ظاهرة اصبحت شائعة بل تفاقمت في جميع المحافظات واتسعت وتشعبت في محافظة كربلاء المقدسة كونها مدينة تستقبل ملايين الزائرين سنويا وفيها حركة تجارية واسعة، انها ظاهرة التجاوز على الشوارع بعد ان اصبح الاستيلاء على الرصيف شيء معتاد، وكالة نون الخبرية تجولت في عدد من تلك الشوارع واستطلعت اراء مواطنين واصحاب محال تجارية ومصادر مطلعة فخرجت بحصيلة مهمة اكدت ان الامر بحاجة الى حلول جذرية وجهود متظافرة ومجتمعة على ابقاء تلك المحافظة بألقها وطابعها الديني والحضاري، لاسيما انها تشهد حركة عمرانية كبيرة في مشاريع ستراتيجية ومهمة تنفذها العتبات المقدسة من جهة والحكومة المحلية من جهة اخرى.
تجاوز على المحال
محمد حسين الحمداني (صاحب محل تجاري) أكد لوكالة نون الخبرية انه "وباقي اصحاب المحال اضطروا الى عرض بضائعهم خارج محالهم وعلى الرصيف بسبب قدوم اشخاص من محافظات اخرى يقوم اصحاب محال الجملة بتأجير عربات خشبية لهم بمبلغ (15) الف دينار واعطائهم بضائع يبيعونها بالمفرد، وقام هؤلاء باستغلال الارصفة المقابلة لمحالنا بل شغلوا حتى كتف الشارع المقبال لنا، وحصلت مشاكل كثيرة معهم وشجارات يومية حتى وصل بعضها الى الضرب والتجاوز واللجوء الى الدية والفصل العشائري"، مستدركا "نحن نعلم ان التجاوز مرفوض اخلاقيا وادبيا وشرعا لكننا ندفع بلائهم ومشاكلهم بوضع بضائعنا امام محالنا، ونحن لا نريد قطع رزق احد لكنهم يهددون دائما بالعشائر وكثير منهم لديهم تصرفات لا تحتمل وتحرشات بالنساء وباصحاب المحال".
الحلول تنهي المشاكل
فيما يرى المواطن عقيل ابو احمد في حديثه لوكالة نون الخبرية انها "مشكلة معقدة حيث ان ظاهرة نزول الباعة الى الشارع او استغلال الارصفة تعد ظاهرة مرفوضة وغير حضارية وتسبب مضايقات للمتبضعين والمارة واصحاب المحال وفيها مخاطر على ارواح الناس، لكن الامر يحتاج الى حلول تحفظ ارزاق هؤلاء الذين يمثل الكثير منهم شريحة الفقراء، ولابد للجهات الحكومية ان تتبنى اية حلول مثل ايجاد امكنة مناسبة او توفير فرص عمل اخرى لتسحبهم من الشارع وتجنب انحرافهم الاخلاقي او سلوك اية تصرفات عدوانية او اجرامية وتنظم عملهم وتحدد امكنة عملهم او وضع اكشاك على شكل اقواس في كتف الشارع ومنع المحال من اخرج بضائعم على الارصفة كما حصل في سوق المهدي ونظم العرض والعمل وسير السابلة وتلزمهم بالعمل ومن يتجاوز يتعرض للمسائلة". ظاهرة غير صحيحة من جانبه يشير ابو علاء المتبضع من احد المحال التجارية لوكالة نون الخبرية انها "
ظاهرة غير صحيحة
وفيها مضار عديدة فمثلا بائعوا السمك تجد روائح سمكهم تزكم الانوف والذباب يملأ الشارع واصحاب العربات يتركون مخلفات البسطات في الشوارع كما انهم يتركون مسافة بينهم وبين الرصيف بحدود ثلاث امتار وينزلون الى الشارع لعرض بضائعهم، يشاطره في الرأي ابو محمد صاحب محل تجاري الذي تحدث لوكالة نون بالقول انها" ظاهرة فيها اذى كثير واكثر الباعة من الوافدين الذين يرتكبون كثير من المشاكل والشوارع لا تتحمل هذا الزخم من الباعة ويتعكزون على جهات متنفذة تحميهم (على حد قوله)، وكانوا سابقا يقطعون شارع الجهمورية قرب المدارس وتعرضت الكثير من النساء الى التحرش الجنسي، ولولا تدخل حماية العتبات المقدسة ومرابطة الدوريات والشرطة لذهبت الامور الى ما لا يحمد عقباها وخلال الزيارات المليونية تصعب الامور بشكل لا يصدق واذا حصل لا قدر الله حادث فان سير المركبات يصبح شبه مستحيل".
تنظيم وحلول
مصدر مطلع كشف لوكالة نون الخبرية ان "هذه الشوارع كانت مستغلة بشكل سيء من قبل الباعة المتجولين وكانت فيها اربع اسواق وقامت جهة معنية بتنظيم عملهم وتسجيل اسماء الباعة حتى لا يستطيع احد غيرهم العمل هنا ومضاعفة المشاكل وجعلتهم في اماكن محددة ومعرفة ونظم العمل من البورصة الى ساحة باب طويريج بعد ان حصلت مشاكل كثيرة ودعما لهم كونهم بسطاء ويبحثون عن الرزق الحلال تخلصوا من مافيات تأجير الارصفة لهم وقد تشكل هذه الحلول نسبة 85 بالمئة من انهاء مشاكلهم"، ويرى المصدر المطلع ان "افضل حل لهؤلاء هو ايجاد ساحة خاصة توفرها دائرة البلدية مقابل اجور معقولة لهم لجمعهم فيها ومنحهم فرصة للعمل والارتزاق بشكل منظم ليمكن السيطرة عليهم امنيا وتنظيميا وسحب عرباتهم من الشوارع لتعود متاحة للسابلة والزائرين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- هيئة سفينة النجاة :خمسون عاما من الاصرار على اقامة الشعائر الحسينية بنكهة كربلائية(صور)
- ألمانيا.. "قمع" الشرطة يلاحق نشطاء مناهضون للحرب على غزة