حجم النص
بقلم:حسن ضياء النصار ليس الخارجون عن القانون وحدهم من يمارس الإرهاب والترهيب والتخريب مستهدفين أبناء هذا الشعب ال(جانح للسلام)، فهو يمارس بحرية من قبل الأجهزة الأمنية التي من المفروض ان تكون هي الحامية لأمن المواطنين وسلامة ارواحهم وممتلكاتهم... ففي سابقة وضيعة، واسلوب مبتكر للترهيب والتخريب الممارس من قبل رجال القانون، صباح يوم السبت 9/11/2013، قامت قوة مؤلفة من بضعة جنود، بإمرة (النقيب...) آمر السرية المسؤولة عن حماية شارع حيفا (المنطقة المحصورة بين مبنى وزارة البلدايات وصولا الى مبنى وزارة الثقافة) قامت، وبدون سابق انذار، بإتلاف اطارات جميع السيارات المركونة على جانبي الشارع، والعائدة الى سكنة المجمع السكني في المنطقة المذكورة، بهدف اخلاء الشارع، (جرت العملية بأن ترجل عدد من الجنود من سيارة عسكرية (سوبر ديوتي) يحملون مقابض معدنية (بلايسات) معدة مسبقا لغرض قطع قصبات السيارات المرصوفة في الشارع، دون تقديم أي توضيح دوافع هذا الامر العسكري الستراتيجي الذي يصب في صلب استقرار العملية الأمنية، وباءت جميع محاولات الأهالي من ثني الضابط وجنوده عن تنفيذ ما اعتزموا القيام به من فعل، وأمهلوا الأهالي لساعة واحدة لتحريك سياراتهم من المكان واخلائه تماما وإلا سيعودون لفقء بقية الإطارات وخلع ارقام السيارات والتهديد والوعيد بعقوبات شتى تبدأ من حجز السيارة وصاحبها وتنتهي بالإعتقال وفق المادة 4 ارهاب، مما اضطر الأهالي الى الشروع باستبدال الاطارات التالفة واخلاء الشارع وسط اجواء من السخط والتذمر واللعن والسب على من تسبب في تعكير صفو صباحهم منذ مطلعه... أبدى بعض الجنود الذين ساهموا في هذا العمل الشائن انزعاجهم وعدم رضاهم عما جرى، من خلال ابداء المساعدة في استبدال الإطارات وخصوصا لأصحاب السيارات من النساء والكبار السن، وكانوا يتحدثون الى مجاميع الناس المتواجدة هنا وهناك عن تذمرهم من الأمر وطريقة تنفيذه بالصلافة والعنجهية التي جرت، والناس تحترم فيهم هذا التعاطف وتبرئ ذمتهم، فماهم الا عبيد مأمورين... هذا الجزء من شارع حيفا، جرى غلقه بعد التفجير الإجرامي الذي استهدف وزارتي العدل والبلديات في عام 2010، وظل مغلقا كممر عام منذ ذلك الوقت واقتصر تواجد السيارات فيه على أهالي المجمع السكني والمحلات الشعبية المجاورة لها، بالإضافة الى سيارات خطوط الموظفي الدوائر الرسمية الموجوده هناك... وقد جرى منذ سنوات استصدار تأييدات مصدقة من الفوج العسكري المسؤول عن المنطقة للسكان، بالسماح لمركباتهم في الدخول الى المنطقة المغلقة... أي بمعنى ان جميع السيارات التي كانت متواجدة تمتلك تأييدا بعائديتها لأحد ساكان المنطقة، وإن تواجدها كان بمسوغ قانوني، وجميعها معرفة لدى قوة الحماية المتواجدة هناك، ولم يؤشر اي خرق طيلة تلك الفترة، لكي يصبح فجاءة جميع أهل المنطقة في دائرة الإشتباه... المؤلم في الأمر كله... هو السبب والدافع من تنفيذ عملية عسكرية تكتيكية استباقية مباغتة كتلك التي تمت صباح السبت في شارع حيفا، فقد صرح احد الجنود بأن المنطقة ستظل مغلقة حتى انتهاء مراسم زيارة عاشوراء، وإن هذا الإجراء جاء ضمن الخطة العامة لتأمين سلامة الزوار ومواكب العزاء... على هذا الموضوع سمعت تعليقا من أحد المواطنين المتذمرين يقول بصوت عالي متجشئ: (يريدونا نحيد عن آل البيت، المايخافون الله)، اي إن الذين لايخافون الله من ساسة وأتباعهم من عسكريين يريدون أن يحيد الشعب عن طريق الحق الذي سلكه أهل البيت (الأطهار)، بعدما يرى المواطنون كل ما يؤذيهم، يجري بإسم آل البيت... وحاشى لهم أن يكونوا سببا في إذاء الخلق، وهم الذين ذادوا بإرواحهم في سبيل الحق، ورفع الأذى والظلم عن الناس... فمن ضمن الإجراءات الحاذقة التي اتخذتها الجهات الأمنية هي أن تؤمن مناطق هي مؤمنة أصلا، ومعاملة اناس مدنيين ومسالمين و مريدين لآل البيت بمنتهى العنجهية والاستبداد وامتهان الكرامة، لتامين سلامة المواكب الحسينية، بنفس الأداء الذي كان يمارس من قبل النظام البائد في منع تلك المواكب... لقد جرى ما جرى، وأخلي الشارع تماما من اية سيارة، وانتصر الضابط وانتصر من وضع تلك الخطة الأمنية، فهنيئا للنقيب انتصاره، وهنيئا له سحقه لكرامة الكثير من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والصحفيين والفنانين ومحامين والكسبة وسواق سيرات الأجرة والموظفين ومعلمين والكثير من أصحاب المهن والحرف من سكنة المجمع السكني والمحلات المجاورة، هنيئا احساسه بالزهو والفخر وهو ينفذ ارادته الغاشمة رغم انوف الجميع التي كان على استعداد لسحقها ببسطاله في حال وقف معترضا عليه أحد، هنيئا له ذلك الإنجاز الأمني الكبير بالبطش بقصيبات الاطارات السيارات وجعلها عبرة لمن يعتبر ومن تسول له نفسه بالعبث براحة بال اسياده المتوجسين خيفة من كل شي...مبارك له تامينه منطقة هي مؤمنة اصلا منذ سنوات، بفضل أهلها العقلاء... تلك بسالة وجسارة نادرة وشجاعة لا مثيل لها، حبذا لو يتم الإستفادة منها في مناطق أقل أمنا، كالموصل مثلا، التي تحدث عنها وزير الدفاع وكالة، وقال عنها ان لها وضع محرج... لن يكون هنالك من داع للحرج ففي جيشنا الباسل مقاتلين اشاوس مثل سيادة النقيب بمقدورهم ان يؤمنوا اية منطقة ساخنة ويخضعوا اي تمرد، ويفركوا كل اشكال الأنوف والجبهات ببساطيلهم، وهم جالسون في مقدمة سياراتهم (سوبر الديوتي) ينظرون الى الدنيا من خلال نظاراتهم الشمسية البنية أو الصفراء أحيانا... وختاما نستذكر هذين البيتين، المختلف على تحديد قائلها:- وكم عند الحكومة من رجال.... تراهم سادة وهم العبيدُ كلابٌ للأجـانب همُ ولكن......على أبنــاء جلـدتهم أســودُ
أقرأ ايضاً
- الحشد الشعبي يُعلن أنطلاق عملية عسكرية واسعة غرب الأنبار
- القوات البرية تلقي القبض على (١٠٢) مطلوب خلال تنفيذ (١٠٧) عملية عسكرية
- كلفة علاجه (25) الف دولار : العتبة الحسينية تنقذ عين شاب يماني بعملية مجانية نادرة ومعقدة(صور)