نشرت صحيفة الدار الكويتية عن مصادر أمنية عراقية جانبا من التحقيقات التي تجري مع بعض عناصر تنظيم القاعدة، المتورطين بحوادث قتل المدنيين فضلا عن تنفيذ اعمال السطو المسلح لبعض المصارف ومحال الصاغة في بغداد.
الارهابي (م . س) احد الذين تم القبض عليهم ضمن المجموعة اعترف بانتمائه إلى تنظيم القاعدة منذ عام 2007 في منطقة جنوب بغداد فيما يسمى سابقا بمثلث الموت، واعترف باستمراره في العمل الإجرامي وتنفيذ مخططات القاعدة بقتل المواطنين وتفجير السيارات في الاسواق الشعبية والمناطق السكنية، واعترافه من خلال قيامه مع إفراد مجموعته المكونة من 12 شخصاً بنصب عبوات ناسفة على الطريق السريع الذي يربط بغداد بالمحافظات الجنوبية، واستهداف الزوار والركاب الذين يسلكون هذه الطريق، واستهدافهم لأكثر من مرة القوات الامنية والارتال العسكرية العراقية.
ويبدو أن أمراء دولة العراق الإسلامية قد فقدوا القدرة على تحديد مفهوم الجهاد الصحيح، فباتوا يرون في كل من يخالفهم مجرد الرأي عدوا حقيقيا يستوجب الهلاك والقتل. حتى لو كان هذا الطرف احد اهم عناصرهم الذي يعتمد عليه في تنفيذ عمليات القتل والتفجير، كما حدث مع (ج . و) والذي انتقد بعض افعال التنظيم او اختلف معهم في امور معينة فكان جزاؤه اصدار امر بالقتل والتمثيل بجثته.
إشعال الفتنة
يضيف الارهابي الاول «بعد تكثيف القوات الامنية من وجودها في مناطق جنوب بغداد، الأمر الذي حدا بنا إلى التقليل من نشاطنا ومحاولة إيجاد سبل أخرى لتنفيذ خططنا». وكانت عملية قتل الطبيب (ع . ف) على طريق حلة- بغداد، حين عودته الى منزله في منطقة الاسكندرية، بداية للعودة الى نقطة الاقتتال بين العشائر في تلك المنطقة بعد ان هدأت لفترة طويلة، فقتل الطبيب خلف وراءه مشاكل بين عشائر عدة هناك، خصوصا بعد قيامهم بالتمثيل بجثة الطبيب، وبعد مرور عشرة ايام من الحادث قاموا بقتل احد الموظفين الذين يعملون في احدى مؤسسات وزارة الصناعة، وهو ينتمي الى نفس عشائر تلك المنطقة، واستخدموا الأسلوب نفسه بالقتل والتمثيل بالجثة، الأمر الذي اثار حفيظة العشائر هناك، ولكن بعد تغليب العقل والمنطق وللحفاظ على الدم العراقي وعلى امن البلد، ومن كون حوادث القتل قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشعال نار الطائفية من جديد، عقدت العشائر هناك مجلسا للتصالح والتشاور للحد من مثل تلك الاعمال ووضع حراس ليليين يجوبون المنطقة لمعرفة الفاعلين. هذا الامر انعكس بشكل سلبي على التنظيم وجعلهم يلجأون الى أسلوب جديد في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية وكل ذلك كان تحت إشراف وتنسيق مع أمراء التنظيم ، افراد التنظيم اصبحوا يجدون صعوبة في التحرك خصوصا بعد الإمساك بمجموعة من إفراد التنظيم، واصبحت هناك صعوبة بالاتصال فيما بينهم. إضافة إلى تأخر حصولهم على الأموال الأمر الذي دفعهم إلى قتل تجار وبعض الميسورين والسطو على اموالهم للاستمرار بالمخطط الاجرامي.
سرقات وتهجير الأهالي.
(ح . ق) الارهابي الثاني يتحدث قائلاً «كان انتمائي إلى تنظيم القاعدة عام 2006. وقمت بأول عمل إرهابي هو خطف ثلاث شاحنات تحمل مجموعة من الاجهزة الكهربائية، وقمت بقتل سائقيها. وبعد ذلك قمنا مع بعض افراد المجموعة بحرق جثثهم. بعد ذلك قمنا ببيع الاجهزة والحصول على المال، ويضيف «قمنا بالسطو على منزل احد الأشخاص في منطقة اللطيفية وأطلقنا النار وقتلنا كل الموجودين في البيت، وكان عددهم ستة اشخاص، بعد ذلك قمنا بسرقة سيارة (كيا) موديل 2009 من مرآب المنزل، وبعد ايام من الحادث قمنا بنصب سيطرة وهمية، وكنا نختار الضحايا بشكل اعتباطي ونقتل معظمهم، وكنا نسجل اعمال القتل تلك بالفيديو لإرسالها إلى أمراء التنظيم، وفي المقابل كانت ترسل لنا الأموال لقاء عمليات القتل التي نقوم بها.
ويضيف ارهابي اخر قائلا «بعد اشتداد عمليات العنف الطائفي في منطقة جنوب بغداد، هذه الاوضاع غير الطبيعية جعلتنا نستثمرها ونجبر الكثير من الاهالي على ترك منازلهم وتحت تهديد السلاح، كانت فرصة لتهجيرهم من منازلهم وسرقة ما يمكن سرقته من مصوغات وأثاث، ومن رفض الخروج من داره قمنا بقتله مع افراد عائلته ورمينا جثثهم في البساتين ودفنا اخرين.
رفض شعبي
الارهابي الاخر المدعو (ط . س) يؤكد انهم بدأوا في الفترة الاخيرة يخسرون الكثير من الحاضنات التي كانت تحويهم في المنطقة والكثير قد انقلب عليهم، حيث يضيف «كان كل شيء يسير بصورة طبيعية وحسب ما مخطط له ولا نعلم كيف اخترق التنظيم من قبل القوات الأمنية، فقد عمل امراء التنظيم على توسيع نطاق عملنا ليشمل كل مناطق جنوب بغداد، لكن كثافة وجود ونشاط القوات الامنية جعلنا نقلص من نشاطنا ونقلل من تحركاتنا فضلا عن اكتشاف الأماكن التي نلتقي فيها».
هذا الارهابي كان شديد الاجرام وكثير القتل وشغوفا بالتعذيب، خبيرا بتمزيق و بتشريح الجثث. حيث يقول «كنت اول من يرغب باطلاق النار على الضحايا»، ولاؤه إلى التنظيم كبير ومشهود له، كان طموحا ويرغب باعتلاء احد المناصب الوزارية في حالة تشكيل ما يسمى بـ (دولة العراق الاسلامية».
ويضيف «قمت مع افراد مجموعتي بقتل وتهجير الكثير من اهالي اللطيفية، والتمثيل بجثث بعض الضحايا امام من كان يرفض المغادرة وترك منزله، وكل ذلك كان يسجل على أقراص (CD) ونرسلها إلى أمراء التنظيم لننال رضاهم، إضافة إلى قتل عدد من الموظفين والمهندسين العاملين في دوائر الدولة، وقمنا بزرع عدد من العبوات الناسفة على الطرق الخارجية وتفجيرها بشـكل عشوائي.
أقرأ ايضاً
- العربية: إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب مقابل صفقة التبادل
- العراق وايران يتفقان على برامج مشتركة للعمل الإعلامي
- وزير الداخلية يؤكد على نصب كاميرات ذكية في جميع المناطق