بقلم: سامي جواد كاظم هكذا هو بهلول كثيرا ما يصطدم برجال السلطة بالأمس مع هارون الرشيد واليوم مع مجلس محافظة كربلاء، ولان أعضاء المجلس لا يقومون بزيارات ميدانية للاطلاع على أحوال مدينة كربلاء والمواطنين الذين انتخبوهم قرر بهلول إن يقتحم مجلس المحافظة. دخل بهلول بناية المجلس وهو يتجول بين الممرات المزدحمة بعضها والفارغة الأخرى وفتح باب إحدى الغرف فوجدها مكتب فاخر مؤثث بأثاث من الدرجة الأولى مع التبريد والمرطبات بكل أنواعها دخل الغرفة واستهواؤه المكان فجلس خلف المكتب وهو ينظر إلى نفسه بإعجاب وفجأة طرق الباب فصاح بهلول تفضل، دخل مواطن بيده اضبارة يريد توقيع المسئول وحالما دخل على بهلول قال له الحمد لله على السلامة فقال بهلول باستغراب شكرا تفضل قال لدي معاملة واحتاج إلى توقيعكم الكريم قال بهلول فقط هات فوقع له على المعاملة وخرج المواطن متشكرا من بهلول شكرا أستاذ الله يحفظك لم نندم على انتخابك. خرج المواطن دخل الأخر الحمد لله على السلامة ممكن توقيعك على المعاملة ووقع بهلول مع عبارات الإشادة والثناء من المواطن ودخل ثالث ورابع وعشرة وعشرين وفجأة دخل مواطن وليس بيده معاملة ولم يقل الحمد لله على السلامة فقال له بهلول الحمد لله على السلامة فأجاب المواطن الله يسلمك ومن أين علمت إني عدت من السفر ؟ هنا توضحت الصورة لدى بهلول لماذا المواطنين يقولون له الحمد لله على السلامة، اجب من قال لك عدت من السفر ومن منحك الحق في الجلوس على مكتبي والتوقيع على معاملات للمواطنين ؟ هنا اتضحت الصورة أكثر لدى بهلول وصاح السيد المسئول إلى الشرطة وقاموا بضرب بهلول واقتياده إلى السجن وأثناء سحبه إلى خارج المكتب ويتقدمهم المسئول صاح بهلول أنا انتخبني الناس ورشحوني لهذا المنصب قال المسئول أنا الذي فزت بالانتخابات فقال بهلول لنسال هؤلاء المواطنين الذين تجمهروا لمشاهدة ما يحدث وكان اغلبهم ممن وقع لهم بهلول معاملتهم فقال بهلول للمواطنين الم تنتخبوني لعضوية مجلس المحافظة ؟ قالوا كلا قال السيد المسئول الم اقل لك إنهم انتخبوني فقال بهلول إذن لماذا قبلتم توقيعي على معاملاتكم ؟ قالوا لأننا كل مرة نأتي يقولون السيد عضو المجلس مسافر ضمن وفد ويوميا نأتي لنرى باب الفرج متى يفتح ويأتي السيد المسئول من سفره ونحن لما رأيناك تجلس في مكتبه اعتقدناك أنت المسئول فقال بهلول إذن كيف انتخبتم من لم تعرفوه قالوا ضمن كتلته تقاسموها بينهم، فالتفت بهلول إلى السيد عضو مجلس المحافظة وقال له إذا كنت تعرف إن هؤلاء انتخبوكم فهل جزاؤهم عدم تمشية معاملاتهم ؟ فهل جزاؤهم أن تتركوا أمورهم معلقة وتقضون أيامكم بالسفر ؟ وهل الإيفاء بوعودكم التي قطعتموها على أنفسكم للمواطنين وعود كاذبة أم تنفيذها خارج العراق ؟ دخل بهلول قصر هارون الرشيد وجلس بمكان هارون الرشيد ولما دخل هارون ورأى بهلول يجلس مكانه نادى على الحرس والخدم فجاءوه مسرعين وانهالوا على بهلول بالضرب والرفس فقال بهلول لهارون الرشيد لماذا هذا الضرب فقال لأنك جلست في غير مكانك فقال بهلول جلست خمس دقائق أنهلتم علي بالضرب وأنت جلست سنين فكيف سيكون حكم الله عز وجل عليك ؟... يقصد بهلول إن الخلافة التي تقمصها هارون هي من حصة الإمام الكاظم عليه السلام.