الكربلائي يدعو لاتباع السبل لجعل المواطن يهتم بالانتخاب ويحذر من خطورة الوضع الانساني في مدينة الصدر
تناول ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (الإنتخابات لمجالس المحافظات) مبينا (إننا نقترب من موعدها - ربما تجري في شهر تشرين الأول القادم ) حيث اكد على جملة من الأمور كان من أهمها (إجراء هذه الإنتخابات وفق آلية وضوابط تضمن نزاهتها وشفافيتها وبصيغة تسمح للمواطن أن يكون له فسحة وسعة في إختيار من يراه مناسباً وكفوءاً ونزيهاً ويعتقد أنه الذي يصلح لتمثيله في مجلس المحافظة، وتجنب أي آلية أو صيغة تؤدي إلى تقييد المواطن في الإختيار بحيث يضطر إلى إختيار وانتخاب شخص يرى أنه هناك من هو أفضل منه وأكفأ منه) جاء ذلك في حطبته الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الموافق 18/4/2008م.
وأضاف الكربلائي (في المرة السابقة كانت الآلية والصيغة هو إتبّاع نظام القائمة المغلقة ... وهذا جعل المواطن يختار أفراد تلك القائمة وربما يرى أن البعض منهم لا يصلح أصلاً لتمثيله في مجلس المحافظة أو يرى من هو أكفأ منه وأجدر).
وحول آلية الانتحابات حذر الكربلائي (إذا لم تكن الصيغة والآلية تسمح للمواطن بحرية الإختيار وإعطاء فسحة واسعة له في ذلك فإنه لمثل هذه الآلية آثاراً سلبية) مبينا أنه (ربما يؤدي وصول عناصر غير كفوءة إلى سدة المسؤولية التشريعية إلى حرمان البلد والمدينة من العطاء والخدمة التي يمكن أن يقدمها من هو أكفأ وأكثر نزاهة وإخلاص) مضيفا (وسيؤدي ذلك إلى زعزعة ثقة المواطن بآلية الإنتخابات إذ يرى أنها لم توصل تلك العناصر التي كان يأمل وصولها بينما كان أمله أن الانتخابات هي التي ستوفر له هذه الفرصة).
وطالب إمام جمعة كربلاء المقدسة (أن تكون الانتخابات بصيغة تحفِّز المواطن للمشاركة الواسعة فيها وتجنّب اي إجراء أو ضوابط تحدّ من هذه المشاركة (للمهجرين وغيرهم)) وطالب بـ (فتح المجال لجميع المكونات للمشاركة في هذه الإنتخابات وليس من الصحيح إستعمال اي أسلوب سواء أكان بالضغط أو غير ذلك من الأساليب التي تؤدي إلى حرمان بعض المكونات من المشاركة في هذه الإنتخابات لأن مثل هذا الأمر سيشعر هذه المكونات وجماهيرها بحرمانها من حق أساسي من حقوقها والشعور بالتهميش والإقصاء وقد يؤدي إلى نتائج سلبية أكبر من النتائج السلبية فيما لو مُنِعَتْ من خوض هذه الإنتخابات).
كما طالب المواطنين بأن لا يكون لديهم (شعور أو رؤية يؤكد أنه لا ثمرة ولا فائدة من المشاركة في هذه الإنتخابات او الإنتخابات القادمة لمجلس النواب) معتبرا أن البعض ممن لديه هذا الشعور قد (يعزف عن المشاركة في الانتحابات بسبب القصور الحاصل من الأداء الحكومي أو أداء مجلس النواب عن تحقيق طموحاتهم وآمالهم، وعدم توفر الخدمات وتوفير فرص العمل) وأكد الكربلائي (إن هذه الرؤية خاطئة جداً للأسباب التالية:
1. إن عدم مشاركتهم سيؤدي إلى صعود عناصر سيئة ومعادية لتوجهات المؤمنين والذين من أبناء هذا الشعب إذ أن مقاعد مجالس المحافظات ومجلس النواب لابد أن تملأ ولا يمكن أن تترك فارغة وإذا لم يصل إليها من هو أفضل من غيره – وإن كان دون مستوى الطموح والأماني – فسيملأ بعناصر سيئة وفاسدة وبالتالي نقع في شر أعظم.
2. لابد أن نبحث في أسباب عدم تحقيق طموحات وآمال الناس .. هل هو لأسباب خارجة عن إرادة هؤلاء المسؤولين أم لسبب فيهم).
وحول مسالة فرض القانون أشار ممثل المرجعية الدينية العليا إلى أنه ( في الوقت الذي ندعو الى تطبيق القانون وفرضه واحترامه وضرورة بسط الأمن والنظام في جميع مناطق العراق إلا أننا نؤكد أيضاً على خطورة الوضع الإنساني المتردي في مدينة الصدر حيث تشهد الكثير من هذه المناطق الحرمان من الخدمات الأساسية منذ فترة أسبوعين أو أكثر ومنها حرمان المواطنين من ماء الشرب حيث اتصلت إحدى العوائل وبيّنت أنه ربما تضطر بعض العوائل الى شرب المياه الآسنة!! وغير ذلك من الخدمات الأساسية كعدم توفر الغذاء).
مضيفا (كما إن الكثير من المواطنين الأبرياء ممن لا دخل لهم قد تضرروا فيما حصل بصورة كبيرة جراء الإشتباكات الجارية كأصحاب المحال التجارية في جميلة وأصحاب الدور وغيرهم ونأمل وندعو الحكومة الموقرة الى تعويض هؤلاء المواطنين بصورة عادلة وهذا سيّخفف كثيراً من التداعيات التي ربما تترتب على ما حصل من الإشتباكات).
وحول الجانب الخدمي في البلاد بين الكربلائي أن (من صفات الحاكم والمسؤول الذي دعت إليه الشريعة الإسلامية وأكد عليه أمير المؤمنين عليه السلام في خطبه هو الإستماع إلى شكاوى الناس وتخصيص جزء من الوقت والجهد لحل هذه المشاكل خاصة من لا يستطيعون الوصول إلى المسؤول لإسماعه شكاواهم واقترح هنا أن يكون لكل وزارة ودائرة لجنة تنظر في شكاوي المواطنين ممن يحبون خدمة الناس ويشعرون بمعاناتهم ويقومون برفع شكاواهم الصحيحة والمعقولة الى المسؤول لاتخاذ ما يراه مناسباً فقد تكون هناك ظلامات كثيرة تلحق بالمواطنين ولا يعلم بها المسؤول).
وضرب أمثلة على الشكاوى قائلا (هناك شكوى حراس المؤسسات التربوية في محافظة الديوانية -هنا نفرضها كمثال ولا نقصد أن ترفع هذه الظلامة فقط- بل أي ظلامة ترفع من اي مواطن أو شريحة في هذا البلد المظلوم لابد أن يستمع إليها ولابد أن تعالج وتؤخذ الإجراءات الفاعلة لمعالجتها، لا يمكن أن تبقى آلاف العوائل محرومة من المواد الأساسية ولا تستطيع أن تغطي إحتياجاتها البسيطة... من اجل أن نقتدي بسيرة أمير المؤمنين سلام الله عليه ونحقق شيء من ملامح دولة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ودولة أمير المؤمنين سلام الله عليه نقول لكل مسؤول إبتداءاً برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء النظر في شكاوى وظلامات المواطنين ... وتسعى جادة لرفع تلك الظلامات من أجل ان لا تبقى هذه وتتراكم).
أقرأ ايضاً
- نحتاج لقوات التحالف الدولي.. كردستان: داعش الآن أشد خطورة مما كان عليه في 2014
- في اليوم الثاني لحظر التجوال.. السوداني يتجول في بغداد و"يلتقي المواطنين"
- حظر التجوال في مدينة كربلاء المقدسة