نصبوا موكبهم بديكورات واكسسوارات تعيد اثر الماضي وترسم صورة ما كانت عليه الحياة في وقت حدوث معركة الطف ومآسيها، فالكوز والاقداح والحٍب كلها مصنوعة من الفخار، وقفوا بلا صياح ودعوات على السائرين الى كربلاء المقدسة لشرب الماء، فالسائرون خرت قواهم وتيبست افواههم وشفاههم فجاؤوا يهرعون الى الماء قبل كل شيء، ومواكب اخرى نصبت مجموعة (ترامز) ملئت بالماء والثلج لارواء عطش الزائرين، كل اهل المواكب اكدوا لوكالة نون الخبرية ان لهفة الزائرين المشاية هذا العام على شرب الماء اكثر من اي حاجة يريدونها، وان الحر والتعب ذكرهم بتعب وعطش الامام الحسين ( عليه السلام) واصحابه ونسائه وعياله في كربلاء الدم والشهادة.
اجواء تاريخية
جلس علي رامي خلف من موكب الشيب الخضيب يرتدي زيا اسودا مكون من الدشداشة والعقال العربي على نافذة من موكب اسس بطريقة توحي للناضر انه يرى التاريخ بعينه، فالاواني والاقداح من الفخار والفرش مصنوع باليد والخيمة كأنها خيمة العصر الذي استشهد فيه الامام الحسين (عليه السلام) وانفرد بهذه النافذة وخصصها لتوزيع الماء فقط، وعند سؤاله عن السبب قال لوكالة نون الخبرية ان" نصب الموكب في مدينة الناصرية بدأ يوم الخامس والعشرون من شهر محرم الحرام في ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين (عليه السلام) ونحن شباب مجموعنا خمسون خادما نعمل بوجبتين على مدار اليوم ومختصين بنصب المواكب باكسسوارات ومواد تعطيه نكهة تاريخية، وشاهدنا زيادة في صرف كميات الماء هذا العام وفي الايام الاولى كان معدل صرف الماء يصل عندنا الى الف لتر يوميا ونضع فيه الهيل واثنا عشر قالب من الثلج لتبريده، وبعدها اصبح الصرف الفي لتر، وهذه الايام زادت حركة الزائرين واعدادهم بعد وصول زوار البصرة وسوق الشيوخ الى الناصرية ومعها اصبح معدل الصرف يوميا ثلاثة الاف لتر وفي خروج المواكب الكبيرة المعروفة في الناصرية مثل موكب شهيد الجمعة الذي يصل عدد المشاركين فيه بحدود اربعة الاف زائر تصل كمية الماء المصروف الى ثماني الاف لتر يوميا واكثر من ذلك، لان هذا العام هناك زيادة في اعداد الزائرين عن الاعوام السابقة، ونبقى لمدة (15) عشر يوما نقدم الماء للسائرين نحو كربلاء الشهادة".
انطلاقة الناصرية
رغم مسير الزائرين هذا العام من وقت العصر الى الليل اكثر من النهار بسبب ارتفاع درجات الحرارة حيث ابتعد المشاية عن السير من ساعات الصباح الاولى (التاسعة صباحا) الى الرابعة عصرا حتى ان اغلب المواكب لا تقدم وجبة الغداء لعدم وجود زائرين يسيرون، الا ان وقت الفجر وبعد صلاتها يشهد حركة كبيرة، تتضاعف وتنشط بشكل مهيب في مدينة الناصرية التي تنطلق منها المواكب الحسينية في الثامن من صفر صوب كربلاء، ومع تلك الانطلاقة تستنفر مواكب الناصرية جهودها لتقديم افضل الخدمات للزائرين، لكن للماء هذا العام الكعب المعلى من بين الخدمات المقدمة، ويقول جراح محسن من موكب مضيف الحسن (عليه السلام) لوكالة نون الخبرية ان" عملنا بدء في الثامن والعشرون من شهر محرم حيث بدات الحركة بسيطة، ولاحظنا هذا العام ان الحرارة شديدة جدا وان الاقبال على شرب الماء اكثر من اي شراب او طعام آخر، فكنا نصرف في الايام الاولى اكثر من الف لتر يوميا وبالذات في الليل حيث مسير الزائرين، ورغم ان الجو ليل الا ان المشاية يقبلون على شرب الماء ملهوفين من شدة العطش بل اننا نشرب الماء بكثرة خلال خدمتنا لان الحر شديد وارتفعت كميات الصرف الى اكثر من اربعة الاف لتر تقريبا لكل موكب ومع خروج مواكب الناصرية ممكن ان نصل الى عشرة الاف لتر، ويستمر عملنا الى يوم الثاني عشر من صفر وتسير بعدها المواكب الحسينية لتسبق الزائرين وننصبها في المناطق التي يتوجهون اليها مثل مناطق الدراجي والخضر والديوانية وصولا الى كربلاء المقدسة".
الماء هو المطلوب
هذا العام الاقبال على شرب الماء اكثر من كل السنين الماضية حتى اننا ضاعفنا الكميات المقدمة للزائرين بهذا القول تحدث عبد الله حسين كريم من موكب هيئة احزان الزهراء لوكالة نون الخبرية واضاف ان " حرارة الجو هذا العام غير مسبوقة ما دفع المشاية للمكوث من الصباح الى العصر والانطلاق من العصر الى الفجر، ورغم ذلك فكميات الماء المصروفة كبيرة جدا حيث تصل الى الفي لتر يوميا وفي كل المواكب"، فضلا عن "الاقداح الجاهزة وزاد الزخم هذه الايام بسبب دخول زوار البصرة والتحاق زوار الجبايش والفهود والطار والعكيكة وآل جويبر وكرمة بني سعيد وسوق الشيوخ بهم ودخولهم جميعا الى الناصرية فارتفعت كميات الاستهلاك الى ثمانية الاف لتر يوميا وتتضاعف الكميات مع زخم حركة المشاية وارتفاع اعدادهم".
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة