كثيراً ما نشاهد أموراً خارجة عن المألوف ولكن نتقبلها ونقول في أنفسنا ربما عرض أمر إجباري جعلها تبدو كذلك ولكن أحياناً أخرى يكون الأمر غير مقبول وغير مفهوم.
غالبا ما تؤدي إقامة المشاريع الحديثة على أراضي جديدة لم تستصلح من قبل إلى تطفل هذه المشاريع على الأراضي والمزارع الخاصة بسكان تلك المناطق.
وفي بعض الأحيان تتضمن بعض هذه الأراضي مقابراً، حيث يقوم المسؤولون عن المشروع بإخراج الجثث ونقلها إلى أماكن أخرى على نفقتهم الخاصة لكن في بعض الحالات يرفض أهالي الأشخاص المتوفين فكرة نقل قبور أسلافهم إلى أمكنة أخرى مما يدفع الشركات لبناء المشاريع حول هذه القبور، مثل ما حدث في مدينة Amity الواقعة في ولاية Indiana التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقع القبر في منتصف الطريق.
حادثة مشابهة وقعت في مطار Savannah/Helton الدولي في مدينة Savannah التابعة لولاية Georgia الذي كان يخضع لعمليات التوسيع، حيث أنه قبل قرون كانت الغابات والمزارع في هذه المنطقة تابعةً لعائلة (دوتسون)،
وكانت مقبرة العائلة مليئة بمئات القبور، التي من بينها قبران يعودان إلى (ريتشارد دوتسون) Richard Dotson و(كاثرين دوتسون) Catherine Dotson اللذان توفيا بفارق سبع سنوات عن بعضهما في نهاية سبعينات القرن التاسع عشر، قبل ما يقارب العقدين من قيام الأخوين (رايت) بتحليقهما الأول.
بعد سنوات اندلعت الحرب العالمية الثانية، وتم افتتاح مطار عسكري تضمن قسما كبيرا من أراضي عائلة Dotson، وقامت إدارة الجيش بنقل معظم قبور العائلة إلى مقبرة Bonaventure، لكن تم إبقاء أربعة قبور في مكانها، ومن ضمنها قبري (ريتشارد) و(كاثرين).
بعد نهاية الحرب تم تحويل المطار من عسكري إلى مطار مدني، حيث بدأ العمل على المطار الجديد في ستينات القرن الماضي وتم الحصول على أراضي جديدة لتوسيعه. خلال أعمال التوسيع في السبعينات انتهى الأمر بهذه القبور واقعةً على أحد المدرجات المخطط بناؤها، وبما أن القانون الفيدرالي يمنع نقل القبور دون الحصول على موافقة الأبناء أو الأحفاد، قررت إدارة المطار تعبيد المدرج فوق القبور.
مكان القبرين الأصلي محدد اليوم بشهادتي قبر موضوعتان بسوية المدرج ضمن الإسفلت، ويبعدان حوالي الـ1100 متر غرب المدرج رقم 10. القبران موضوعان إلى جانب المدرج كي لا تمر الطائرات من فوقهما، وليتمكن الزوار والطيارون من مشاهدتهما لدى مرور الطائرة بالقرب منهما.
شاهد قبر (ريتشارد دوتسون) الذي ولد في الـ21 مارس سنة 1797 وتوفي في 29 مارس سنة 1884 عن عمر ناهز الـ87 سنة.
مطار Mathis (مغلق حالياً)، الذي يقع أيضاً في ولاية (جيورجيا) هو مطار آخر يحوي عددا من الأضرحة موضوعة بسوية واحدة مع سطح المدرج الإسفلتي. عندما تم البدء بالعمل على المطار في الستينات، أعطت عائلة (آنغلن) الإذن لإدارة المطار كي تجعل القبور تحت سطح المدرج، وفقا لذات العائلة هنالك ما يقارب الـ16 حتى الـ20 شخصاً دفنوا تحت المدرج.
متابعات
أقرأ ايضاً
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- مؤسساتها تعيل الفقراء والمتعففين :هيئة خدمة اهل البيت منعت في العراق ففتحت فروع لها في ايران وسوريا
- هيئة سفينة النجاة :خمسون عاما من الاصرار على اقامة الشعائر الحسينية بنكهة كربلائية(صور)