- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
صراع الليرة والتومان مع الدولار
حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
مهما تعددت اشكال الصراعات والحروب في العالم فان سببها وغايتها هي فرض فكرة والغاء اخرى ومهما قيل عن الاطماع والاعتداءات فانها همزة وصل لتحقيق اهداف اخرى ومن بين اخطر واهم الاسلحة في العالم هو الاقتصاد فالذي يستطيع ان يوفر اقتصاد قوي من خلال مجالاته الصناعية والتجارية والزراعية فانه يستطيع فرض سيطرته على القرار السياسي في بلده وفي منظمة الامم المتحدة ولهذه السياسة الاقتصادية اثرها في العالم .
العالم الاسلامي بعدما كان قيادة العالم بيده اصبح يتاثر بسياسة الغرب وتحديدا امريكا ومن بين اهم الوسائل التي تعتمدها امريكا هي الاقتصاد واذا ماعادت دولة ما او احتلت دولة فانها ليست بصدد الحصول على النفط او تغيير حكم بقدر ما يكون في حساباتها احتواء فكرة او افكار وفرض فكرة هي تؤمن بها .
لازال العالم الاسلامي يتاثر بالاقتصاد الامريكي والاقتصاد الامريكي يتاثر بالنزعات والمزاجيات لاعضاء الكونغرس وبالتحديد شريحة اليهود وها نحن نرى العملة في البلدان الاسلامية تتاثر بالدولار وصناع القرار في امريكا في الوقت الذي كان للمسلمين القيادة والارادة في رد مثل هذه المؤامرات فالتاريخ يذكر لنا الازمة السياسية والاقتصادية التي نشبت بين عبد الملك بن مروان والروم حيث لان العملة الاسلامية صناعة الروم لهذا نرى ان الروم تفرض افكارها وديانتها على المسلمين ولكن الحل كان موجود عند الامام الباقر عندما عجز ابن مروان من مواجهة الروم فقال له روح بن زنباغ : إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر ، و لكنك تتعمد تركه فقال : ويحك ؟ من ؟ فقال : عليك بالباقر من أهل بيت النبي ( ص ) .
فكتب إلى عامله بالمدينة : أن أشخص إلى محمد بن علي بن الحسين مكرماً ، و متعه بمأتي ألف درهم لجهازه و بثلاثمائة ألف درهم لنفقته ، و أزح علته في جهازه ، و جهاز من يخرج معه من أصحابه .و حبس رسول ملك الروم عنده إلى موافاة محمد بن علي . فلما وافاه أخبره الخبر .فقال الباقر : لا يعظم هذا عليك ؛ فإنه ليس بشيء من جهتين :إحداهما : إن الله عز وجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله ( ص ) .و الأخرى وجود الحيلة فيه . . فقال عبد الملك : و ما هي ؟! .قال : " تدعو في هذه الساعة بصناع يضربون بين يديك سككاً للدراهم و الدنانير و تجعل النقش عليها سورة التوحيد ، و ذكر رسول الله ( ص ) :أحدهما : في وجه الدراهم و الدنانير .و الآخر : في الوجه الثاني . و تجعل في مدار الدراهم و الدنانير ذلك البلد الذي يضرب فيه ، و السنة التي تضرب فيها تلك الدراهم و الدنانير .
وبالفعل دحرت المؤامرة الرومية واليوم نعاني من نفس تلك المؤامرة فالعملة في البلدان الاسلامية تتاثر تاثيرا بالغا عندما تتخذ حاخامات امريكا قرارات اقتصادية تعسفية بسبب الفكر وليس غير ذلك فنرى الدينار والدرهم والريال والتومان والليرة عرضة للتذبذب حسب الارادة الامريكية .
لماذا لا يصحو خبراء الاقتصاد في الدول الاسلامية بكل مجالاتها لتضع سياسة اقتصادية خاصة بها تخدم المسلمين وتنشر الاسلام ولا تتاثر بالقرارات اليهودية بل تؤثر بالقرارات اليهودية وبمعيتها قرارات الامم المتحدة .
امريكا التي تملك اكبر بئر وافضل انواع النفط في العالم فهل هي بحاجة لنفط الخليج ؟ اقتصاديا كلا ولكن لفرض افكار خبيثة من قبيل الوهابية واليهودية نعم فمن خلال النفط تدير مؤامراتها ، والاعلام الذي يستهلك مليارات الدولارات من غير مقابل فما الغاية من ذلك ؟ ان قلتم الثقافة فانتم واهمون وعلى ذقونكم تضحكون فالقنوات الفضائية الثقافية الصادقة ظاهرا وباطنا لاتتجاوز 5% من مجموع الفضائيات في العالم