حث ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الثالث من شعبان المعظم 1431هـ الموافق 16-7-2010 م الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الإسراع في تشكيل الحكومة الاتحادية، وأوضح إن الطموح في تشكيل الحكومة لا يكون بعيد المنال، لكنه في الوقت نفسه لا يتحقق بشكل عفوي وإنما يحتاج إلى إرادة قوية وعزيمة راسخة لا تلين ويحتاج إلى تضحيات والتضحيات عادة تقدم من اجل أهداف كبيرة ونبيلة وتابع سماحته قائلا: إن تأخر تشكيل الحكومة ليس مسألة صحية، وكلما حاولنا أن نسرع بالتشكيل كلما تخلصنا من مشاكل آنية قائمة قد تجر إلى مشاكل ثانوية أخرى، وأعرب عن اعتقاده إنه وبعد هذه الفترة الطويلة من غير المنطقي ومن غير المبرر أن تحدث خروقات دستورية إضافية هذا أولا، وثانيا ً وبعد هذا الانتظار فالمأمول أن تتشكل حكومة مبنية على حالة من القوة والانسجام والمهنية فيما بينها، مثل هكذا تشكيلة ومع كثرة المشاكل التي يعاني منها البلد كفيلة بالقضاء على جميع المشاكل.
وأوضح إن هناك مشاكل أصبحت حقيقية وكأنها معضلة وليس لها حل لكن المسالة ليست هكذا، فإنها بحاجة إلى شخصيات قوية وحازمة ونزيهة وذات رؤى واضحة ومهنية تعرف ماذا تقول وتستطيع أن تشخص الداء وتستطيع أن تضع الدواء وهي موجودة وباستطاعتها أن تعوض عن الحالات السابقة، وعزى التلكؤ الحاصل الآن بالرغم من اعتزازه بايجابيات الفترة السابقة من دون أن يغمط فيها حق أحد – إلى وجود مجموعة من العوامل لعل من جملتها عدم المهنية في كثير من المفاصل.
ووجه خطابه لبعض المسؤولين قائلا: الفترات تطول والناس ترتقب ما هي الأخبار هل تشكلت الحكومة أو هل تقدمت الأمور خطوة إلى الأمام ؟!!! لابد على المسؤول أن يلبي حاجات الناس، فالشعب العراقي يحتاج الكثير وهو قد عانى الكثير من الظلم والإهمال، وحان الآن للبلد أن يتعافى، الآن هو وقت العمل والمسؤول يجب أن يشعر في داخله إن هناك حالة طوارئ يجيّش كل الإمكانيات والطاقات من اجل العمل.
وطالب الإخوة المسؤولين عندما يسمعوا كلام الناس يجب أن يكفوا عن الإختلافات والاصطفافات ويكون همهم الأول والأخير تقديم الخدمات، فالعراق حاليا بأمس الحاجة إلى طرق وكهرباء وصحة وخدمات أخرى وكل هذه الأمور نحتاجها ... وإذا ما توفرت النية الصادقة فإن جميع هذه الأمور تنجز في وقت قد يكون قياسي إذا كانت هناك همّة وعمل دؤوب وجرأة وإقدام، وهؤلاء الناس أول المعاضدين لكل من يخدم العراق.
وفي سياق آخر من خطبته قال سماحة السيد أحمد الصافي إن وزارة التخطيط قد تقوم بإحصاء، وهناك موروث عند الكل نتيجة الوضع السابق أن يخفي المعلومات دائماً ويفكر إن الكثير من طلبات الدولة واستمارات الدولة فيها معلومات قد المواطن حريص على أن لا يظهرها، وهذا لا يتماشى مع الوضع الجديد الذي بحاجة إلى إظهار المعلومة حيث إنها مسألة مهمة واستراتيجية، فكثير من القرارات تبنى وفق مؤشرات بيانية، فإحصاءات الدواء والسكن وقضية توفير الخدمات تحتاج إلى توزيع وتخطيط وتنسيق، ومسألة الإحصاء والتعاون مع الإخوة الإحصائيين حتى في الأمور التمهيدية التي تكون في كربلاء بعد يومين أو ثلاث ضرورة لابد منها.. مطالبا جميع المواطنين أن يبذلوا تعاونا وتواصلا مع تلك اللجان من اجل ترقيم وتثبيت المعلومة بشكل صحيح لحين الإحصاء في الشهر العاشر.
وعن المناسبات الشعبانية التي من ضمنها ولادة الإمام الحجة ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) التي هي عزيزة على محبي أهل البيت ( عليهم السلام) ولهم فيها مراسيم خاصة ولهم فيها احتفالات خاصة، انتقد سماحته بعض الممارسات التي أصبحت تمثّل حالة متطفلة وليس لها أية علاقة بالشريعة لا من بعيد ولا من قريب. وأشار إلى إن حالة البهجة ينبغي أن لا تصل بنا إلى حالة الانحراف، فالإنسان يجب أن يكون كيّساً سواء في حزنه أو في فرحه، أما أن يخرج عن الطريقة المقبولة شرعاً هذا الفرح لا قيمة له أمام الله تعالى.
وأعرب عن شكره وامتنانه لمجلس المحافظة في كربلاء المقدسة عندما أصدر قانوناً – تعميماً – اسماه ( لكي نحافظ على قدسية المدينة ) مبينا إن هذه مسألة في غاية الأهمية .. إذ إن هناك مدنا لها حرمة وهذه الحرمة ناشئة من قداستها عند أهلها مشيرا إلى إن هذه المسألة موجودة عند كل دول العالم، فهناك أمكنة يحرم على الجميع أن يمارس فيها أعمال وان كانت عادية، وهذا يشمل المسلمين وغير المسلمين ومن جملة المدن المقدسة التي لها حرمة هي مدننا المقدسة سامراء وكربلاء والنجف والكاظمية ... هذه المدن لا بد أن نحافظ على قدسيتها، فالإنسان الساكن والمولود فيها يجب أن يعرف إن جزءاً من هويته هو احترام هذه المدينة، مبديا استغرابه من بعض الإخوة الذي لا يكترث ويعتبر هذا الأمر هو نوع من عدم التحضر، وفات هذا البعض إن الإنسان عندما يحترم مقدساته فهو إنسان متحضر ومتنور.
وفي الختام دعا سماحة السيد الصافي الجهات المعنية في كربلاء تطبيق ما صدر عن المجلس من قوانين، لأنها تحافظ على قدسية المدينة، ومن ضمن الأمور التي ينبغي أن يطالها المنع استعمال أجهزة الدي في دي أو الفديو أو الراديو من عرض أو تشغيل مقاطع صوتية في الشوارع العامة وعرض الملابس النسائية في الشوارع أو في واجهة المحلات بشكل واضح يتنافي مع الآداب أو الذوق العام، معتقدا إن الناس تريد هذا المطلب وتؤيده والمجلس منبثق من الناس ومن ضمن صلاحياته المحافظة على قدسية المدينة...
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- رويترز: السيد حسن نصر الله على قيد الحياة
- الأسد يصدر مرسوما يقضي بتشكيل الحكومة الجديدة ويعين المقداد نائباً له
- نصر الله يشكر الحكومة العراقية على إرسالها الكوادر والمساعدات الطبية إلى لبنان