مسيرة الزائرين في اربعينية الإمام (عليه السلام) تشبه يوم الحشر ففيها يشارك الناس من كل حدب وصوب ومن كل جنس ونمط، وصور متنوعة لملايين الزائرين والوانهم وازيائهم ولهجاتهم ولغاتهم، كلهم جاؤوا لنصرة القضية الحسينية، وجميعهم يريد ان يكون مصداقا لقول السيدة زينب (عليها السلام) وهي تزلزل كيان الطاغية يزيد بردها الازلي " والله لن تمحو ذكرنا"، فالزائرون السائرون على اقدامهم لمئات الكيلومترات، اكدوا ان لهذا الشعار شروطه وقواعده واركانه التي تمثلت في الاهداف المرجوة من ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وصرخة السيد زينب (عليها السلام)، فكانت المسيرة تجديد عهد وتطبيق شريعة والتزام باخلاق وسيرة ابا عبد الله (عليه السلام) وصدق مع الله في السر والعلن.
الحسين وتغيير السلوك
جلس الشيخ ذو الفقار البديري بين مجموعة من الشباب يوعظ بهم على الالتزام بتعاليم الدين والتعرف على اسباب ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وماهو دور الشباب في نصرة الثورة الحسينية الخالدة ويشرح ذلك بقوله لوكالة نون الخبرية " قالت سيدتنا زينب لامامنا السجاد (وسينصبون في هذا الطف لابيك علما لا يمحى ذكره على مرور الليالي والايام وليجتهدن ائمة الكفر في محوه وتطميس اثاره فلا يزداد امره الا علوا)، وقالت لاعتى طاغية في عصره يزيد بن معاوية عندما ابتهج بنصره (والله لن تمحو ذكرنا) والسيدة زينب (عليها السلام) استخدمت القسم لتأكيد كلامها واستخدمت كلمة "لن" النافية للتأبيد يعني مهما اجتهدت انت ومن معك وغيرك لن تمحو ذكرنا واليوم الكل تكالبت علينا عسكريا وثقافيا وعلى جميع الاصعدة ويمكن ان ينجر الشباب لمخططاتهم لمدد معينة ولكن عندما يحل المحرم ويأتي ذكر الحسين (عليه السلام) تبدء كل محاولاتهم بالفشل ويزحف الشباب نحو القضية الحسينية ويفشل الاعداء مما خططوا له، وهذا انتصارا من الله بهؤلاء الثلة الطاهرة وهذا القسم الاول ان الله عز وجل اخذ على عاتقه، انه يكب كل من يحارب الحسين (عليه السلام) على منخريه والامر الآخر ان المستفاد من هذه الزيارة المباركة يأخذ منها الشباب والرجال والنساء احكاما عقائدية وفكرية واخلاقية فتغير سلوك الانسان فيتعلموا ويتفانون في سبيل الخدمة من الصباح الى المساء على العكس من التقاعس في حياتهم اليومية وتتلاشى المشاكل في تلك الايام، وليقتدى الشباب بحبيبهم الحسين ويسيروا بديمومة نهجه الى اخر حياتهم ويجعلوا شعارهم (والله لن تمحو ذكرنا)".
كسب الاصدقاء
سار الشاب البصري مصطفى صالح من منطقة الطويسة في العشار مع شابين معه وهو يتحدث معهم عن احكام الصلاة والوضوء وهم ينصتون لهم باصغاء واضح، فاستوقفته وسألته عن مدى الاستفادة من احياء شعائر القضية الحسينية فاكد بقوله لوكالة نون الخبرية ان " اهم شيء في القضية الحسينية هو استنباط الدروس والعبر التي تنظم حياة الانسان والعائلة والمجتمع واهمها الدروس الاخلاقية، والمشي دون التزام بالعبادات والعقيدة ومعرفة الحق من الباطل يعتبر تعب دون فائدة، ونلاحظ ان هناك هجمات ممنهجة على تغيير سلوك وعقلية وفكر وحياة الشباب وجرهم نحو الالحاد والرذيلة والمثلية والمخدرات والفاحشة والاجرام، لاسيما ما يروج في مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت والتي تبث بشكل مجاني لهم، ورصدت هجمات تسقيطية اخرى ضد الدين والمذهب ورجال الدين، والتزام الشاب والفتاة تحديدا يعتبر نصر للقضية الحسينية خاصة اذا كان ملتزما بدينة ودراسته اذا كان طالبا ونزاهته في الوظيفة اذا كان موظفا وحرصه على اداء الواجب اذا كان عسكريا، لذلك يوصف الشخص الجيد بانه خلوق ومتدين وبار بوالديه ووفي ومهتم بصلة الرحم وتربية مهذبة وهي صفات يحبها الله ورسوله واهل بيته (عليهم السلام) وحينها يصبح قدوة للآخرين، وانا تمكنت من جذب صديقين لي كانوا لا يعرفون طريق الله وجلبتهم معي في مسيرة الاربعين وافهمتهم ان تلبيتهم لنداء الحوراء زينب ( والله لن تمحو ذكرنا) لا يتم بالمسير فقط بل بالالتزام باوامر الله والابتعاد عن نهيه واصبحا يصليان ويؤديان العبادات وتغير سلوكهما بالتعامل مع اهلهم وحاول اصدقاء السوء ابقائهم على اللهو وعدم الالتزام لكنهم تمسكوا بطريق القضية الحسينية بقوة".
الحسين والعائلات
سارت السيدة الهام عبد الزهرة في طريق الزائرين من البصرة حتى وصلت مع بنتيها وطفلتيها الى قضاء الجبايش يقصدن كربلاء الشهادة والتضحية واكدت "ام نور" لوكالة نون الخبرية ان " على كل العائلات التي تريد القربى لله في احياء شعائر الحسين ان توصي نسائها عموما وبناتها خصوصا ان يلتزمن بالصلاة والصيام والحجاب بما اراده الله وخفض الصوت وعدم اظهار الزينة ولنكن كما كانت السيدة زينب الحوراء (سلام الله عليها) رغم قساوة الطف واجرام جيش يزيد لكنها تمسكت بعفتها وحجابها ودينها وحقها، وعلى العائلات اشاعة روح التعامل الطيب وتزرع بر الوالدين والاخوة الحقيقية في نفوس ابناء العائلة وحل
المشاكل وقص سيرة ابناء الحسين وبناته على بناتنا وابنائنا وحثهم على التفوق الدراسي والالتزام بالاخلاق والدين ونفس التوصيات انقلها الى ابناء اخوتي واخواتي، وانا قارئة حسينية (ملاية) واتعمد ان ابدء المجلس بأية قرانية وافسرها او توصيات للنساء في حياتهن العامة والسير الى كربلاء المقدسة والالتزام بتعاليم الدين لنكون ممن يصدق عليهم قول انهم يحيون ذكر الحسين (عليه السلام).
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها