تسيطر القوات التركية على مساحات واسعة من شمال العراق منذ فترة طويلة، وفي الآونة الأخيرة تشهد العديد من المناطق توسع رقعة السيطرة حتى وصلت القوات لمسافة تقدر بـ اكثر من 185 كم في عمق الأراضي العراقية، ومع توسع التوغل التركي أعلنت الحكومة العراقية توقيع، مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، بين وزيري دفاع البلدين، التي وصفها برلماني بأنها تمنح شرعية وحصانة للجيش التركي للتوغل داخل العراق.
اتفاقية تمنح الشرعية للوجود التركي في العراق
ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية أحمد الموسوي، في مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان، وتابعته وكالة نون الخبرية، إن "مضمون مذكرة التفاهم الجديدة التي وُقِّعت بين العراق وتركيا، تمنح شرعية وحصانة للجيش التركي داخل الأراضي العراقية، وكان من المفترض أن تكون المذكرة لردع الاعتداءات، وخروج القوات التركية من الاراضي العراقية، وبنود هذه الاتفاقيات مخيبة للآمال".
ويضيف، أن "أهم النقاط التي كان يجب ان تحتويها المذكرة التي وقعت بين الجانبين معالجة المخاوف الامنية والحفاظ على سيادة البلدين ووضع جدولة لخروج القوات التركية من الاراضي العراقية، لكن المذكرة استبدلت بنصوص تشير إلى الاحترام المتبادل لسيادة ووحدة أراضي البلدين وسلامتهما وامنهما، ويتعهد البلدان بمنع أي تهديد للطرف الثاني من اراضيه ويبذلان في سبيل ذلك، ولم يتم التطرق إلى اخراج القوات التركية من الاراضي العراقية، وهذا يعتبر خرق للسيادة العراقية وبمثابة شرعنه وايجاد شرعية للوجود التركي في الاراضي العراقية".
ووقع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي مع نظيره التركي يشار غولر مذكرة تفاهم في أنقرة للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، منتصف آب الماضي، ووعد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين المذكرة بأنها تمثل إضافة نوعية للعلاقات الثنائية بين البلدين، وتؤكد التزامهما المشترك بالسلام والاستقرار في المنطقة.
عدد القوات التركية أكبر من الأمريكية في العراق
ويوضح عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية وعد القدو، في مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان، وتابعته وكالة نون الخبرية، أن "الخروقات التركية في شمال العراق تحولت إلى احتلال تركي واضح وصريح للأراضي العراقية، وعدد القوات التركية في الأراضي العراقية تجاوز الـ (5) آلاف عنصر من الجيش التركي، وهناك أكثر من (80) معسكر ومحط وأكثر من (14) مهبط للطائرات التركية، والعديد من مركز الاستخبارات والمخابرات التركية داخل الاراضي العراقية".
ويشير القدو إلى، أن "مسافة القوات التركية تبعد عن مركز محافظة نينوى (28) كم، ومسافة توغلها داخل الأراضي العراقية يبلغ نحو 185 كم، وعدد قواتها في العراق أكثر من عدد قوات الاحتلال الامريكي".
حجم الانتشار التركي بالعراق مقارب لمساحة لبنان
ويبيَّن القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي، لوكالة نون الخبرية، أن "حجم المساحة التي يسيطر عليها الجيش التركي في المناطق الحدودية شمال العراق، بمساحة دولة لبنان أو مساحة بعض دول الخليج، وهذه ليست قليلة، ومنذ سقوط النظام البائد عام 2003 يواصل الجيش التركي توغله داخل الحدود العراقية ويقصف المدن والقصبات الحدودية بذريعة وجود حزب العمال الكردستاني، وأثر هذا القصف تم وضع ثكنات وقواعد عسكرية في المناطق الحدودية ونزوح سكان أكثر من (500) قرية محاذية للحدود وتركوا السكان الأراضي الزراعية والمراعي، وتوجهوا للمدن وهذا الأمر شكل عبء على حكومة إقليم كردستان".
صمت دولي
ويرجح السورجي، أن "سبب التزام المنظمات الدولية الصمت تجاه التدخل التركي كون الحكومة لم تقدم أي شكوى أو طلب للحد من التوغل، الذي يروج له تحت ذريعة مطاردة وملاحقة حزب العمال الكردستاني، وفي الواقع تركيا لديها أفكار توسعية علنية في شمال العراق، والحكومة العراقية عبر وزارة الخارجية استنكرت وأدانت قبل سنوات القصف التركي داخل العراق دون أي نتيجة تذكر، ومعالجة الموضوع بحاجة إلى موقف حاسم وصارم من قبل حكومة الإقليم والحكومة المركزية على وجه الخصوص لأن حماية الحدود وسيادة الوطن من مسؤولياتها، والتوغل والانتشار التركي داخل حدود إقليم كردستان وفي المناطق التابعة إدارياً لحكومة المركز".
ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.
وبلغت عدد الخروقات التركية طيلة السنوات الماضية، أكثر من 22 الف خرق أمني للجانب التركي تجاه الحدود العراقية، في الوقت الذي قدم العراق اكثر من 16 الف مذكرة احتجاج، الا ان القوات التركية مستمرة بين فترة وأخرى بممارسة الاعتداءات.
يذكر أن البرلمان التركي صوت في 26 تشرين الأول الماضي، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض الحكومة بإرسال المزيد من القوات.
وتنتشر القواعد التركية في مناطق: بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.
تقرير - ابراهيم الحبيب
أقرأ ايضاً
- دوري نجوم العراق بنسخته الثانية.. عدد الأندية أبرز السلبيات
- ما علاقة تشكيل حكومة كركوك بالطائرة التركية؟
- البرلمان "غاضب" والحكومة صامتة.. من يوقف الزحف التركي؟