طالب ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الخامس عشر من جمادي الأولى 1431هـ الموافق 30-3-2010م الجهات السياسية الإسراع بتشكيل الحكومة لرفع المعاناة عن الشعب العراقي الذي تحدى كل الصعاب ولا زال شعبا قويا صامدا.
وتساءل قائلا: إلى متى يبقى الوضع هكذا؟! لماذا هذا الوضع المتأزم إلى الآن؟! من يتحمل هذه الحالة الصعبة التي يمر بها البلد؟! وفي معرض إجابته أكد إننا لا نستورد حلاً وإنما نحن يجب من نضع الحلول وليس غيرنا.. حيث أن الوضع قلق وكلما تأخرنا يوم كلما خرجت لنا مشكلة أخرى!! وتمنى على الفرقاء السياسيين ان يتركوا الخطابات الفارغة جانبا ويتحملوا المسؤولية بتقديم مشروع جدي حقيقي ينهض خدمة للبلد ...
واستطرد إننا بحاجة إلى خطوة جريئة حقيقية من كل الأطراف وتنازل حقيقي من كل الأطراف والهدف هو العراق .. إذ أنه لا يخسر احد شيء في مقابل البلد ... نحن لا نريد أن نصل إلى حافات صعبة وإنما نحن في طريق يمكن أن نعالج الموقف .. كفى صراعاً!! كفى دماء!! كفى نزفاً!! هناك خطابات تصعيدية قال وقلت .. وذاك تكلم وذاك عقب.. وهكذا دواليك والنتيجة إن الشعب العراقي لا يجني من تلك الأقاويل أية ثمرة.
ووجه سماحة السيد الصافي خطابه للجهات المعنية بقوله: اخبروني عن تشكيل الحكومة وفق رؤاكم ووفق برامجكم، واخبروني هل باستطاعتكم تجاوز الكثير من الأمور وهل بإمكانكم إنزال البشارة على الشعب العراقي؟! وذكر إن البلد لا تحل مشاكله إلا بأهله وانتم خيار الشعب العراقي .. وان شاء الله انتم جديرون بالثقة .. وحالة الانكماش النفسي والضغط النفسي انفضوها .. امشوا بقامة واقفة وثقة مملوءة وسننتصر بأقرب وقت ممكن بمشيئة الله. وتطرق سماحته عن الوضع الأمني المتأزم وقال من يتحمل المسؤولية؟ فالإختلاف جميل ولكن بشرط أن يوصلنا إلى نتيجة .. لا أن يوصلنا إلى العنف والدماء، ولا أن يوصلنا إلى مهاترات فلان عنده جهاز مخترق .. وفلان عنده جهة سياسية ممكن أن يمول الإرهاب .. وفلان شخص سياسي ممكن أن يغطي على المجرمين، إلى متى يستمر الوضع هكذا؟!! من المستفيد من ذلك ؟!! اختلاف وجهات النظر مطلب صحي جداً .. ولكن ينبغي أن لا تصل إلى حالة العنف وحالة الدماء .. هذه خطوط حمراء لا يرضى بها احد ..
وتحدث عن العراق من الشمال إلى الجنوب قائلا: إن هذه التركيبة الجميلة ينبغي أن تعمل لحفظ البلد والحرص على تقديم الخدمات لمواطنيه، وطالب الكتل السياسية بالخروج من هذه الشرنقة وهذا الجو المشحون والوصول إلى حل يرضي الجميع .. لا أن يبقى الكل يتفرج ..
بل المؤمل من الجميع أن يتحمل المسؤولية بشكل حقيقي وأن يبدأ الحوار والحراك من الكل من اجل إنقاذ الوضع، وان يكون الحوار لغرض البناء ولملمة الوضع وأنا أتنازل و أنت تتنازل .. وحبنا للبلد هو الذي يجعلنا نتقدم ..
وعن ضرورة وجود ثورة أخلاقية في دوائر الدولة ترجعنا إلى أصولنا وأخلاقنا وتراثنا، طالب ممثل المرجعية الدينية العليا جميع الموظفين العاملين في الدوائر الحكومية بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن حالة التعالي على الآخرين، والابتعاد عن الرشوة والأخلاق الجافة، فالإنسان إذا لم يلاحظ نفسه يتحول إلى طاغوت، والسياسي على رأس الهرم إلى آخر شخص في الدولة مطلوب منهم الأخلاق .. نحن بحاجة إلى ثورة أخلاقية .. في المدارس والجامعات والأسواق لابد من وجود حل .. عودة إلى الأخلاق الفاضلة ..
وفي ختام الخطبة أوصى الجميع الرفق بالمواطن العراقي الذي بات يتأرجح بين التأزم السياسي ونقص الخدمات وجفاء المعاملة من بعض الدوائر الحكومية!! وحفز المسؤول بتحسس المعاناة التي يواجهها المواطن ولاسيما الفقير والمسن والمريض الذي يتقلب من أزمة إلى أزمة تزيده هما على همه وغما على غمه قائلا: اذهب إلى الأحياء الفقيرة ولا يمكن أن تكون في برجك العاجي أو أي موقع والناس بحاجة إليك، فخفف عن المواطن بالمواصلة معه وتقديم الخدمات له ضمن ما يتيحه لك القانون والأخلاق.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- الصين ترّد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- السفيرة الاميركية تحث الحكومة على اجراء تحقيق كامل بهجوم كورمور
- بالصور:الكشف عن مواطن سوري انتحل صفة طبيب في كربلاء