حجم النص
كان ياما كان محلة تعيش بسلام وامان حل عليهم ضيف مجنون يتمتع بموهبة شعر المديح الارتجالي الهزلي وحسب الموقف الذي يعترضه ولا يقول الشعر الا بثمن حيث ان طريقته في الكسب هي القاء الشعر وفق ظروف خاصة وخاصية الظروف لدى هذا المجنون هي بانه اذا ما سمع صوت صافرة يذهب الى من اصدر هذا الصوت فيلقي عليه بعض الابيات الشعرية ليمتدحه ويطلب منه المال .
وهو يسير في الشارع فاذا بشرطي مرور يستخدم الصافرة لكي ينظم السير فياتيه المجنون فيلقي بيتي شعر ليمتدحه ومن ثم طالبه بالمكافاة فيعطيه اما خجلا او بداعي المزاح او العطف ، وصادفه شباب يلعبون الكرة والحكم طبعا يستخدم الصافرة فما كان للمجنون الا ان دخل الملعب والقى بيتي شعر مدحا للحكم واخذ منه المقسوم مع الضحك ، وهو في الاسواق فاذا باحد المواطنين رن هاتفه وكانت نغمته على شكل صافرة فاستوقفه المجنون والقى عليه شعرا واخذ منه المكافاة ، ومهما حاولوا التهرب منه فانه لا يتركهم حتى ياخذ المال ومهما كان مقداره المهم انه ياخذ المال .
علم اهل المحلة بطبيعة هذا المجنون واحترسوا من اصدار صوت يشبه الصفير ولكن البعض منهم استغل هذه الظاهرة لكي ينتفع بها فاذا عقدت جلسة او تجمع معين يقوم البعض منهم بالسماح للمجنون الجلوس معهم ليستخدمه في حالات خاصة مثلا عندما لا يبال لهم احد يقومون باصدار صوت الصافرة فينهض المجنون وسط الجمع ليلقي شعرا يمتدح من اصدر الصوت واذا كان هنالك شخص منبوذ في المجتمع يستخدم الصافرة حتى يمتدحه المجنون شعرا فيعطيه مالا
بقي ان تعلموا ان المحلة اسمها العراق والمجنون هو الارهابي والمنتفعون منه هم بعض المسؤولين المضطلعين بالارهاب