
اعلنت مديرية زراعة كربلاء المقدسة ان وزارة الزراعة العراقية تمكنت من خلال خبرات منتسبيها والتعاون مع المنظمات الدولية من الاطاحة بأخطر آفة زراعية تصيب النخيل وتقتله، وهي "سوسة النخيل الحمرا" التي وفدت الى العراق قبل اعوام قليلة، مشيرة الى ان" الوزارة استطاعت ان تؤسس بروتوكول علاجي ببصمة عراقية يكافح السوسة ويعيد النخيل الى الحياة وانتاج التمور، بينما تعمد الدول المجاورة الى قتل وتقطيع وحرق النخيل المصاب لديها.
واكد رئيس قسم الوقاية في مديرية زراعة كربلاء المقدسة "ماجد حميد البهادلي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان "سوسة النخيل الحمراء" تصنف على انها الآفة الاخطر على اشجار النخيل ولم تكن موجودة سابقا في العراق، بل كانت موجودة في جميع دول الجوار المحاذية للعراق وما بعدها منذ اكثر من (20) عاما ولا تستهدف نخيل التمور بل حتى انواع اخرى من النخيل من "الواشنطونيا" و"الكناري"، ولكنها ظهرت في منطقة سفوان بمحافظة البصرة قبل بضع سنوات وشخص وجود اصابات للنخيل فيها، وكشفت مديرية زراعة البصرة على المكان وحددت الاصابات وابلغت الوزارة بذلك واتخذوا اجراءات الحجر وغيرها، ولكن للاسف في نهاية العام (2023)، ظهرت الاصابة مرة اخرى في خمس محافظات وسطى عراقية، وفي محافظة كربلاء شكلت غرفة عمليات وابلغ محافظ كربلاء بالامر وشكل على اثرها غرفة طوارئ مكونة من جهات عدة امنية وزراعية، ومنع على اثرها دخيل فسائل النخيل الى المحافظة، ونفذت حملات توعوية للمواطنين لان كل شخص يملك نخلة قد تكون معرضة للاصابة وتصبح سببا في انتشار الآفة، لان المصدر الاول للاصابة هو نقل فسائل واجزاء النخيل التي من الممكن ان تحمل طورا من اطوار الحشرة سواء كان بيضة او يرقة او حشرة كاملة، وتمكنت دائرة الوقاية في الوزارة من ايجاد طريقة لمكافحتها بجهود ذاتية عبر ثلاث معاملات للنخيل واعطت نتائج جيدة في مكافحة الحشرة بالمحافظات التي ظهرت فيها الاصابة للخبرات الكبيرة التي تمتلكها ملاكات الدائرة واستغلال تعاملهم مع المنظمات الدولية المتخصصة تمكنوا من تأسيس برتوكول عراقي لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء".
واضاف ان" الملاك المتخصص في القسم تدرب في كربلاء خلال العام الماضي على استخدام وتطبيق البروتوكول بعد توفير المصائد والمرشات ومستلزمات مكافحة مثل المبيدات وباقي المواد، ودق ناقوس الخطر وبدأنا البحث عن الاصابة في كربلاء المقدسة الى ان عثرنا على (4) نخلات فقط، اثنان منها قام الفلاح بقطع احداها بعد ملاحظة ظهور مواد صمغية عليها ورائحة كريهة، والاخرى وجدت ميتة، والنخلتين الباقيتين وجدناهما احياء لكن مصابات بالحشرة وطبق عليها البروتوكول الوقائي في شهر تشرين الثاني، وبعد ثلاث اشهر تعافت النخلتين وبدأت مرحلة النمو فيها وستطرح ثمارها، بينما في دول الجوار يكون الاجراء للنخلة المصابة بالقتل والتقطيع والحرق فورا، بينما تمكنا من اعادتها الى الحياة والانتاج، ودائرة وقاية المزروعات تمنع قتل او تقطيع او حرق النخلة المصابة، والامر محصور بالمعالجة فقط، وهي اجراءات مجانية بكامل فقراتها تتحملها وزارة الزراعة، وندعو جميع المواطنين من المزارعين وغيرهم الذين يمتلكون نخلة او مجموعة نخيل اذا لاحظ اعراض خروج مواد صمغية منها او انبعاث روائح كريهة الى التبليغ المباشر لدائرة زراعة كربلاء ويتم مكافحتها من قبل الدائرة مجانا".
مكافحة النخيل
واضاف "البهادلي" ان " من المحاصيل الاستراتيجية التي تعتبر رمزا للعراق هو النخيل، ولدينا حملة مكافحة "تعفن" طلع النخيل وهو احد الامراض المهمة التي تصيبه في الشتاء، وننفذ ايضا حملة مكافحة "لفحة الجريد"، واضيف لها في السنوات الاخيرة باستخدام منتج عراقي خالص من تصنيع دائرة الوقاية في وزارة الزراعة حملة مكافحة الطور الشتوي لآفة "العنكبوت" واثبت فاعليته بجدارة، وتليها حملة مكافحة حشرة "الدوباس" وحشرة "الحميرة"، ولحملات المكافحة توقيتات خاصة في الصيف والشتاء تنفذ في الوقت الملائم المتعلق بحياة وفاعلية الآفة بعد دراسة حياته من قبل مختصين لدينا ونحدد وقت الجزء الاضعف من حياتها وتنفذ حينها الحملة، وعلى سبيل المثال ان للعناكب طور شتائي فنقوم بحصر المناطق شديدة الاصابة في شهر شباط ونقوم بمكافحة الاطوار المشتية، والمرحلة الثانية بعد اكتمال عملية تلقيح النخيل والمراحل الاولى لتكون التمور، وتأتي مرحلة هبوب العواصف الترابية خصوصا في سنوات الجفاف قليلة الامطار التي تعتبر عامل مشجع لانتشار العناكب فتعيد العناكب نشاطها مرة اخرى، وعندها نقوم بمعالجتها ونزود المزارعين بمستلزمات المكافحة، اما حشرة "الدوباس" فتظهر مرتين في جيلي الربيع والخريف في السنة الواحدة فنقوم بمكافحتها مرتين في الربيع والخريف، ونعتمد في مكافحتها على ثلاث طرق رئيسة هي المكافحة بالطائرات الزراعية، وبمعدات الرش الارضية، والمكافحة بحقن النخيل بمبيدات خاصة وطرق فنية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- المالية النيابية تستبعد تعديل سعر برميل النفط
- 3 تريليون دينار سنويا لتمريره.. استبعاد سياسي لتعديل "سلم الرواتب"
- لتفادي الأضرار.. وساطة عراقية بين طهران وواشنطن