- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
استفتاء قناة العراقية لمظاهرات الحملة الوطنية
حجم النص
بقلم :ناصر سعيد البهادلي
يكاد الجميع يتفق ان الهيئات المستقلة ليست مستقلة خصوصا بعدما اصدرت المحكمة الاتحادية حكمين سابق ولاحق ، ففي السابق وتحديدا عام 2005 كان حكم المحكمة الاتحادية يشير الى استقلال هذه الهيئات وتدير نفسها بنفسها اما الحكم اللاحق ربما عام 2011 اشار حكم المحكمة الاتحادية الى ارتباط الهيئات المستقلة ذات الصفة التنفيذية بالحكومة الاتحادية (السلطة التنفيذية ) وهذا ما اعترض عليه بعض الساسة المعارضين لنوري المالكي ودولة قانونه ، وبغض النظر عن احكام المحكمة الاتحادية وما يطالها من الغمز واللمز من ان السلطة التنفيذية تتحكم بها فاننا نرصد الواقع لنؤكد على عدم استقلالية الهيئات المستقلة وخصوصا شبكة الاعلام العراقي التي تطبق مقولة " اللي ياخذ امي يصير عمي" اي انها تطبل لكل من يتسنم منصب رئيس مجلس الوزراء ، ولا غرابة اذا ما شهدنها تلعن وتحارب المالكي وحزبه ومواليه اذا ما تسنم منصب رئيس مجلس الوزراء شخص اخر تقدم له فروض الطاعة والتطبيل...
اليوم ومن خلال الفيسبوك وجدت الحملة الوطنية تدعو الى الاشتراك بالاستفتاء الذي وضعته شبكة الاعلام العراقي في اسفل صفحتها الرئيسية للتأييد من عدمه لمظاهرات حملة الغاء تقاعد البرلمان ، وبالفعل ذهبت سريعا لتأييد المظاهرات لاجد النتيجة اكثر من 97% يؤيدون الاشتراك في المظاهرات من عدد اجمالي يقارب 1300 مشترك ، واتمنى جادا ان يصوت كل من لديه قناعة بالخروج من عدمه في هذا الاستفتاء لتبيان حجم النقمة والاستياء والغضب الشعبي على من ذهب بالبلاد عريضا في الفساد والتدمير والانهيار.. وهذا الرابط لمن يود المشاركة :
http://www.imn.iq
طبعا نخشى من تزوير النتيجة كما هو السائد في حياتنا السياسية العراقية التي فاقت العالم بفنون الكذب والفساد والتزوير والفشل ووو ....
الحقيقة ان تأييدي للمشاركة لم يكن سببه الرئيسي ضد الامتيازات والتقاعد للنواب ومشتقاتهم ، لان هذه المشكلة ليست في اعلى سلم الاولويات في تقديري ، فالاولوية عندي هي تشكيل رأي شعبي عام وضاغط يقوده المثقفون والواعون والحريصون على الوطن والشعب ، نعم فان الرأي العام العراقي تشظى ليكون بمعظمه تابع ومقاد من قبل المؤسسات الدينية التي لم تنجح في ايقاف دوامة الفساد والتدمير للعراق وشعبه ، وشطره الاقل يتبع حاجاته التي توفرها له الاحزاب الممولة من الفساد ومن الخارج....
وهنا فان انبثاق رأي عام فاعل وقوي سيشكل رقما صعبا ومؤثرا على جميع مجريات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع العراقي ، وهذا المكسب هو اعظم مكسب يستطيع الشعب الحصول عليه ففيه الامل بالتحرر من القيادات الفاسدة او المتخلفة او حتى تلك التي ليست بمستوى المسؤولية والانتصار الناجع للشعب المظلوم...
قد يشكل البعض على ان هذه المظاهرات يمكن ان تخترق من قبل اجندة خارجية مشبوهة او تؤدي الى صراع مجتمعي بين المتظاهرين والطائفيين ، بالنسبة للاجندة المشبوهة فان اغلب المواطنين اليوم حين تسألهم عن الكتل السياسية المشكلة للسلطة سيقولون وبيقين ثابت بانها تنفذ اجندة دول الجوار والاقليم امريكا ، وبالنسبة لاحتمالية الصراع مع الطائفيين فان هذا ادعى لان تخرج مظاهرات عراقية غير مصبوغة بطائفية لمواجهة ثقافة الطائفية التي يشيعها الساسة في مجتمعنا ، لان السكوت والصبر عليها سيؤدي الى تفاقمها اكثر مما هي عليه اليوم ، وستقدم هذه التظاهرات الهوية العراقية بدل من الهويات الطائفية المتحكمة في الوطن....
نسأل الله ان تحقق المظاهرات اغراضها واهدافها العراقية يوم 31 – 8 وتستطيع تشكيل طبقة من المثقفين والناشطين المخلصين تقود الرأي العام ليدخل رقما حقيقيا في المعادلات العراقية...
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار