عقول تمتلك من الخبرات التراكمية ما جعلها تبدع لتصنع منظومات اتصال متطورة وحديثة لم تدخل للعمل في العراق الا بحدود ضيقة الى الآن وبجهود ذاتية تمكنت العقول الهندسية الخبيرة من تصنيع مشروع نظام (XPT) العالمي الذي يصل سعر شراءه الى (110) الف دولار، وهو نظام يوسع قاعدة الاتصالات في العتبة المقدسة عددا ومساحة وصيانة وفيه مواصفات اخرى تجعل الاتصالات مؤمنة من تحت الارض وفوقها وبين المحافظات والمقر كل ذلك بايدي وعقول منتسبي شعة الصيانة في قسم الاتصالات.
مراحل التطور
يتحدث مسؤول شعبة الصيانة الفنية والبرمجة علي عبد الحسين راضي لوكالة نون الخبرية عن ابرز المنجزات التي تحققت في مجال تصنيع منظومات الاتصال بخبرات ملاكات العتبة المقدسة بالقول ان " دعم المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي له الاثر الكبير في تحقيقنا لكل الانجازات التي تحققت وبدأ عملنا مع نظام (الانلوك) التي كان بجهاز معيدة لا يتسع الا لاتصال مجموعة واحدة فيما بينها، وباشراف مباشر ومتابعة حثيثة من قبل رئيس قسم الاتصالات المهندس مصطفى علي الشمري وتوفير كل متطلبات العمل ادخلنا نظام (DMR) الذي يعمل بالديجيتل صعب الاختراق ويحتوي على مجالين لنقل النداءات بين المعيدة الواحدة وتم تطويره الى استخدام ثلاث مجاميع للنداء بوقت واحد من خلال اشغال الفراع بـ (الريبيتر)، وحدث عليه تطوير بربط اكثر من معيدة عبر الانترنت في اكثر من مكان لتوسعة رقعة التغطية والاتصالات.
ثم تحول الى (سوفت وير) خاص بنظام تحديد لعمل سيطرة مركزية على اجهزة الاتصال ومنها (GPS)، ومنذ الفتوى المباركة للجهاد الكفائي وبداية معارك التحرير فترة اخذت منا جهود جبارة وعطتنا خبرات خلاقة لان الامر اختلف حيث يتوجب النداء من مكان محدد وبين مخاطر جمة وهناك نداءات فيها معلومات عسكرية في غاية السرية ويجب تأمينها بالكامل، لان الاتصالات يجب ان تكون مؤمنة داخل ارض العدو لان قطعاتنا عندما تحرر ارض ويهزم العدو يجب ان تكون هناك اتصالات بين القطعات لتحرير المنطقة وايصال المعلومات بين القادة والمجاهدين والقطعات بشكل متواصل دون انقطاع، وهو ما دفع احد فنيينا الى نصب جهاز في منتصف الليل بارض العدو الداعشي بعملية جريئة جدا في تكريت".
اسعار وابتكار
واوضح راضي "في فترة اجتياح وباء كورونا للعراق بدأنا نفكر في تطوير منظومة الاتصال لدينا، فبحثنا فيها اولا ولتراكم خبرات مهندسينا وفنيينا وجدنا ان هناك خدمات ممكن اضافتها للعمل في نفس المنظومة التي نعمل عليها، فوجدنا ان نفس المعيدة بنظام (الانلوك ) القديم نستطيع ان نجعل اكثر من مجموعة تتصل فيما بينها دون تقاطع، وبحثنا في نظام الديجيتل المكون من (سلوتين) للاتصال بين مجموعتين فقط يعملان كلا على حدة واستغلينا الفراغ فيهما واضفنا مجموعة ثالثة ورابعة بمعيدة واحدة في رقعة جغرافية واسعة سواء على الكيبل الضوئي او منظومة المايكرويف، فقررنا تطوير المنظومة من الجذر وقدمنا طلب لتجهيزنا بمنظومات حديثة فيها سايت ( XPT) يمكن لـ (12) مجموعة المنادات عليها بوقت واحد دون تداخل فقدمت لنا عروض ادناها كلفة المنظومة الواحدة فيه تصل الى (110) الف دولار".
ويتابع بالقول "ولما وجدنا ان تلك الاسعار غالية جدا قررنا ان نعتمد على خبراتنا، واعتمدنا على قدراتنا ووفرنا معيدة حديثة جدا بعد تطويع كل اسرارها من البرمجة والنصب بنوعية خاصة لنا وتمكنا من توفير معيدات من ورشتنا واضفنا لها (لاسيز) اشتريناه بـ(800) دولار فقط لتنفيذ سايت (XPT) يزيد من عدد الاتصالات بين المجموعات وهو يسهم في تغطية عدد كبير من المستخدمين في مكان واحد وتغطية واحدة مؤمنة، وبرمجتها صعبة للغاية لان فيها اسرار برمجية عميقة وتمكنا من اجتياز الخطوة الاولى وبرمجنا الاجهزة واضفنا لها معدات اخرى، وادخلناها للعمل لفحص عملها فتمكنا من تأمين الاتصال لكيلومترات معدودة ثم وسعناها الى ثمانية كيلومترات ثم الى (12) كيلومتر، وهو امر غاية بالصعوبة بدون اجهزة ومعدات تعمل عليها المنظومة مثل (التسترات والانليزرات) التي تحلل الطيف الترددي والامواج وتوافق القابلوات والهوائيات، ووصلنا الى دائرة نصف قطرها(17) كيلومتر، ومنحتنا ثماني بوابات للاتصال يمكنها ديمومة الاتصالات في كل الاحوال حتى وان تعطلت احداها وبكفاءة عالية".
صاحب الفكرة
وحدة ملاكها صغير لا يتعدى سبعة اشخاص وانجازها كبير تراهم في ارض المعركة وفي المدينة بالقتال وفي الزيارات المليونية جهودهم كبيرة وعملهم يقدم الخدمات المهمة لكل الجهات التي تحتاج الى الاتصالات ولم يقفوا عند هذا الحد بل تحولوا الى الاختراع والابتكار يقول مسؤول وحدة صيانة البث في قسم الاتصالات المهندس احمد سرحان فرهود لوكالة نون الخبرية ان " فكرة المشروع تولدت من الضغوط الكبيرة على الاتصالات في الزيارات المليونية لان مهمتنا في القسم توفير خدمة الاتصالات لباقي الاقسام والدوائر الخدمية المشاركة في الزيارة ومنع الانقطاع او التشويش عليها، ومعها الزخم البشري الذي يؤخر الوصول الى امكنة الخلل لاصلاحها، ووجدنا الحل من خلال المتابعة المستمرة لمعاون رئيس القسم المهندس محمد عباس في مشروع نظام (XPT) الذي طرحته شركة (هايتيرا) ووظيفته توفير خدمة الاتصال الى (16) قسما دون التأثر بوقت الصيانة الذي يعد وقت طوارئ وتتوقف فيه الاتصالات وقد تحصل مشاكل او انفلات امني او تتوقف الخدمات، فوجدنا الحل في نظام يعتمد على خدمة الديجيتل التي لا تخترق وفيه امكانية ربط اكثر من موقع في وقت واحد ويؤمن الاتصالات حتى من داخل السراديب، وفي العتبة المقدسة الكثير من السراديب وعند افتتاح صحن العقيلة على سبيل المثال هناك انفاق وسراديب كبيرة جدا وبينها جدران كونكريتية عازلة وستكون اتصالاتها مؤمنة بدل اضطرار المنتسب الى الصعود الى مكان على الارض للاتصال وتتوفر الخدمة بواسطة ربط موقع فيه من (2 ـ 8) محطات ارسال تستلم وتسلم الاتصالات دون الانقطاع".
طريقة البلنص
ويبين عمل المشروع بانه " يعمل بآلية البلنص بتقسيم النداءات بصورة دورية حيث توزع الاحمال على كل المحطات الثمانية بشكل تلقائي ومبرمج وتتناقل الاتصالات بين المحطات دون تقاطع او تشويش بواسطة (ماستر) يدير المحطة الواحدة، وتتسع تلك المحطات لستة عشر قسم في العتبة المقدسة بنداءات في وقت واحد، ولا علاقة له بعدد الاجهزة حتى لو كانت بالمئات لان النداء يعبر خلال ثانية واحدة والنداء وقته نصف دقيقة وفي الساعة (120) نداء لكل مجموعة خلال الساعة الواحدة اي ما يقرب من (2600) نداء لكل قسم في اليوم الواحد، وبعد عمليات تحليل للجدوى الفنية والاقتصادية ولكون العتبة المقدسة تستخدم نظام (VHF) والاف من اجهزة النداءات اليدوية فلابد ان نستخدم نظام مطور للاستفادة منها، وتمكنا من تحليل مجموعة تقنيات طرحتها الشركة المنتجة ، وبحثنا في الانترنت ووجدنا نظام (XPT) معروض ومعه دليل تشغيلي فقط وبعد سهر الليالي والعمل في الوحدة والبيوت لعشرين ساعة متواصلة يوميا ولمدة شهر كامل تمكن فريق العمل من الوصول الى كل البرامجيات واسرار التشغيل للنظام وادخلناه الى التجربة الميدانية ووصلت مسافة التأمين الى دائرة نصف قطرها (17) كيلومتر لكل الاقسام كمرحلة اولى".
تحت الارض وفوقها
يكمل فرهود حديثه بالقول ان "المرحلة الثانية تتضمن ربط السراديب تحت الارض بالمواقع فوق الارض وعملنا (مني سايت) داخل الحرم وتأمنت الاتصالات بشكل جيد وواضح، اما المرحلة الثالثة فتوسعنا عبر ربط ترددات (VHF) مع (UHF) فاصبح لدينا توسعة كبيرة وفي هذا النظام امكانية ربط بدالة اتصالات بعد ربط (آي بي فون) عن طريق الاتصال عن بعد (الوايرلس) اذا لم تستطع الربط على القابلو الضوئي او السلكي، وفيه ميزة اخرى هي البرمجة عبر الانترنت بواسطة كابينة الاتصالات بواسطة سيرفر فيه تطبيقات تشترى من الشركة الام مهمتها البرمجة عن بعد وتتم البرمجة دون الحاجة الى ذهاب فني الصيانة الى الموقع الذي فيه العطل ويعاد الى العمل، وكذلك فيه امكانية تسجيل النداءات عبر سحب قابلو من سيرفر ومستخدم ثاني وظيفته تسجيل كل النداءات لجميع اقسام العتبة المقدسة وبضخامة عددها ومواقع الاتصالات المنصبة، ولا يسمح لاي شخص غير معرف من قبل المنظومة ببرمجة الاجهزة حتى لو حصل على التردد الخاص به لانه يحتاج الى مفتاح وثوقية، وفيه غرفة سيطرة تقفل الاجهزة التي تفقد او تضيع لاي سبب وتغلقه بالكامل ولا يعمل نهائيا، وفيه امكانية ربط مؤسسات او مشاريع العتبة المقدسة في المحافظات بالمقر في كربلاء المقدسة اذا توفر الكيبل الضوئي، وممكن توفير خدمة لاي مسؤول او شخص مهم في العتبة المقدسة منحه صلاحية النداء وتسمعه كل الاقسام في وقت واحد وصلاحية قطع النداءات والدخول على الاتصال،وسيدخل للخدمة قريبا ويكون طفرة في الاتصالات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)