تتشابه صور سير الزائرين المتوجهين من جميع المحافظات الى مدينة الفداء في صورة سيل بشري اسود يقصد كربلاء المقدسة ورايات قليلة متناثرة او ثابته على سرادق الخدمة الحسينية، لكن لمواكب الرايات بصمة واضحة داخل تلك السيول البشرية تأخذ الالباب وتتوجه لها الانظار اينما سارت يرافقها سيارات تبث قصائد حسينية حماسية، فترى عشرات الرايات الحسينية متراصة ومحتشدة بالوان زاهية بينها حمراء وخضراء وبيضاء وسوداء وغيرها من الالوان تحمل اسماء الأئمة الاطهار او شهداء الطف ترفرف عالية تحملها سواعد فتية آمنوا بالقضية الحسينية متمرسين على السير رغم ثقل وزنها وقوة الرياح، ما يعطي للمسيرة الحسينية جمالية وحافز على قطع مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام لزيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
موكب شباب المنتظر
منذ خمسة اعوام واعضاء موكب شباب المنتظر يجددون العهد مع صاحب الزمان عليه السلام عبر حمل رايات كبيرة جدا بمسيرة مميزة من البصرة الى كربلاء المقدسة، يقول عنها مسؤول الموكب صلاح مصطفى نعمة، خلال حديثه لوكالة نون الخبرية، ان "البداية كانت عبر مجاميع تتكون من ثمانية اشخاص او عشرة ثم ازدادت الى 18 شخصا فتطورت والتحق الكثير من الشباب مع الموكب لما له من هيبة في المسير ولتكثير السواد والانصار للأمام المنتظر الآخذ بثأر الحسين فأصبحت الاعداد بالمئات"، ويستدرك ان "الفكرة تولدت من خلال احد اعضاء الموكب عندما اقترح ان نحمل الرايات فتباحثنا عن توفير الاموال والمستلزمات لتنفيذها، فتناخى شباب منطقة العالية في البصرة وتطوعوا لتنفيذها، ورغم ان كل اعضاء الموكب من الكسبة وعمال البناء الا انهم جمعوا الاموال عبر وضع صندوق للموكب يدفع العضو فيه عشرة الاف دينار شهريا فأصبح الموكب يحمل ستون راية بعد تفصيلها وخياطتها وكتابة اسماء الأئمة الاطهار الاثني عشر".
هذا الموكب يشير اليه نعمه بالقول انه "يسير ويستريح بمحطات محددة تقام فيها مجالس لطم وعزاء يشارك بها اعضاء الموكب والمواكب الاخرى لمدة ساعتين التي نبيت فيها ثم ننطلق في فجر اليوم الثاني الى محطة اخرى بالمسير واقامة العزاء وهكذا الى الوصول الى كربلاء المقدسة بعد مسيرة تستمر الى 18 يوما، مبينا ان الشباب يتحدون الضروف البيئية والهواء ويتناوبون على حمل الرايات وحاليا يسيرون مئتي شخص وهناك شباب مرتبطين بالامتحانات سيلتحقون بنا ليكون عدد الموكب الذي سيدخل كربلاء ويستعرض فيها بحدود 300 شخص ونقيم العزاء هناك".
موكب "مدد يا صاحب الغيبة"
كراديس اخرى تراصفت فيها الرايات بشكل لفت انظار المشاية واصحاب المواكب واهالي المناطق التي مر بها، تلك هي رايات موكب مدد يا صحاب الغيبة الذي خرج من منطقة الزبير قال عنها مسؤول الموكب كامل صباح، في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "الموكب بدأ براية واحدة كان يخرج بها اخي من البصرة الى كربلاء المقدسة وتضاعف العدد الى خمس رايات يحملها خمس اشخاص في العام 2008 فتجمع اهالي المنطقة من الشباب وببركات الإمام الحسين عليه السلام تضاعف العدد الى عشرات ثم مئات ليصبح موكبا كبيرا يشار له بالبنان"، فضلا عن "تسهيلات كثيرة في جمع الاموال عبر صندوق يشارك به الجميع حتى ولو بالف دينار، ثم تغيرت الرايات الى خمس رايات كبيرة الحجم يتناوب على حملها 15 شخصا".
ويكمل "ارتفع العدد في العام الماضي الى عشرين راية ومعها مئة شاب يتبادلون حملها، أما في هذا العام فخرج الموكب بخمسة وسبعين راية رافقها في البداية خمسة وسبعون شابا وصباح اليوم التحق جمع من الشباب بالموكب حتى وصل العدد الى 150 شاب من مناطق مختلفة من المحافظة بعد مشاهدتهم مقاطع فيديوية بثت على مواقع التواصل الاجتماعي يتناوبون على حملها، في طريق يمتد الى مسافة ( 510) كيلومترا، وبوزن يصل الى 25 كيلوغرام يرتفع الى 35 كيلوغرام خلال ارتفاع تيار الهواء، ومع المسير ترافق الموكب سيارتين تحمل سماعات كبيرة تبث القصائد الحسينية الحماسية لتنظم سير المشاركين من حملة الرايات وتتخلل المسيرة اقامة 17 عزاءً حسينيا في مناطق متفرقة من محافظات البصرة وذي قار والمثنى والقادسية وبابل وكربلاء المقدسة، وعند الوصول الى مدينة كربلاء الشهادة يبلغ عدد المشاركين في الموكب بحدود 350 شابا، يقيمون العزاء في المدينة ويشاركون في مسيرة المواكب داخل المرقدين الشريفين".
قاسم الحلفي - البصرة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- عمرها يتجاوز (500) عام :مهنة "رواف الملابس" اندثر سوقها في بغداد وتسير نحو الانقراض (مصور)
- مسيحيان في زيارة الاربعين :نطبق وصية السيد المسيح في كربلاء(فيديو)