لا يمر يوم الا ووضعت في البريد اليومي لممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي عشرات الطلبات لمساعدات مقدمة من فقراء ومحتاجين ومرضى، وفي كل يوم تحال الموافقات الى جهات عدة لتنفيذها، ولكن ما استوقفنا هو الموافقات التي ترسل الى المستشفيات التابعة الى العتبة المقدسة والتي تكون مبالغها بملايين الدنانير، فقررنا ان نطلع على موافقات تخص جهة واحدة فقط من تلك الجهات، وقمنا بتصفح نزرا يسيرا من الموافقات التي ارسلت الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام مجانا او تخفيض كلفة العلاج الى النصف لمرضى السرطان في دقائق معدودة فوقع نظرنا على حجم هائل من الموافقات والمبالغ التي تتحملها العتبة الحسينية المقدسة وممثلية مكتب السيد علي السيستاني في كربلاء المقدسة، واول الموافقات كانت للمريض محسن عبد الرضا وتخفيض المبلغ من ثلاث ملايين و500 الف دينار الى مليون و750 الف دينار، والمريض سيف حسين من ثلاث ملايين و875 الف دينار الى مليون و935 الف دينار وخفض مبلغ المريض يحيى عباس من اربعة ملايين و125 الف دينار الى مليونين و600 الف دينار، اما المريضة فرعة نعمة فخفض مبلغ علاجها من اربعة ملايين و550 الف دينار الى مليونين و300 الف دينار، واذا اردنا ارقاما اعلى من ذلك بكثير فلنطلع على قصص التكفل الكامل بمبالغ العلاج.
زهراء والسيد السيستاني
تتحدث والدة الصبية زهراء عدنان حمود (15 عاما) من محافظة البصرة لوكالة نون الخبرية، عن حالة ابنتها بانها "اصيبت بورم سرطاني في عام 2018 وبعد عملية جراحية وعلاجات تحسنت حالتها وبعد الفحوصات الجديدة تفاجؤوا ان المرض انتشر في العظم والبطن، راسلت زهراء التي يأست من الحياة معتمد المرجعية الدينية في محافظة البصرة الشيخ مرتضى المسعودي وطلبت منه تحقيق امنيتها برسالة نصية " شيخنا الكريم امنيتي اشوف السيد السيستاني الله يحفظه قبل ما اموت" فتأثر الشيخ بتلك الرسالة وزارها في البيت ورتب لها لقاء مع المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني وجاؤوا بها من البصرة الى محافظة النجف الاشرف وغمرها الفرح والسرور برؤيته وزاد فرحها عندما دعى لها المرجع الاعلى بالشفاء وقال لها ولمن معها من الاطفال المرضى (احبكم كحبي لاولادي واحفادي وانتم في عيني)، وقصدت العائلة محافظة كربلاء المقدسة للزيارة فتدهورت حالة زهراء واصيبت بنزف حاد ونقلت الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام وشخصت حالتها واعطيت العلاجات اللازمة واستمرت بالعلاج لمدة 45 يوما وتحسنت حالتها كثيرا، وعندما ذهبت والدتها الى الحسابات لتسديد اجور العلاج اصابتها الصدمة وهي ترى قائمة الحساب بمبلغ يصل الى (14) مليون دينار وكاد يغمى عليها فبكت ونحبت وحارت كيف تدبر المبلغ وزوجها يعمل على بسطة لبيع الخضراوات في احد شوارع البصرة ولديها خمسة اطفال غير زهراء، ولما رأى ازهر موظف العلاقات حزنها وبكائها وهو شاب يعد شعلة نشاط في المؤسسة اخبرها ان هناك باب للمرجعية لا يرد سائلا فكتب طلبا لها واكمل اجراءاته في المؤسسة واوصله الى ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي تألم كثيرا على حالها وامر على الفور باعفاء عائلتها من تسديد الاجور وتحمل كامل التكاليف وكذلك معاملتها بمن هم بعمر 12 عاما ليكون علاجها لقادم الايام مجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة، وقدمت العائلة وافر شكرها لمقام المرجعية الدينية والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية لاسعافهم ورفع حمل الديون التي كانوا سيتحملونها عن كاهلهم ، اما عن التعامل الذي تقدمه ملاكات المؤسسة لزهراء فاوجزته الام بكلمتين بلهجة بصراوية (هيه بنيتهم)".
سائق التكسي
ساقول كلام يشهد علي الله ورسوله واهل بيته من صميم قلبي اني منذ دخلت قبل يومين كأني داخل الى الجنة ففي تلك المؤسسة تشعر انك ملك والكل يخدمك فعلى الفور اجريت لي الفحوصات وشخصوا كل اصابتي بيوم واحد فقط، ومنت علي المرجعية الدينية العليا ممثلة بالسيد علي السيستاني ووكيله المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة باعفائي من دفع اجور العلاج، بهذه المقدمة تحدث المريض عبد الكريم هاشم عمران لوكالة نون الخبرية، وهو ممدد على السرير وقد تورمت رجليه نتيجة اصابته بورم سرطاني في القولون والمستقيم منذ سبعة اشهر واكمل بقوله " راجعت اطباء ومستشفيات كثيرة في ديالى والسليمانية وبغداد وانفقت حوالي ستة ملايين دينار وانا كاسب واعمل سائق سيارة اجرة وتعبت جسديا وماديا ولم تتحسن حالتي، وبعد تشخيص حالتي قرر الاطباء علاجي بجرعات الكيمياوي وتلقيت جرعتين وساءت حالتي وفقدت الوعي، فمن الله علي عندما ابلغتني احدى المنظمات الانسانية بهذه المؤسسة وقررت المجيء ووصلت بصعوبة وجهود مضنية على حمالة في سيارة اسعاف كون السفر من ديالى الى كربلاء المقدسة لمسافة تصل الى 150 كيلومترا تعد صعبة جدا على المصاب بالسرطان، وهنا وجدت كل الرعاية والاهتمام لم ارى في حياتي مثله، وما زاد سعادتي ان العتبة الحسينية المقدسة تحملت كل مصاريف علاجي وانا اعلم ان علاجي سيصل الى ملايين الدنانير، لكن لا غرابة مع مواقف المرجعية الدينية العليا التي تمتد اذرعها الى كل ابناء العراق في جميع المحافظات للمساعدة والرعاية والعناية بهم، وقد تحسنت حالتي الصحية لان الموجودين هنا هم عائلتي".
متقاعد وجلسات
جاء حسن من محافظة ديالى يصحب والده خليفة احمد حمودي المريض منذ ستة اشهر وهو يحمل هموم مرض والده المصاب بورم سرطاني في المستقيم، وهم الديون التي اثقل بها نتيجة انفاق اموال كثيرة دون جدوى، راجعوا اطباء ومستشفيات في محافظة ديالى وانفقوا الكثير من الاموال فلم يفلح علاجه لعدم وجود العلاج بالاشعاع، ثم اصطحبه الى محافظة بغداد واعاد الكرة مرة اخرى ليراجع اطباء في عياداتهم الخاصة وحولوهم الى العلاج بالاشعاع في مستشفيات اهلية طلبت منهم مبلغ يصل الى تسعة ملايين دينار، وهو مبلغ يهز كيان العائلة الذي تعتمد على راتب الوالد المتقاعد، وجاء الفرج من خلال نصيحة تلقاها من احد اقربائه الذي عولج في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الورام وشفي من مرضه، فسارع حسن على الفور بجلب والده وادخله الى المؤسسة التي قدمت له مختلف انواع الخدمات الطبية والصحية منذ ثلاثة اسابيع وتلقى علاج الاشعاع في المؤسسة ويحتاج الى (29) جلسة اشعاع بتكاليف تبلغ ثلاثة ملايين و(625) الف دينار، ولكونهم فقراء الحال وانفقوا بحدود ستة ملايين دينار سابقا فما كان منهم الا ان رفعوا طلبا الى المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة طالبين تخفيض المبلغ لانهم فقراء وجاء الرد بتخيفض المبلغ الى النصف ليفتح امامهم باب امل بالعلاج، ويفتخر حسن بمؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام بقوله اشعر اني الان في مستشفى عالمي باحدى الدول المتقدمة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)