حجم النص
أكد مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي (اف. بي. آي) ان السلطات الأميركية احتجزت اول من امس محمد نور الدين الصافي (36 سنة)، ابن الزوجة الثانية لصدام حسين بعد نزوله في احد فنادق ميامي بولاية فلوريدا، قادماً من نيوزيلندا التي يحمل جنسيتها ويعمل مهندس طيران في احدى شركات الطيران فيها. وقالت جولي اوريولا المتحدثة باسم المكتب ان عناصر من (اف. بي. آي) وسلطات الهجرة ومكافحة الارهاب احتجزت الصافي بسبب مخالفته انظمة تأشيرات الدخول الى الولايات المتحدة، وانه محتجز في احد المراكز التابعة لسلطات الهجرة لاستكمال التحقيقات معه. وأوضحت ان الصافي دخل الى الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية، لكنه تبين انه يريد الالتحاق في مدرسة للطيران لاعادة التأهيل لمدة أربعة أيام، وهذا أمر مخالف للتأشيرة السياحية التي دخل بها عبر مطار لوس انجليس بولاية كاليفورنيا. ونقلت صحيفة «ميامي هيرالد» عن جيم غولدمان مساعد مدير التحقيقات في دائرة الهجرة والجنسية انه «توفرت للسلطات المعنية معلومات أفادت بأن محمد الصافي جاء لتعلم الطيران»، ولم يحصل على تأشيرة لهذا الغرض، حسب ما تتطلبه الأنظمة المعمول بها. وقال غولدمان: انه لا تتوفر لدى الأجهزة والسلطات الأمنية أي أدلة على أي صلة للصافي بجماعات ارهابية. وذكر ان الصافي نفى أي علاقة له بصدام حسين. وكان ابن زوجة الرئيس المخلوع قد وصل الى لوس انجليس قادماً من نيوزيلندا في طائرة نيوزيلندية في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي، ثم واصل سفره على رحلة لاحدى طائرات شركة طيران اميركية في اليوم نفسه ليصل الى ميامي صباح اول من امس، وبعد رجوعه الى غرفته في احد فنادق ميامي، بعد ظهر الأربعاء دخل عليه عناصر من (اف. بي. آي) وسلطات الهجرة ومكافحة الارهاب الذين كانوا يراقبونه ويتابعونه منذ وصوله الى لوس انجليس واستجوبوه. وذكرت السلطات الأمنية الأميركية انه تم ايضاً استجواب طيار في نيوزيلندا يحمل الجنسية الأميركية كان برفقة الصافي لكنه تم الافراج عنه، بينما يستمر احتجاز الصافي لانهاء اجراءات ترحيله. وقال غولدمان: ان الصافي أراد البقاء في ميامي أربعة أيام لتلقي دورة قصيرة لتجديد معلوماته عن هندسة الطيران. وقال: ان الصافي تلقى في الماضي تدريباً على الطيران وهو طيار. ومما أثار شكوك المحققين وسلطات الأمن والهجرة، ان الصافي يريد ان يتلقى الدورة التدريبية القصيرة في مدرسة «ايروسيرفس» لتعليم الطيران، وهي نفس المدرسة التي تدرب فيها هاني حنجور وزياد الجراح اللذان يعتقد انهما كانا بين الخاطفين الـ19 الذين قاموا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي. ومما أثار الشكوك ايضاً ان الصافي يريد تلقي هذه الدورة في هذه الأيام حيث عطلة عيد الاستقلال للولايات المتحدة، وهي فترة لا يعمل فيها إلا القليل جداً من الناس، ويقول المسؤولون الأميركيون ايضاً ان الشكوك ثارت ايضاً حول ما اذا كان هناك أي سر او منطق وراء ان يقطع الصافي كل هذه المسافة الطويلة لتلقي دورة تدريبية قصيرة، كان يمكن ان يتلقاها في أي بلد آخر. والسؤال الأهم الذي طرحه المحققون هو: لماذا لم يحصل على تأشيرة لغرض تلقي التدريب؟ وذكر ان الصافي رد على الشكوك بقوله انه حصل على التأشيرة السياحية لتجنب تعقيدات تأشيرة التدريب في الولايات المتحدة، ثم انه اختار مدرسة الطيران هذه بالذات لأنه يعتقد بأنها الأفضل من نوعها في العالم. لكن هذه التفسيرات لم تقنع المحققين. ولأنه لا توجد أدلة على ارتباط الصافي بجماعة ارهابية، فانه سيتم ترحيله حسب قول المسؤولين. وظهر اسم محمد الصافي لدى الأجهزة والسلطات الأمنية الأميركية اثناء التحقيقات في هجمات 11 سبتمبر الماضي إذ تبين للسلطات انه دخل الى الولايات المتحدة في الرابع من الشهر نفسه أي قبل أسبوع من التفجيرات، ووصل الى لوس انجليس، وهو في طريقه الى لندن، لكنه تبين للسلطات ان وجوده في تلك الفترة في اميركا كان مجرد مصادفة وأمراً عابراً. وذكرت السلطات الأميركية انها أبلغت السلطات النيوزيلندية، بأمر الصافي في حينه لكنه لم يترتب على ذلك أي شيء. من المعروف ان الولايات المتحدة شددت بشكل كبير جداً اجراءات الحصول على تأشيرات الدخول اليها لغرض تلقي التدريب على الطيران خصوصاً، والتأشيرات لغرض الدراسة فيها بعد هجمات 11 سبتمبر. وجاء احتجاز الصافي عشية احتفالات الولايات المتحدة بعيد استقلالها امس حيث اتخذت اجراءات أمن وحماية شديدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد تحسباً لوقوع هجمات ارهابية جديدة. ومحمد الصافي هو الابن الأكبر لسميرة الشهبندر الزوجة الثانية للرئيس العراقي، من زواجها الأول من نور الدين الصافي الذي كان مديراً عاماً للخطوط الجوية العراقية، وهو مهندس طيران ايضاً. وتفيد معلومات المصادر المطلعة بأن الرئيس العراقي تعرف على الشهبندر في نهاية عقد السبعينات في نادي الصيد ببغداد، وهو ناد خاص بالنخبة الحاكمة في العراق. وكانت من قبل مضيفة في الخطوط الجوية العراقية. ولم يعلن رسمياً عن زواج الرئيس العراقي من الشهبندر التي تقول المصادر العراقية ان لها من الرئيس صدام حسين ابناً واحداً على الأقل اسمه علي. متابعات
أقرأ ايضاً
- السفيرة الامريكية لدى بغداد: لم نفرض سيطرتنا على اجواء العراق
- فيديو:العتبة الحسينية تدعم مراكز ايواء في بيروت بادوية طبية مع دعم نفسي
- وفد من العتبة الحسينية يزور العتبة العلوية لتهنئة السيد عيسى الخرسان لمناسبة تجديده بمنصب الامين العام(فيديو)