بقلم:عباس الصباغ
لم يكن بعيدا عن التوقع ان يعترف تنظيم داعش الارهابي بمسؤوليته عن التفجيرات الارهابية الجبانة في قلب بغداد وغيرها والتي حملت بصماته المتوحشة ، وبعد هدوء نسبي استمر قرابة ثلاث سنوات شهدت اعمالا ارهابية ضد قوى الامن واخرى تخريبية في مواقع الطاقة الكهربائية ....الخ بالتعاون مع الخلايا النائمة وهي لم تكن نائمة ، وبهكذا عمليات ارهابية نوعية يمكن ان نسمّي اليوم الذي تقع فيه هذه الحوادث الارهابية باليوم الدامي كالخميس الفائت مثلا وقبله الكثير من الايام الدامية وهي جميعها لم تحدث محض صدفة لان الارهاب لايتحيّن الفرص بل يخطّط وفق استراتيجية ثابتة وان اختلفت تكتيكاته حسب الظروف اللوجستية على الارض بدليل ان الارهاب الداعشي مازال يمتلك المبادرة في توجيه ضرباته ليثبت انه مازال قويا وموجودا ، كما حصل في الباب الشرقي وساحة الطيران ، واثبتت عودة التفجيرات الارهابية ان الارهاب الداعشي يستطيع الوصول الى اي نقطة يختارها وفي أي وقت يشاء .
ويبقى رد الفعل الحكومي منحصرا في عبارات الادانة والتلويح بالضرب بيد من حديد وتقديم الجناة للعدالة ، مع احالة الملف المعني الى (لجنة ) تحقيقية عاجلة لمعرفة خيوط الجريمة والكشف عن المقصرين لمحاسبتهم ، والشيء الذي يتكرر انه لاتوجد اية جهة امنية تعترف بالتقصير وترمي باللائمة على الجهات الاخرى وتبرّئ نفسها محمّلة غيرها المسؤولية في حدوث الخرق الامني ، ويتكرر هذا السيناريو مع كل حدث ارهابي نوعي ، كما حدث في الباب الشرقي (قلب بغداد) الحيوية و كان على الجهات التنفيذية ان توليها عنايتهم الفائقة وخاصة الجهات الاستخبارية فلم يحصل هذا للأسف كما اعتاد العراقيون عقيب كل عملية ارهابية نوعية ان تحصل عملية اعفاء او مناقلة للمناصب والمسؤولين في السلطات الامنية "كعقوبة " ، ومع هذا تتكرر العمليات الارهابية الوحشية التي تحصد المئات من الضحايا فضلا عن خراب البنى التحتية، فتذهب تلك الاعفاءات والمناقلات والتغييرات في المناصب والمواقع الوظيفية الامنية ادراج الرياح ومع هذا تبقى الكرة دائما في ملعب الجهات الاستخبارية صاحبة التقصير الاكبر في كوارث من هذا النوع، وبدون التحرّك دوليا على الجهات التي تساند الارهاب مهما كانت لاستحصال قرار يدينها او يوقف انشطتها التخريبية في العراق او تجفيف منابعه تبقى المشكلة ذاتها دون حل مرتقب.
الرحمة والخلود لجميع شهداء العراق
أقرأ ايضاً
- من يُنعش بغداد ؟
- تركيا تحاور بغداد على احتلالها القادم
- هل تفكك زيارة أردوغان العقد المستعصية بين بغداد وأنقرة؟