أدانت محكمة بريطانية، يوم الجمعة، محامياً دافع عن صدام حسين خلال محاكمته، وذلك بتهم الاحتيال وانتحال مهنة المحاماة ليحكم عليه بالسجن لمدة 14 عاماً.
صدر بحق الإيطالي جيوفاني دي ستيفانو (57 عاماً) المعروف في الصحافة البريطانية بلقب "محامي الشيطان"، حكم بالسجن مدة 14 عاماً بعد ادانته بـ 25 تهمة من جرائم الخداع والاحتيال وغسيل الأموال خلال الفترة بين عامي 2001 و2011.
وعمل جيوفاني دي ستيفانو ضمن فريق المحامين المدافعين عن صدام حسين الذي تم إعدامه في 30 ديسمبر/كانون الأول من عام 2006، إضافة لقضية طارق عزيز الذي شغل منصب وزير الخارجية العراقي ونائب رئيس مجلس الوزراء وحكم عليه بالسجن المؤبد في عام 2011.
ومن القضايا الصاخبة لجيوفاني دي ستيفانو كانت محاكمة اللص البريطاني الشهير روني بيغس الذي اقتحم قطاراً بريديا في عام 1963 سارقا مبلغاً يقدر بـ 67 مليون دولار، وبعد أن القي القبض عليه حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً، الا أنه تمكن من الفرار بعد عامين، وانتقل الى باريس حيث خضع لعمليات تجميلية غيرت ملامحه، وعلى الرغم من تكشف مكانه لاحقاً واشتراكه بفيلم وثائقي وإعلانات، إلا أن تم زجه في السجن في عام 2001 وحتى عام 2011 عندما ساءت صحته وكان في عامه الثاني والثمانين فأخلي سبيله لأسباب إنسانية .
وتبين أن "محامي الشيطان" لم يكن محامياً أصلاً وإنما برع بإقامة العلاقات الدولية، ومن علاقاته الدولية يذكر رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، وزعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، وارتبط بعلاقة صداقة مع ابنة الرئيس اليوغسلافي السابق ميلوسوفيتش، الذي توفي بمدينة لاهاي أثناء محاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وأصر المتهم مرات عدة على أنه يمتلك شهادة المحاماة المؤهلة لمزاولته المهنة، إلا أنه أقر واعترف في النهاية بامتهان المحاماة زوراً، وأشار القاضي إلى أن الضرر المالي الذي ألحقه المدان بضحاياه كان "كبيراً جداً"، غير أن الأخطر من هذا كان "الضرر النفسي الذي سببه لهم" من "آمال كاذبة" سرعان ما تلاشت و"تلتها سنوات من الغضب" خلال محاولتهم تحصيل أموالهم من الرجل الذي خدعهم، وأوهمهم بأنه محام محترف، رغم كونه لا يحمل أي مؤهلات قانونية وغير مسجل للعمل في المهنة في بريطانيا أو إيطاليا مسقط رأسه.