تلقت الاوساط السياسية بامتعاض تصريحات مستشار الامن الوطني السابق موفق الربيعي التي ذكر فيها ان مفاتيح الملفات العراقية هي بيد ضابط كبير في فيلق القدس الايراني، فيما قال احد اعضاء ائتلاف دولة القانون ان الربيعي يطرح نفسه مرشح تسوية لرئاسة الحكومة المقبلة، وهو يمهد بالهجوم على ايران على هذا النحو، الى كسب ود الممكلة العربية السعودية.
عضو التحالف الوطني القاضي وائل عبد اللطيف قال ان على «موفق الربيعي ان يتحدث بشكل موضوعي وصريح وان لا يتهم ايران بشكل منفرد في تدخلها بالعراق».
واضاف عبد اللطيف في مقابلة مع «العالم» ان «تصريحات الربيعي غريبة وملفتة بعض الشيء رغم ان بعض هذه التصريحات فيها بعض المصداقية». واشار عضو الائتلاف الوطني الى ان «من يتحدث عن وقائع تاريخية للوضع السياسي فعليه ان يكون منصفا أي بمعنى ان يتحدث بشكل واضح عن كافة التدخلات الخارجية بالشان العراقي».
وتابع ان «من يتدخل في العراق ليس ايران وقاسم سليماني بل هناك المخابرات السعودية والمصرية وحتى الفلسطينية متمثلة بـ(محمد دحلان)».
وعن مغزى هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات اوضح عبد اللطيف ان «تصريحات الربيعي لها معان كثيرة منها التاكيد على ان الائتلاف الوطني العراقي مرتبط بعلاقات وطيدة مع القيادات الايرانية لذلك فعلى مستشار الامن القومي السابق المنتمي الى الائتلاف الوطني ان يختار بين بقائه في الائتلاف او انتقاده واستهدافه لكن بعد ان يخرج منه».
وكان الربيعي قال في حوار صحفي نشر أمس الاربعاء في بغداد، ان «ضابطا ايرانيا له القول الفصل في الملف العراقي». واضاف «لا اريد ان اذكر اشخاصا، لكن من الواضح انه يمسك بالملف العراقي، واعتقد ان رتبته، حسب ما اذكر، هي لواء في الحرس الثوري في مقر (فيلق) القدس المعني بحركات التحرر في العالم». واكد الربيعي ان هذا الشخص «هو المسؤول عن الملف العراقي، واعتقد ان له القول الفصل في ذلك». واشار الربيعي الى ان الضابط الايراني «من خلال علاقاته التاريخية مع كثير من القيادات العراقية يؤثر بقناعاته عليهم».
في غضون ذلك عبر القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى الشيخ جلال الدين الصغير عن تحفظه على مضمون تصريحات الربيعي.
الصغير قال في تصريح لـ «العالم» امس ان «مثل هذه التصريحات بحاجة الى ان تبحث بشكل دقيق لان تلك التصريحات قد تكون تعرضت للتلاعب او انها فسرت بشكل غير صحيح». لكن القيادي في منظمة بدر محمد البياتي اكد في حديث لـ»العالم» ان «تصريحات مستشار الامن القومي قد تكون بمثابة رسائل الى كل من اميركا وايران والدول العربية المحيطة بالعراق». وذكر ان «تلك التصريحات لاتشكل تأثيرا على الاطراف السياسية الداخلية سيما وان الربيعي لم يحصل على مقعد في البرلمان».
من جانبه قال زعيم حزب الامة العراقية والنائب في البرلمان السابق مثال الالوسي «انا مسرورا جدا لكلام الدكتور موفق الربيعي، لأن التدخل الايراني في العراق كبير».
واضاف الالوسي الذي كان يتحدث لـ»العالم» من خارج العراق ان «الضغط الايراني خلال الفترة الماضية كان كبيرا لان حكومة طهران تحاول ان تجد موطأ قدم لها في العراق وان تتخلص من العزلة الدولية من خلال ابتزاز الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب عبر عملائها في العراق».
الالوسي اعرب عن اعتقاده ان «ايران تحاول ان ترسل رسائل الى دول العالم من خلال سياسيين عراقيين مرتبطين بها، ومفاد تلك الرسائل هي ان لايران القدرة على التحرك في العراق لكن هذا الكلام غير صحيح لان الشعب العراقي رفض هيمنة العملاء والمليشيات المرتبطين بها من خلال العمليات الامنية التي نفذتها الحكومة في البصرة وبغداد وباقي المدن الاخرى».
وتعليقا على تصريحات مستشار الامن الوطني السابق، يرى عضو ائتلاف دولة القانون عزت الشابندر ان «تصريحات الربيعي هي رسالة موجهة الى السعودية من أجل كسب ودها».
واضاف في تصريح لـ»العالم» ان الربيعي «يطرح نفسه حاليا مرشح تسوية لمنصب رئيس الوزراء، وعلى هذا الاساس يسعى لكسب ود السعودية، من بوابة الهجوم على ايران » ، موضحا ان «مثل هذه المواقف ليست غريبة عن الربيعي ».
أقرأ ايضاً
- العربية: إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب مقابل صفقة التبادل
- العراق وايران يتفقان على برامج مشتركة للعمل الإعلامي
- الأنواء الجوية: أمطار ودرجات حرارة ثلاثينية في أغلب المحافظات العراقية