق مع العتبة الحسينية المقدسة على علاجهم في مؤسساتها الطبية لتوفر كل وسائل العلاج المضمونة من مباني واجهزة ومعدات حديثة وملاكات طبية ماهرة، مستغنية عن ارسالهم الى خارج العراق وانفاق مبالغ طائلة على علاجهم.
وقال مدير مؤسسة وارث لعلاج الاورام الدكتور حيدر حمزة العابدي في تصريح خص به وكالة نون الخبرية، ان "وزارة الصحة لديها لجنة الاخلاء والاستقدام الطبي وهي تتبنى علاج بعض المرضى خارج العراق ممن يحتاجون الى تقنيات علاجية متقدمة، وبعد ان اثبتت مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام كفائتها ونجاحها في هذا المجال حصل تعاون بين الوزارة والعتبة الحسينية المقدسة، بأن يكون استقبال المرضى داخل العراق في مؤسستنا لان العلاج الاشعاعي يتطلب جلسات علاج طويلة الامد حيث كان المريض يضطر الى السفر خارج البلد ويبقى لاشهر عدة وتنفق الوزارة عليه اموال طائلة، ناهيك عن الالتزامات الكثيرة للمريض او مرافقيه من ذويه من عمل او غيره ويشكل حمل كبير عليهم وكان البعض يحجم عن السفر لهذه الاسباب رغم ان الوزارة وفرت الدعم لهم لان منهم من يوجب عليه السفر لمرات عدة، واصبح الاتفاق بعد تقييمها لعمل المؤسسة الآن ان ترسل الوزارة بواسطة لجنة الاخلاء والاستقدام الطبي التابعة الى مكتب وزير الصحة المرضى ليتعالجوا هنا في كربلاء المقدسة في مؤسسة الوارث المدعومة من قبل العتبة الحسينية المقدسة، لان لجنة الاخلاء المختصة الفنية تضم اعضاء مختصين بجميع الامراض التي تتطلب الارسال الى الخارج ويقوم اعضائها بالكشف عن المستشفيات خارج العراق وامكانياتها الطبية التقنية من الاجهزة والمعدات وتقييم الملاكات قبل ارسال المرضى وجاء منها وفد متخصص وزار المؤسسة واطلع على كل امكانياتها ولاكثر من مرة وحصل تقييم للملاكات والتقنيات وبعدها صدر القرار باعتماد المؤسسة لعلاج المرضى بدل ارسالهم للخارج".
واضاف ان "الوجبة الاولى من المرضى استقبلتهم المؤسسة اليوم بعد العمل بآلية بيننا وبين الوزارة ارسلت عبرها اسماء جميع المرضى وعناوينهم ووسائل الاتصال بهم ويقوم القسم المختص بالاتصال بهم وتحديد موعد علاجهم ويوفر السكن لهم ولمرافقيهم ويقدم جميع الخدمات الطبية والعلاجات واللوجستية مجانا لهم بكلفة مدفوعة من وزارة الصحة ومدعومة من العتبة الحسينية المقدسة التي تقدم دعم غير مسبوق للمؤسسة جعلت التكاليف اقل بكثير مما يقدم في مؤسسات اخرى لان تكاليف علاج الورام باهضة، ولم يتم الاتفاق على اعداد المرضى الذين سترسلهم الوزارة الينا لاننا مستعدون لاستقبال جميع الاعداد ومؤسستنا مفتوحة امامهم بالرغم من ان اللجنة ترسل سنويا الاف المرضى الى الخارج".
من جانبه اكد الاخصائي في الاشعة العلاجية الدكتور احسان عبد الامير لوكالة نون الخبرية، ان "المؤسسة قسمت الحالات الى وجبات واليوم استقبلنا الوجبة الاولى مكونة من اربع حالات وغدا سنستقبل اربع حالات والخميس سنستقبل اربع حالات، ودخول المرضى يكون في بداية الاسبوع لان الجلسات تكون متزامنة يوم بعد آخر ولا يجوز القطع بينها، واغلب الحالات التي وصلت الينا تحتاج الى تقنيات متقدمة مثل (الديمات والاي ام آر تي) واغلبها تتعلق بالرأس والرقبة اضافة الى حالات سرطان الرئة وهذه الحالات لا يوجد لها علاج في المؤسسات الحكومية او الاهلية بالعراق ويسفر المريض دائما الى الخارج عبر لجنة الاخلاء والاستقدام الطبي في وزارة الصحة، وحاليا وفرت تلك التقنيات في مؤسستنا، وكذلك نقدم خدمة المطابقة اليومية للمريض التي تسمى (الآي جي آر تي) اثناء الجلسات التي لا اعتقد انها تقدم حتى في الخارج لنتأكد ان نفس الصورة التي يتعالج بها المريض هي التي تطابق صورة المفراس لنتحقق من وصول الجرعة الى الورم فقط وحماية الانسجة السليمة حول الورم".
اما المرضى المستفيدين من العلاج، فبينوا لوكالة نون الخبرية مشاعرهم وهم يعالجون داخل بلدهم حيث يقول المريض جاسم كاظم فيصل، ان "عمره (60) عاما من محافظة بغداد وانه اجرى عملية رفع الفك وحصل عنده ورم سرطاني ورفعوه لي في مستشفى الواسطي ببغداد وبعدها عولجت في مستشفى الامل ثم ارسلتني الوزارة الى مؤسسة وارث الدولة لعلاج الاورام وكان مقرر ان يرسلوني الى خارج العراق ولكنهم ابلغوني بان علاجي سيكون هنا في كربلاء وعرضت على الاطباء واجروا لي فحصتا وسأدخل لاجراء اشعة الرنين ومن ثم التقى العلاج، اما "علي" فأشار الى ان والدته عمرها (70) عاما كانت تتعالج في المستشفى التركي في محافظة كربلاء المقدسة وعولجت بالجرعات الكيمياوية ووصلت الى حد ان المستشفى اعتذر عن الاستمرار بالعلاج لعدم امتلاكه للاجهزة والمواد التي تحتاجها والدتي فارسلتنا الوزارة الى مدينة الطب وقرروا ان يرسلونا الى الخارج لكنهم ارسلونا الى هنا لتلقي العلاج لوجود الاجهزة والمعدات والمواد والملاكات الطبية، كما اوضح مواطن اصطحب زوجته انها كانت تعاني من غدة تحت الانف وتلقت العلاج الكيمياوي في مدينة الامام الحسين الطبية وارسلت بعدها الى المستشفى التركي للعلاج بالاشعاع ولكنه غير متوفر في العراق وحولت الى الوزارة والتي كانت تروم ارسالها الى الخارج لكن ارسلتنا الى مؤسسة وارث واخبرونا ان العلاج متوفر هنا في كربلاء المقدسة واجريت لها الفحوصات وشخصت حالتها واخبرها الاطباء انها ستتعالج وتشفى من مرضها".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة