اكد ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في لقاء جمعه بعدد من الاطباء والاساتذة المختصين في علاج الاورام السرطانية من مصر ولبنان والعراق خلال حضوره حفل افتتاح مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ في يوم ولادة النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفيده الإمام الصادق (عليه السلام) ان التعليم والتربية والصحة هما الركنان الاساسيان لبناء الفرد والمجتمع، لذلك نولي هذه القضية اهتمامنا الكبير في بناء المستشفيات والمدارس والجامعات ومعاهد التوحد ومراكز الشلل الدماغي ودور الايواء المجتمعي.
احترام العلماء
وقال ممثل السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الجلسة التي حضرتها وكالة نون الخبرية، "يسعدنا ان نلتقي بهذه الثلة من الملاكات الطبية المتقدمة ممن قدموا من خارج العراق او المحافظات العراقية وابدأ في بيان مكانة ومنزلة اهل العلم وخصوصا الاطباء ممن يمتلكون الحذاقة والمهارة في خدمة المواطن بصورة عامة وخدمة العلم واهل العلم، في حديث للإمام الصادق (عليه السلام) لنبين مكانتكم ومنزلتكم في قلوبنا وعقولنا وارواحنا ومنزلتكم لدى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ولدينا في ادارة العتبة الحسينية المقدسة وفي العراق بصورة عامة، ويبين الامام الصادق (عليه السلام) منزلة اهل العلم في حديثه الذي جاء فيه (إنا لنحب من كان عاقلا عالما فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا) وكما ورد في الاحاديث النبوية الشريفة (العلم علمان علم الاديان وعلم الابدان) وكما ان العلوم الدينية مهمة ومطلوبة جدا لتقدم الانسان وتحصيل السعادة والرقي للفرد والمجتمع كذلك علوم الابدان ايضا مطلوبة ولها المكانة والمنزلة المحترمة، فالامام الصادق (عليه السلام) يؤكد على محبة من يحمل العقل والعلم والفقة ومصاحبا لهذه الصفات ان يكون (حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا) واحب ان اذكر اننا نحتاج الى المزج بين الصفات الاولى في العلم والعقل والفهم والفقاهة والصفات الاخرى التي تعطي النجاح الكبير في اداء هذه المهام العلمية، وانطلاقا من هذا الحديث والكثير الاحاديث النبوية الشريفة فإن المرجعية الدينية العليا وبحكم تمثيلي لها تنظر للملاكات الطبية بعين الاحترام وقبل ذلك في القلوب محبة وتعاطف وتنظر في نفس الوقت الى هؤلاء بعين الاحترام والتوقير والتقدير والرعاية وتوليها اهتماما كبيرا سواء في الجانب المعنوي والعلمي اولا قبل ان تكون الجوانب الاخرى المالية والحياتية والدنيوية بأن تحفظ وتصون موقعيتها ومنزلتها العلمية وتوفر لهم الفرصة للخدمة والتطوير والارتقاء".
استقطاب الكفاءات
واضاف الكربلائي، "علينا ان نعطي استحقاقها المعنوي لان العلم هو اشرف شيء لدى الانسان وهو اصل كل خليقة فخير الانسانية يأتي من هذه العلوم، والخير الواضح الان من خلال الملاكات الطبية خصوصا من ارتقوا بهذا المجال، وكذلك الجانب الحياتي لاسيما في ظل الاجواء الاستثنائية التي نعيشها في العراق فنحن نجمع بين امرين النظرة الدينية العلمية والنظرة الوطنية، فنعطي ايضا ما يستحق اهل العلم خصوصا ممن وصلوا الى هذه المراتب الاهتمام بالجوانب الحياتية التي توفر لهم الحياة المستقرة الكريمة، وادارة العتبة المقدسة ونظرة المرجعية الدينية العليا تحترم احتراما خاصا اصحاب الكفاءة والحذاقة والمهارة، واهل العلم لهم جميعا ماكنة واحترام ولكن من تميز بموفور علمه ومهارته وحذاقته وكفائته له موقع التقدير والاحترام الاجل والاكبر لان عطائهم اكبر من الباقين، لذلك نحاول استقطاب وجذب هذه الملاكات المتقدمة علميا للعمل في هذه المراقع المهمة، واننا كرجال دين نعطي الانطباع الحقيقي عنا كرجال دين وممثلين للمرجعية الدينية وليس اهتمامنا ووظائفنا مقتصرة على الوظائف الدينية البحتة وان كانت هي الاساس لكي نحفظ ونصون دين المجتمع ولكن ايضا رسالتنا ان نهتم بالانسان ليس في تعليمه الديني وتوجيهه ورعايته دينيا، بل نهتم بمعالجة مشاكله وهمومه وتلبية احتياجاته الاساسية في التعليم والتربية والصحة".
الركنان الاساسيان
وتابع ممثل السيستاني، "لدينا اضافة الى المستشفيات مجموعات من المدارس في كربلاء المقدسة ونبني الآن مجموعة من المدارس الابتدائية والثانوية في بقية المحافظات، لان التعليم والتربية والصحة هما الركنان الاساسيان لبناء الفرد والمجتمع، لذلك نولي هذه القضية اهتمامنا الكبير في بناء المستشفيات والمدارس والجامعات ومعاهد التوحد ومراكز الشلل الدماغي ودور الايواء المجتمعي، ومن جملة اهتماتنا كرجال دين ايضا ومما تلقيناه من نهج النبي وآله الاطهار (عليهم السلام) وتوجيهات المرجعية الدينية العليا الاهتمام بالمجتمع ومشاكله وهموهة واماله بما يساهم في نهوضه في العمليات التعليمية والتربوية والصحية، وكذلك ان نظرتنا نظرة وطنية بعيدة عن التعصب الديني والمذهبي والقومي ونحوط جميع اهل العلم مع قطع النظر بانتماءاتهم بنفس الرعاية والاهتمام والتقدير الكبير طالما لديهم هذه الكنوز العلمية الطبية والتربوية التي يخدمون بها المجتمع، لذلك نحمل نظرة واهتماما وحسا وطنيا لهم، ومن المبادئ الاساسية لنجاح الانسان التي تعلمناها من منهج المرجعية الدينية العليا ان نعتمد مبدأ التعاون والتعاضد لا مبدأ التحاسد والتنافس غير المشرود وهي من المبادئ التي نحتاجها نحن وانتم وان نعتمد مبدأ نكران الذات والعمل بروح الفريق الواحد، والمشروع الذي كتب من قبل شخص واحد وكتب باسم شخص آخر فطالما انه حقق النجاح في تلك المهمة فلا يضر سواء كتب النجاح لغيره، وحينئذ سيكون النجاح للجميع، وثقوا ان من سينال النصيب الاكبر عند الله تعالى هو صاحب الفكرة والمشروع، وليس من اهدافنا ابدا تحقيق اي مكسب سياسي او مالي او اقتصادي او اجتماعي بل هدفنا الاساس خدمة الوطن والمواطن واوصيكم بذلك، وقد تلاحضون اننا نستوفي اموالا في المستشفيات والجامعات والمدارس ولكن ما نقدمه في العتبة الحسينية المقدسة في دعم هذه المشاريع اكثر بكثير مما نأخذه من اموال وكل الاموال المأخوذة نرجعها لتطوير هذه المؤسسات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)
- دمشق :عمليات جراحية وخدمات طبية متنوعة لالاف الوافدين اللبنانيين يتكفل بعلاجها المرجع السيستاني(فيديو)
- في الريف السوري :عائلات لبنانية تشكر المرجع السيستاني والعتبة الحسينية (فيديو)