- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مشكلة الخطاب الاسلامي ومشكلة ناقديه
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم كلمة الخطاب الاسلامي كلمة عامة ولكن ماهي مفردات الخطاب الاسلامي التي تمثله ؟ لم يتفق الاسلاميون على خطاب موحد وذلك بسبب الاختلاف في المذاهب والخطاب الاسلامي يستنبط مفاهيمه من القران والسنة، والقران بحاجة لمن يفسره ويؤوله والسنة بحاجة الى رجال ثقاة ينقلونها كما هي من غير تحريف او حذف، ومن هنا بدات تتفرع المذاهب فتارة تلتقي في مفهوم معين وتارة تختلف في مفهوم اخر، ومن هنا نجد الناقد للخطاب الاسلامي يكون خطابه النقدي نابع عن ما كان يؤمن به او ما اطلع عليه بحدود المذهب الذي كان يعتنقه او مذهب العائلة او الوسط الذي يعيشه، ومن هذا المنطلق عندما ينتقد حكم معين او رواية معينة قد يكون نقده متفق مع مذهب مخالف للمذهب الذي اعتمده، مثلا سيد القمني ومحمد الجابري و ابو زيد ومحمد اركون و وفاء سلطان، يبنون انتقادهم من خلال السيرة التي دونها البخاري ومن على شاكلته،وعلي شريعتي وعبد الكريم سروش بنيا انتقادهما للخطاب الاسلامي من خلال مفاهيم شيعية غير خاضعة للتمحيص مثلا كل ما جاء في الكافي للكليني بالرغم من ان للشيعة وقفة مع الكتاب وليس مع مؤلفه الثقة والثبت، او يتعاملا مع خرافات موجودة في المذهب . اذاً الخطاب الاسلامي قد يكون حنفي، حنبلي، شافعي، وهابي، مالكي، او امامي، ومن الامامية ايضا تفرعات، وهذا الاختلاف بين المذاهب يكون اللقمة الدسمة التي يستلذ بها العلماني لينفذ من خلالها ويبني نقده. ومن اخطر ما يفكر فيه العلماني انه يبني اراء ينسبها للاسلام غير صحيحة ومن ثم نقدها، او انه يُنتقد باسلوب غير لائق من مسلم ما، فيبني على هذا النقد ـ الذي قد يصل الى التكفير ـ رده القاسي فينسبه للاسلام بكامله. مشكلة اخرى يعاني منها الخطاب الاسلامي هي اللغة العربية التي يمكن لاي شخص ان يروضها وفق ما يريد ان يدعيه ومن هذا الترويض هو نقد الخطاب الاسلامي المذهبي. المعرفة حق من حقوق الانسان والمجالات كلها مسموحة ومفتوحة، ولكن المهم ان يعلم من يريد ان يخوض غمار معرفة المعرفة ان يعلم ابجديات هذه المعرفة ومن ثم فليخض ويفكر كما يشاء في حدود ان يكون الاثر المترتب عن تفكيره في حدود شخصه، وليس شخص اخر، وليس من المنطق ان يؤمن شخص ما بعقيدة ما تاتي انت لتقول لهذا الشخص ان عقيدتك خاطئة من غير مقدمات، او انه لا تستفيد من صحتها او خطاها ولكنك مجرد تريد ان تنتقد. السؤال الذي ينتقيه العلماني حتى يسال غيره له اصوله وليس كل جملة يسبقها اداة استفهام هي سؤال، بل انها قد تكون تطفل، كما وان هنالك اسئلة لا طائل من معرفة اجابتها، على سبيل المثال كيف يستوي الله على العرش ؟ ويبدا مثلا السيد القمني ليطرح انتقاداته ونظرياته، ومن ثم ماذا اذا جهلنا او علمنا؟ بل نجهلها لنفكر بمعرفة اخرى مع يقيننا بواجب الوجود وعدم التشكيك فيه مطلقا. عبد الكريم سروش يبني فرضية فوضوية باطنا طعن في القران، فرضيته لو ان الله امد في عمر النبي محمد لنزلت ايات وسور اخر اضافة الى القران، من حيث المنطق ومن غير النظر حول الدائرة التي بنى عليها فرضيته تجدها صحيحة، ولكنه اراد ان يطعن باية اليوم اكملت لكم دينكم، ولو انه قرا التاريخ الخاص بسيرة اهل البيت الذين تصدوا لعلوم القران لعلم ان فرضيته خاطئة. اغلب ان لم يكن كل العلمانيين يؤمنون بوجود الله فقط، وما بعد الله خاضع للنقد، وايمانهم بالله علماني ايمان أي شخص علماني بمارتن لوثر او بالديمقراطية او بحكومة علمانية، اضافة الى ذلك ليس له ركيزة يعتمدها في بناء افكاره وانتقاداته، حزب، كتلة،مذهب،دستور دولة علمانية، حتى نستطيع ان نستشهد له بثغرات ما يؤمن به. هنالك محاور مهمة او قد تكون القاسم المشترك بين من ينتقد الخطاب الاسلامي ومنها، المراة (الارث والزواج والجنس والعمل ووو)، العبيد والاماء، الجهاد، المرتد، القتل، وهذه المفاهيم يبني عليها الناقدون نقدهم ضمن دائرة حدود المفهوم من غير النظر الى ما له علاقة بهذا المفهوم، وقد يكون بنائهم لمفاهيمهم صحيح او خاطئ.
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- مشكلة العشوائيَّات
- المثقف وعودة الخطاب الطائفي